الميادين تواكب مجزرة "التابعين": الأعنف ضدّ مراكز إيواء النازحين.. وعشرات الشهداء بلا هويات
في مواكبةٍ مستمرة لمجزرة الاحتلال المروّعة في مدرسة "التابعين"، في حي الدرج وسط مدينة غزة، مراسل الميادين يصفها بالأعنف على مراكز إيواء النازحين، متحدثاً عن شهداء وأشلاء مجهولة الهوية.
أكد مراسل الميادين أنّ معظم الشهداء، الذين ارتقَوا في قطاع غزة، أطفالٌ، وقضَوا وهم جوعى، متحدثاً عن عائلات جائعة، تُباد على مرأى من العالم أجمع، سواءٌ في شمالي القطاع، أو وسطه، أو جنوبيّه.
وفي مواكبةٍ مستمرة لمجزرة الاحتلال المروّعة في مدرسة "التابعين" في حي الدرج، وسط مدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد، معظمهم من الأطفال، فجر السبت، لفت مراسلنا إلى أنّه للشهر الثالث على التوالي، ومع استمرار احتلال معبر رفح، لم تصل المساعدات.
"معظم الشهداء، الذين ارتقوا، قَضَوا وهم جوعى. نحن نتحدث عن عائلات جائعة، تُباد على مرأى من العالم أجمع، في كل قطاع #غزة".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 10, 2024
مراسل #الميادين، أكرم دلول#طوفان_الأقصى#فلسطين_المحتلة#غزة pic.twitter.com/p3D7qTGZqZ
وأشار إلى أنّ العائلات لجأت إلى مدرسة "التابعين"، بعد العدوان على مناطق مدينة غزة، ولاسيما أحياء الشجاعية، والزيتون، والصبرة، ومنطقة تل الهوا، حيث نسف الاحتلال المنازل.
وأكد مراسلنا أن الاحتلال يستهدف، منذ أسبوع، مراكز النزوح غربي مدينة غزة، حيث قصف 6 مدارس، كانن مدرسة "التابعين" آخرها، فجر السبت، الأمر الذي أدّى إلى مجزرة في المدرسة. وفي السياق، كان المكتب الإعلامي الحكومي أحصى استهداف الاحتلال 172 مركزاً للإيواء و120 مدرسة وجامعة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023.
ووصف المراسل مجزرة مدرسة "التابعين" بأنها أعنف المجازر التي ارتكبت ضدّ مراكز الإيواء والنزوح، متحدثاً عن التعرّف إلى هويات 75 شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفى المعمداني، بينما بقي 15 شهيداً مجهول الهوية، بالإضافة إلى وجود أشلاء.
"الاحتلال الإسرائيلي يستهدف، منذ أكثر من أسبوع، مراكز النزوح في غربي مدينة غزة.. 6 مدارس خلال أسبوع واحد، آخرها مدرسة التابعين".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 10, 2024
مراسل #الميادين، محمود العوضية#طوفان_الأقصى#فلسطين_المحتلة#غزة pic.twitter.com/sdCz0UAzBQ
وشرح الخبير العسكري والاستراتيجي، شربل أبو زيد، للميادين، وجود أشلاء متناثرة، وجثث متفحمة، وجرحى حروقهم شديدة، نتيجة مجزرة مدرسة "التابعين"، مؤكداً أنّ قنابل "GBU-39"، التي استخدمها الاحتلال، لديها مفعول عصف كبير تؤدي إلى فصل أعضاء الإنسان، بعضها عن بعض.
وتابع أبو زيد أنّ هذه القنابل الأميركية لديها مفعول إحداث حروق ضمن 7000 درجة مئوية، وهذا ما يفسّر اندلاع الحريق في المكان المستهدف.
أشلاء متناثرة، جثث متفحمة وجرحى بحروقٍ شديدة.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 10, 2024
ماذا تقول الدراسة العسكرية عن طبيعة القنابل المستخدمة في مجزرة #مدرسة_التابعين؟
الخبير العسكري والاستراتيجي شربل أبو زيد في #الميدانية👇#الميادين #طوفان_الأقصى @GenAbouZeid pic.twitter.com/wTRoqspT4e
عدوانٌ يطال كل القطاع
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ 309. وأفاد مراسل الميادين بأن مناطق وسط قطاع غزة وجنوبيّه تتعرّض لقصف جوي ومدفعي إسرائيلي.
وأكد أن طفلةً أصيبت بجروح خطرة من جراء قصف مدفعي إسرائيلي على مركز نزوح في المخيم الجديد في النصيرات. كذلك، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي محيط شركة الكهرباء، شمالي النصيرات، وشرقي مخيم البريج، وسط القطاع.
