في ذكرى ثورة يناير.. قوى في المعارضة التونسية تتظاهر اليوم
في ذكرى ثورة يناير التي أطاحت بنظام بن علي، ورفضاً لقرارات الرئيس قيس سعيد، قوى في المعارضة التونسية تتظاهر اليوم، والقوى الأمنية التونسية تفرّق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع.
أفاد مراسل الميادين في تونس اليوم الجمعة بوجود أعداد قليلة من المتظاهرين، ممن تمكنوا من الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة، مشيراً إلى أنّ أعداد المتظاهرين تتزايد لكنها لم تصل بعد إلى مستوى التحشيد الذي دعت إليه القوى المعارضة.
وقال إنّ "المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة يطالبون بالحرية وبعدم العودة إلى النظام البوليسي"، مشيراً إلى أنّ "المتظاهرين نجحوا في تجاوز الحواجز الأمنية والتقدم باتجاه شارع الحبيب بورقيبة".
وأضاف أنّ "القوى الأمنية تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في شارع الحبيب بورقيبة، الذين افترشوا الأرض لمنع مرور سيارات القوى الأمنية".
كما لفت مراسل الميادين إلى احتكاكات حصلت بين المتظاهرين والقوى الأمنية في شارع محمد الخامس بالعاصمة.
وأشار إلى أنّ "ملف المحاسبة وخصوصاً في الشأن الأمني يبدو أنه سيفتح على مصراعيه في الفترة المقبلة".
وكانت قوى في المعارضة التونسية قد أكدت أنها ستتظاهر اليوم الجمعة لمناسبة ذكرى سقوط نظام زين العابدين بن علي مع رفع شعارات ضد قرارات رئيس البلاد قيس سعيد.
فيما تحدثت وسائل إعلامية محلية في تقارير عن شوارع العاصمة تونس، وقالت إنها تشهد انتشاراً أمنياً مكثفاً.
وقالت الوسائل إنّ قوات الأمن التونسية كثفت من تواجدها في الشوارع التونسية، بعد الدعوات التي تبنّتها قوى تونسية عديدة، لانطلاق تظاهرات حاشدة اليوم.
🟥 بث مباشر من #تونس العاصمة #شاهد .. أعداد كبيرة من رجال الأمن تمنع المتظاهرين السلميين من الوصول لشارع الثورة https://t.co/eDAErKMBlB
— Ahmed Sadok (@Amilcare77) January 14, 2022
وشارك ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الذكرى، وتحدثوا عن الثورة وإطاحة نظام بن علي، ووصفوا الثورة بأنها "ثورة ياسمين"، و"لقلب نظام قيس سعيد أيضاً".
كما غردوّا تحت وسوم: #يسقط_الانقلاب_في_تونس و #تونس_تنتفض_ضد_الانقلاب.
قد يكون 14 من يناير/كانون الثاني 2022 في #تونس مختلفا من حيث الزخم والتوافق المجتمعي عن 14 من يناير/كانون الثاني 2011 عندما تمت الإطاحة ب #بن_علي. لكن تبقى تونس هي بلد #ثورة_الياسمين، ويبقى شعبها هو من أطلق ثورات الحرية العربية الموءودة.
— Osama Abuirshaid (@OsamaAbuirshaid) January 14, 2022
أملنا بتونس وبالخلاص من #قيس_سعيد
اليوم ذكرة ثورة الياسمين التونسية التي أطاحت بالنظام المستبد في #تونس
— نحو الحرية (@thWm3ojg2KigZYf) January 14, 2022
بقيادة زين العابدين بن علي الشعب التونسي يمرض لكنها لا يموت ستعود روح والثقة عند التونسيين شباب وبنات تونس الاحرار قادرين بمشيئة الله تعالى تغير الواقع وقلب الطاولة علي قيس سعيد والثورة المضادة#ثورة_الياسمين pic.twitter.com/Jq1nk9V4mj
العصفور الذي إنطلق يوم 14 جانفيي 2011 نحو الحرية لن يعود أبدًا إلى القفص من أجل الفُتات ..#يسقط_الانقلاب_في_تونس #احرار_ضد_الانقلاب#تونس_تنتفض_ضد_الانقلاب #تونس pic.twitter.com/x5zKvmxb26
— Ahmed Sadok (@Amilcare77) January 14, 2022
في المقابل، أعلنت الحكومة التونسية منع التجمع لدواعٍ صحية، بسبب فيروس كورونا.
