الميادين في نافذة على "الجيش" الإسرائيلي: أزمة قوى بشرية وحافزية

شبكة "الميادين"، في نافذتها الرابعة على "الجيش" الإسرائيلي، تتحدث، بصورة مفصّلة، عن أزمة "القوى البشرية العميقة" التي تضربه.

  • الميادين في نافذة على
    الميادين في نافذة على "الجيش" الإسرائيلي.. أذرع "الجيش" تعاني "البعد النوعي"

 تُعَدّ أزمة القوى البشريّة في "الجيش الإسرائيلي" الأصعب في تاريخه. ومع اشتداد وتيرة الأحداث والعمليات الفدائية في فلسطين، حذّرت حكومة الاحتلال من مستقبل قاتم.

وأظهرت وسائل إعلام إسرائيلية، أيضاً، هذه المشاكل. فمطلع هذا الشهر، حذّرت صحيفة "هآرتس"، في افتتاحيتها، من أن "بنيامين نتنياهو يُضعف الجيش الإسرائيلي من خلال انتزاع جزء من قوته لمصلحة المستوطنين".

ولفتت الصحيفة إلى أن خطة عضو الكنيست، بن غفير، من أجل "نزع سرايا حرس الحدود من قيادة المنطقة الوسطى، وتوجيهها إلى النقب"، ستؤدي إلى "عودة ظواهر حرب لبنان الأولى (اجتياح عام 1982)، كرفض الخدمة وعدم وجود انضباط في الجيش الإسرائيلي"، بحيث تكون كلاب "وحدة عوكتس" (وحدة كلاب متخصّصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي) الوحيدة التي "ستواصل هزّ أذيالها مذعنة من دون اعتراض".

شبكة "الميادين"، في نافذتها الرابعة على "الجيش" الإسرائيلي، تطرّقت إلى هذا الموضوع بصورة مفصلة، وتحدّثت عن أزمة القوى البشرية العميقة التي تضرب "الجيش الإسرائيلي".

"انخفاض الحافزية"

وشرح محلل الميادين للشؤون الأمنيّة والعسكريّة، شارل أبي نادر، ما يحدث داخل صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً إنّ "الخوف اليوم من المواجهة هو الأساس، وإن مستوى المواجهة تغيّر".

وأضاف أبي نادر أن "هذه النقطة هي التي تخيف الجندي الاسرائيلي"، مشيراً إلى "عدم وجود حافز على الدفاع عن النقاط الأساسية، فكل عمليات الاحتلال العسكرية الخاصة عبارة عن اعتداءات".

وأشار إلى أنّه "لا يمكن أن تكون هناك حافزية في ظل غياب العقيدة الأساسية للقتال المبنية على فكرة الحق والعدالة".

ووفق أبي نادر، فإن "هذا الموضوع غير موجود في العقيدة الإسرائيلية. لذلك، ترى هذا التراجع وهذا الانهيار على الرغم من القدرات والأموال"، لافتاً إلى أنّه "يمكن أن نلاحظ أن التطور يتصاعد، لكن الحافزية والكفاءة والفكر الرئيس للقتال أصبحت في اتجاه آخر".

"البُعد النوعي"

وفي سياق حديثه، قال محلل الميادين للشؤون الأمنيّة والعسكريّة إنّ "الجيش الاسرائيلي معروف بقدرته في الجو. فمن الناحية التقنية، فإن القاذفات التي يمتلكها تتطور، وأصبحت كل قاذفاته في الخدمة من الجيل الخامس".

وأضاف أبي نادر أن "الأساس في القتال هو الطيار الذي لديه الحافزية، بالإضافة إلى أنّه، في الفترة السابقة، لم يكن هناك إمكان لوجود دفاع جوي من الخصم (أطراف محور المقاومة)، لكن الطائرات الإسرائيلية اليوم معرّضة للسقوط مع وجود صواريخ متطورة".

وتابع أن "الجيش الاسرائيلي خسر الذراع الأساسية والاستراتيجية، والتي هي التفوق الجوي، فلم يعد يمتلك تفوقاً جوياً كما في السابق، ودائماً كان التفوق الجوي والقدرة الجوية هما اللذين يحسمان كل معاركه". 

اقرأ أيضاً: حكومة نتنياهو الجديدة: ستُضعف الجيش الإسرائيلي وستزيد التوترات في الضفة الغربية

"أزمة القوى البشريّة" 

وقال محلل الميادين للشؤون الأمنيّة والعسكريّة، شارل أبي نادر، إن "هذه الأزمة هي الأصعب، لأن المهمات تتزايد وتتضاعف، والعديد المخصص لتنفيذ هذه المهمات هو الذي يتراجع".

ولفت إلى أنّ "هناك أسباباً متعددة في ذلك، إلى جانب الفساد، فالنقطة الأهم هي تصاعد قدرات محور المقاومة بصورة عامة، وبصورة خاصة المقاومة الفلسطينية".

ورأى أنّ "غلاف غزة  كان، في السابق، في حاجة إلى عدد معين أو إلى كتيبة محدّدة. أمّا اليوم فهو في حاجة إلى عدد مضاعَف، وإلى وجود أسلحة وصواريخ، وإلى وجود عدد أكبر من منظومات الدفاع الجوي لمواجهة الصواريخ الفلسطينية".

أمّا النقطة الأخرى فـ"هي الضفة الغربية، التي تأخذ جهداً كبيراً من الجيش الإسرائيلي، ليس فقط من الأجهزة الأمنية، بل من الجيش بالكامل، الذي عليه أن يكون مستنفراً في ظل وجود مقاومين أصبحوا أكثر جرأة". 

وشدّد أبي نادر على أن "النقطة الأساس تكمن في تطور قدرات المقاومة على إلحاق الأذى بالجيش، عند أي مواجهة، وهي النقطة التي تُبعد الجنود عن التطوع، وهذا الموضوع يُحدث أزمة في العدد". 

اقرأ أيضاً: كيف بات "الجيش" عنواناً للانقسام بين مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي؟

اخترنا لك