وأشار إلى شنّ الاحتلال غارات على خان يونس ومنطقة السطر فيها، بالتزامن مع عمليات توغل لقوات الاحتلال في المناطق الشمالية الشرقية للمدينة، وسط حالة نزوح أدت إلى افتراش الأهالي الشوارع من دون حصولهم على أدنى مقومات الحياة.
وارتقى 3 شهداء من عائلة واحدة، كما أُصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلاً قرب مدرسة "الفردوس"، غربي رفح، جنوبي القطاع.
وارتقى شخص بعد استهدافه بصاروخ استطلاع إسرائيلي في بيت حانون شمالي قطاع غزة، حيث وقعت إصابات خطيرة من جراء قصف مدفعية الاحتلال منزلاً في منطقة فدعوس، شمالي بيت لاهيا، وفق مراسلنا.
دعوات إلى التحرّك والنفير
وأصدر حزب الله بياناً، دعا فيه كل الأحرار في العالم إلى إدانة المجزرة، وتفعيل التحركات والاحتجاجات ضد حكومة الاحتلال القاتلة، وإطلاق أوسع حملة تضامن متجددة مع أطفال فلسطين ونسائها ورجالها، الذين يتعرضون لأبشع مذبحة منذ أكثر من 10 أشهر.
وفي السياق نفسه، حثّت سرايا القدس - الضفة الغربية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة ومناطق الشتات وأحرار العالم، في كل مكان، على المشاركة في تظاهرةٍ شعبية تحت عنوان "شهداؤنا راية الحرية، دماؤهم توحدنا وتقودنا إلى البطولات والنصر".
وشدّدت على أنّ هذا النفير هو "أقل واجب أخلاقي وشرعي نؤديه تجاه الدماء الزكية، التي نزفت من إخواننا المحاصَرين في قطاع غزة والقابعين تحت ظلم هذا العدو الغاشم ونيرانه".
هيئة حقوقية تُحصي 125 شهيداً في المجزرة
ودانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، بشدة، المجزرة البشعة في مدرسة "التابعين"، وأحصت ارتقاء 125 شهيداً وإصابة العشرات من النازحين قسراً، معظمهم من الأطفال والنساء.
وعبّرت الهئية الحقوقية عن استنكارها وغضبها الشديد بسبب استمرار عجز المجتمع الدولي وفشله في الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية والإنسانية، بشأن توفير أماكن آمنة وضمان تدفق المساعدات ووقف حرب الإبادة في قطاع غزة.
وكانت جهات أممية ودولية وعربية دانت المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة "التابعين"، وآخرها من الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الذي دعا المؤسسات الدولية والدول الإسلامية إلى توظيف قدراتها من أجل منع تكرار هذه الجرائم.
وأكد بزشكيان أنّ داعمي كيان الاحتلال شركاء في هذه الجرائم البشعة، عبر معاييرهم المزدوجة وصمتهم، مجدِداً دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى القيام بدورهما في ضمان حقوق الشعب الفلسطيني، والحد من استمرار الجرائم.
ومن جهته، أكّد القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية، علي باقري كنّي، أنّ المجزرة في مدرسة "التابعين" لا تترك أي مساحة للشك بأن "عصابة الصهاينة تتعزم إبادة الشعب الفلسطيني".
وشدد باقري كنّي على أنّ تقاعس المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم يعني "الترحيب بتوسيع نطاقها وانهيار كافة القيم المعروفة ضمن الحضارة الإنسانية"، لافتاً إلى أنّ "شعوب المنطقة لن تنسى جرائم الصهاينة ومن وقف إلى جانبها".
وأضاف أنّ جميع الدول، وعلى رأسها الدول الإسلامية، تتحمل مسؤولية تاريخية لوقف إبادة الشعب الفلسطيني، مُشدّداً على أنّ الدول التي تمد الكيان المجرم بالمال والسلاح، ولاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، هي شريكة في جميع الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أنّ مجزرة "التابعين" تعبّر عن فشل المجتمع الدولي، وأنها جريمة يجب ألا تمر من دون عقاب، مضيفةً أنّ منح "إسرائيل" الحصانة من العقاب وتشجيعها يجعلانها تُمعن في ارتكاب المجازر في الأرض المحتلة.
بدورها، دانت وزارة الخارجية الروسية هذه المجزرة، وأعربت المتحدثة باسمها، ماريا زاخاروفا، عن الشعور بـ "صدمة كبيرة".
كذلك فعلت وزارة الخارجية الفرنسية ووزارة الخارجية الكويتية، فدانتا هذه المجزرة. وشدّدت وزارة الخارجية الكويتية على ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل وقف هذه الجرائم البشعة.
وأشارت إلى ضرورة توفير الحماية المدنية للفلسطينيين العزّل، وإرغام كيان الاحتلال على الانصياع للقرارات الدولية.