حسام الدين الجبابلي: الوحدات الأمنية ستتعامل مع التظاهر حسب ما يمليه القانون #تونس #وزارة_الداخلية #حسام_الدين_الجبابلي #14_جانفي https://t.co/qrl7meHnC1
— Nessmatv (@Nessmatv) January 14, 2022
منع الحكومة التونسية للتظاهرات والتجمعات لأسباب صحية اعتبرته أحزاب وشخصيات معارضة "محاولة لمنع الاحتجاجات المزمع تنظيمها بالتزامن مع ذكرى الـ14 من يناير"، وهو الموعد الذي يرى الرئيس سعيد أنه "يجسد تاريخ الالتفاف على الثورة". فيما تعتبره القوى السياسية المعارضة "محطة لسقوط منظومة الحكم الاستبدادي".
وجاء منع الحكومة للتظاهرات بالتوازي مع تصريحات لنقيب الصحافيين، تحدث عن منع المعارضة من الظهور على شاشة الاعلام العمومي.
كما تعتبر المعارضة ما يحصل تكريساً لما سمته "نزعة دكتاتورية" لدى الرئيس التونسي بدأت بالتبلور.
وفي هذا الإطار، قال الصحافي زياد الهاني، إنّ ما يحصل "حلقة جديدة من مسلسل الأزمة السياسية سيكون مسرحها هذه المرة شارع الحبيب بورقيبة، بين قوى معارضة تصرّ على اعتبار قرارات قيس سعيد انقلاباً، وحكومة تمنع التظاهر لدواعٍ صحية - كما تقول - رافضة الاتهامات بالتضييق على الحريات".
تاريخ الـ14 من يناير سيكون لأول مرة على غير عادته، فبعد أن كان موعداً للاحتفال بذكرى "ثورة الحرية"، سيكون هذه المرة مسرحاً لرفع شعارات للمعارضة، تطالب بالحرية وترفض التضييق على الحريات.
وفي السياق، قال الأمين العام للحزب الجمهوري في تونس عصام الشابي في مقابلة مع الميادين إنّ "الرئيس سعيد مدد بنفسه لنفسه بالحكم الفردي، واستبدل الحوار الوطني باستشارة إلكترونية".
عصام الشابي لـ #الميادين: نعمل على مسار تراكمي منذ إعلان التدابير الاستثنائية ونضع خارطة طريق للمضي بتحركاتنا. #تونس #قيس_سعيّد pic.twitter.com/F5VXr6YAJs
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 13, 2022
وأضاف الشابي أنّ "المعارضة مدعوة إلى أن تقطع خطوة جديدة لتبني حوار وطني".
وكانت حركة النهضة التونسية قد دعت في بيان عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، الإثنين الماضي، إلى المشاركة بقوة في تظاهرات مزمعة في 14 كانون الثاني/يناير الجاري.
وذكرت الحركة في بيانها أنه "استجابة لدعوة مواطنون ضد الانقلاب -المبادرة الديمقراطية- تدعو حركة النهضة مناضليها وكل القوى الاجتماعية للمشاركة بقوة في التظاهرات المزمع تنظيمها يوم 14 كانون الثاني/يناير 2022"، وهو تاريخ الاحتفال بثورة 2011 الذي غيره الرئيس قيس سعيد.
وكان الرئيس التونسي قد أعلن في 25 تموز /يوليو 2021 عن جملة من التدابير الاستثنائية من بينها تجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة رئيس الحكومة، وهو ما اعتبرته حركة النهضة "انقلاباً على الدستور".
ويدافع سعيد وأنصاره عن قراراته ويعتبرها بأنّها "السبيل الوحيد لإنهاء الشلل الحكومي والقضاء على الفساد"، وذلك بعد سنوات من الخلافات السياسية والركود الاقتصادي في البلاد.
كما أكد سعيد دعمه للحقوق والحريات المكتسبة في تونس بعد ثورة 2011.