"المظلّة وخط الأكسجين".. إلى أي حد "إسرائيل" بحاجة للولايات المتحدة؟
وسائل إعلام إسرائيلية تكشف المصالح العميقة التي تجعل "إسرائيل" في خشية من توتر علاقاتها مع واشنطن، ومنها المساعدات الأمنية، وحق الفيتو في مجلس الأمن.
تحدثت "القناة 13" الإسرائيلية عن ضرورة البقاء على العلاقات المتينة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية، واصفةً واشنطن بأنها "المظلة الناجعة" لليوم العاصف الذي يهدد "إسرائيل" بشكل دائم.
ووفق القناة الإسرائيلية، فإن "إسرائيل" بحاجة إلى الولايات المتحدة أمنياً لتفوقها النوعي بالسلاح، والاستخبارات، وتطوير منظومات سايبر - صواريخ ومنظومات دفاع، وطائرات حربية وذخائر.
ولفتت القناة إلى أنّه من دون الولايات المتحدة لا توجد قبة حديدية ولا "حيتس" ولا "أف 35" في "إسرائيل"، مع ضرورة التأكيد على فكرة أنّ مهاجمة "إسرائيل" هو مهاجمة المصالح القومية للولايات المتحدة، وهذا بحد ذاته هو "حائط فولاذي"، بحسب القناة.
أما سياسياً، قالت القناة إنّ واشنطن هي خط الدفاع الأول في التصويت بالأمم المتحدة، عبر إداناتها، وحق الفيتو الذي تمتلكة في مجلس الأمن والذي يمنع الكثير من التهديدات ضد "إسرائيل".
وأضافت أن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية تخدم "إسرائيل" وتجذب دولاً لإقامة علاقات معها، فقط لأن علاقاتها وثيقة مع واشنطن، مثل السعودية، والإمارات، والسودان، وغيرها.
ومن ناحية الاستفادة الاقتصادية فإنها تؤمن لـ"إسرائيل"، مساعدات أمنية بالمليارات، وتعتبر خط أوكسجين في أي أزمة، وتدعم جميع صناعات التكنولوجية العالية، والسايبر.
واختتمت أن "إسرائيل" من دون الولايات المتحدة في هذه المرحلة ستهبط من الطوابق العليا، إلى الطوابق السفلى، وربما القبو.
اقرأ أيضاً: لابيد: "إسرائيل" تخسر الولايات المتحدة بسبب إجراءات الحكومة
العلاقات الإسرائيلية - الأميركية "ليست الأفضل"
من جهته، قال رئيس مجلس "الأمن القومي" الإسرائيلي في مقابلة مع قناة "كان" الإسرائيلية، إنّ منظومة العلاقات مع الولايات المتحدة كان فيها على الدوام صعود وهبوط، لافتاً إلى أن العلاقات بالبعد الأمني، الاستخباري والسياسي، "لم تكن أفضل على الإطلاق".
وتوجه بشكر للولايات المتحدة قائلاً إنها تفعل الكثير لأجل "إسرائيل" وبالمقابل فإن الأخيرة تفعل الكثير من أجلها أيضاً، لأن علاقاتهما علاقات تعاون استراتيجي تبادلي.
وقال إنّ الولايات المتحدة الآن تخضع للاختبار الأساسي في علاقاتها مع "إسرائيل"، وإذا لم تصمد في الاختبار، فإنّ "إسرائيل" تعرف "الدفاع عن نفسها" بقدرتها الذاتية، وهذا ما يجري الآن، وفق تصريحاته.
من جانبها، علقت مراسلة الشؤون السياسية في "القناة 13"، موريا فلبرغ، على تصريحات وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من الليكود، سواء من قبل بن غفير، والوزير ميكي زوهر، الذين طلبوا من الولايات المتحدة الاهتمام بشؤونها.
وقالت فلبرغ إنّه "لا يجب القول إن إسرائيل لا تريد أبداً أن تهتم الولايات المتحدة بشؤونها، هي تريد جداً أن يهتموا أيضاً بشؤونها".
يذكر أن بايدن أرسل إلى نتنياهو رسالة سرية لدفعه عن إجراء التعديلات القضائية التي أثارت موجة احتجاجات عارمة في "إسرائيل" والوصول إلى حل وسط، وصرح قبل ذلك للصحافة أنّه قلق، ولا يمكن لـ"إسرائيل" الاستمرار في ذلك.
ورد نتنياهو حينها على تصريحات بايدن مستنكراً تدخله في شؤون "إسرائيل" قائلاً إنّها "تتخذ قراراتها وفق إرادة مستوطنيها، وليس استناداً إلى ضغوط خارجية، بما في ذلك أفضل أصدقائنا".
بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رداً على بايدن: "عليهم أن يفهموا أن إسرائيل دولة مستقلة وليست نجمة أخرى في علم الولايات المتحدة".
ومنذ أيام، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أنّ العلاقات الأميركية - الإسرائيلية "تمرّ بأزمة متكاملة بعد أقل من 3 أشهر" من عودة نتنياهو إلى مكتب رئاسة وزراء الاحتلال.
وأعربت إدارة بايدن عن مخاوفها حتى قبل أن يؤدي نتنياهو اليمين، "بما في ذلك قلقها من المناصب الوزارية التي كان من المقرر أن يمنحها الأخير لشركاء معينين من اليمين المتطرف في الائتلاف"، لكنها تجنبت المواجهة المباشرة معه حينها.
وفي السياق، تناول الكاتب ستيفن كوك في صحيفة "فورين بوليسي" العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" حالياً، مشيراً إلى أنها "لم تعد منطقية".