المفهوم الاستراتيجي الجديد لـ"الناتو": روسيا من شريك إلى تهديد مباشر
مسؤول في "الـناتو" يكشف أنّ "الحلفاء في المفهوم الاستراتيجي الجديد من المتوقع أن يبرزوا سلوك روسيا كتهديد مباشر"، ويؤكد أنهم "سيتطرّقون إلى كيفية دعم الدول المجاورة لروسيا".
أكّدت وكالة "بلومبرغ" أنّ الناتو في مفهومه الاستراتيجي الجديد قد يصنّف سلوك روسيا "تهديداً مباشراً".
ونقلت الوكالة، اليوم الأحد، عن مسؤول في "الـناتو" قوله: "الحلفاء في المفهوم الاستراتيجي الجديد من المتوقع أن يبرزوا سلوك روسيا كتهديد مباشر"، كما سيتطرّقون إلى كيفية دعم الدول المجاورة لروسيا المعرّضة لخطر الإكراه والعدوان".
وأشار مصدر الوكالة إلى أنّ "أعضاء الـناتو من المرجّح أن يبقوا الباب مفتوحاً أمام إمكانية إحياء علاقات حلف شمال الأطلسي مع موسكو إذا غيّرت سلوكها"، مضيفاً: "الوثيقة ستتناول أيضاً قضية الصين وعلاقاتها مع روسيا".
ومن المتوقع أن يتبنّى الحلف مفهوماً استراتيجياً جديداً، خلال قمة سيعقدها في مدريد في شهر حزيران/ يونيو المقبل، يحدّد أولويات الحلف للسنوات المقبلة على خلفية التصعيد غير المسبوق من حدة التوترات بين روسيا والغرب، في ظل مواصلة موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا ومواصلة تقديم حلف شمال الأطلسي دعماً عسكرياً مكثفاً إلى حكومة كييف.
وتبنّى الحلف النسخة الحالية من مفهومه الاستراتيجي في عام 2010، وهي تصنّف روسيا "شريكاً"، ومن المتوقع أن يتمّ إلغاء هذا التصنيف في النسخة المقبلة.
بلينكن: مفهوما "الدفاع" و"الردع" يشكّلان "ركيزة للـحلف
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في وقت سابق اليوم، أنّ المفهوم الاستراتيجي الجديد، الذي من المتوقع أن يتبنّاه حلف "الــناتو" في حزيران/يونيو المقبل، "سيضمّ بنوداً تنصّ على ضرورة ردع أيّ عدوان من قبل روسيا".
وقال بلينكن، أثناء مؤتمر صحافي عقده اليوم الأحد في برلين، في أعقاب اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية "الـناتو"، إنّ "مفهومي "الدفاع" و"الردع" يشكّلان "ركيزة للـحلف ومفهومه الاستراتيجي"، مشدّداً على أنّ "هذا ما أدّى إلى تشكيل الحلف" في عام 1949.
وتابع: "يتعلق ذلك على وجه الخصوص بردع أيّ عدوان من قبل روسيا والحماية منه، وأستطيع القول، بكلّ تأكيد، إنّ ذلك ينعكس بالكامل في المفهوم الاستراتيجي الجديد".
ورفض بلينكن الكشف عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تنتمي إلى الدول في "الـناتو" التي تدعو إلى "الاعتماد فقط على مبدأ ردع روسيا في العلاقات المستقبلية مع موسكو"، كما لم يردّ على سؤال "عمّا إذا كانت واشنطن تعتقد أن الوثيقة الأساسية المبرمة في عام 1997 لم تعد صالحة".
ورجّح بلينكن أنّ زعماء حلف شمال الأطلسي، في القمة المزمع عقدها في مدريد في حزيران/يونيو، "سيتحدثون بتفصيل أكثر عن رؤية الحلف إزاء علاقاته المستقبلية مع روسيا"، مؤكداً أنّ "اجتماع برلين سيركّز خصوصاً على التحضيرات لهذه القمة ومخرجاتها، ومنها المفهوم الاستراتيجي".
وكشف أنّ العمل جارٍ "على إعداد مسودّات الوثائق التي ستتمخّض عنها القمة المقبلة"، مشيراً إلى "إحراز تقدم إيجابي ملموس في هذا السبيل في اليومين الأخيرين".
وأعرب المسؤول الأميركي عن "ثقته بتوصّل "الـناتو" إلى إجماعٍ بشأن مسألة انضمام فنلندا والسويد إليه"، بعد الموقف التركي المتشائم في هذا الصدد.
وكانت الحكومة الفنلندية اتخذت، اليوم الأحد، قراراً رسمياً بالانضمام إلى حلف "الناتو"، كما وافقت السويد في وقت لاحق على ترشّح البلاد لعضوية حلف شمال الأطلسي، وفق بيانٍ رسميّ.
وأشار الحزب الحاكم في بيانه إلى أنّ السويد، في حال موافقة "الناتو" على طلبها، "ستعارض نشر أسلحة نووية وقواعد عسكرية دائمة لحلف شمال الأطلسي في أراضيها".
وعلّقت موسكو، أمس السبت، على إعلان البلدين الجارين لروسيا عن توجههما، وقالت إنّ "انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي ليس لمصلحتهما، وسيؤدي إلى عسكرة شمال أوروبا"، بعدما كان الكرملين أعلن في نيسان/أبريل الفائت أنّ الخطوة "لن تجلب الاستقرار إلى أوروبا".