المكسيك تتغيّب عن قمة الأميركيتين بسبب عدم دعوة كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا

رئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، يعلن تغيّبه عن المشاركة في "قمة الأميركيتين"، بسبب عدم دعوة كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا إليها.

  • المكسيك
    رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور

أعلن رئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أنّه لن يشارك في "قمة الأميركيتين" التي تُفتتح، اليوم الإثنين، في لوس أنجلوس الأميركية، بسبب استبعاد الولايات المتحدة دولًا معينة عنها، في إشارة إلى كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا. 

وقال أوبرادور: "لن أحضر القمة لأنه لم تُدعَ إليها كل دول أميركا"، مؤكّداً إيمانه بـ"ضرورة تغيير سياسة الإقصاء التي فُرضت منذ قرون".

وأعلن الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، في وقتٍ سابق، أنّه لن يشارك "في أي من الأحوال" في قمة الأميركيتين، وذلك بعد أن ألمحت الولايات المتحدة إلى عدم دعوة بلاده إليها.

وأعلن رئيس نيكاراغوا، دانيال أورتيغا، أيضاً، في 18 أيار/مايو، أنّه "غير مهتم" بالمشاركة في القمة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قالت إنّه من غير المرتقب حضور كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، لأنّ هذه الدول "لا تحترم مبادئ الميثاق الديمقراطي للدول الأميركية" الساري منذ عام 2001، بحسب تعبيرها.

من جهته، تعهّد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، في وقتٍ سابق، إيصال موقف فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا في قمة الأميركيتين.

وقال مادورو، خلال خطاب تمّ بثه عبر صفحته في "تويتر": "يمكنهم فعل أي شيء في واشنطن، لكن سيكون صوت فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا في لوس أنجلوس"، مردفاً: "سنكون هناك، ولدينا حيلنا الخاصة"، لافتاً إلى أنّه "لن يفصح عن الأسرار".

وبشأن أهداف القمة، أفاد كبير مستشاري البيت الأبيض في شؤون أميركا اللاتينية، خوان غونزاليز، بأنّ بايدن يخطط لـ"تقديم رؤية عن منطقة آمنة، ومن الطبقة المتوسطة، وديمقراطية"، وهو أمر يصبّ "بصورة جوهرية في مصلحة الأمن القومي الأميركي".

ويُتوقَّع أن "يعلن الرئيس الأميركي، خلال القمة، خطوات ترتبط بالتعاون الاقتصادي ومكافحة وباء كوفيد-19 والتغير المناخي"، كما "يأمل بايدن التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون الإقليمي في قضية الهجرة، التي لطالما واجهت انتقادات من الحزب الجمهوري"، بحسب غونزاليز.

نفوذ واشنطن يتضاءل سياسياً ودبلوماسياً

يُشار إلى أنّ قمة الأميركيتين هي عبارة عن اجتماعات لرؤساء دول وحكومات بلدان نصف الكرة الغربي، يتم عقدها كل بضعة أعوام، تحت رعاية منظمة الدول الأميركية التي توحّد أكثر من 30 مشاركاً.

وعُقد المنتدى الأول من هذا النوع، في كانون الأول/ديسمبر 1994، في ميامي، بمبادرة من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، إذ أطلق الأخير حينذاك  "قمة الأميركيتين"، ساعياً من خلالها لإنشاء "منطقة تجارية إقليمية واسعة".

لكن التجارة الحرة فقدت بريقها في الولايات المتحدة وفي بلدان أخرى. وبذلك، لم يتمكن جو بايدن من كسر المواقف الحمائية لسلفه دونالد ترامب.

وفي السياق، قال نائب رئيس "مجلس الأميركيتين"، إريك فارنزوورث، خلال جلسة استماع في الكونغرس، إنّ كل قمّة باتت "أقل طموحاً" من سابقتها.

بدوره، أكد الخبير البارز لدى مركز "الحوار الأميركي الداخلي" للأبحاث، مايكل شيفتر، أنّ "الضجة المرتبطة بالجهات المدعوّة إلى حضور القمة تعكس "تراجع هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة"، وخصوصاً أنّ "الصعوبات السياسية لجو بايدن، الذي لا يحظى بشعبية، والذي يواجه فقدان السيطرة على الكونغرس بعد الانتخابات المقررة الخريف المقبل، لا تخفى على زعماء المنطقة".

وأضاف شيفتر أن "الولايات المتحدة ما زالت تتمتع بقدر كبير من القوة الناعمة. أمّا بالنسبة إلى نفوذها، سياسياً ودبلوماسياً، فإنه يتضاءل يوماً بعد يوم".

اخترنا لك