المستشار الألماني: العملية الروسية تهدِّد نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية
المستشار الألماني، أولاف تشولتس، يؤكد أنَّ "هجوم روسيا على أوكرانيا هو نقطةُ تحوّلٍ تهدِّد نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية".
قال المستشار الألماني، أولاف تشولتس، إنَّ "هجوم روسيا على أوكرانيا هو نقطةُ تحوّلٍ تهدِّد نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية".
وأعلنت الحكومة الألمانية، اليوم السبت، أنها "ستزود أوكرانيا بـ1000 صاروخٍ مضادٍّ للدبابات، و500 صاروخ ستينغر أرض - جو".
يأتي ذلك رغم أنَّ ألمانيا صرّحت، الشهر الماضي، بـ"عدم إمكان نقل أسلحةٍ دفاعيةٍ إلى أوكرانيا"، كما أنها أبدت تردّدها في فصل روسيا عن نظام "سويفت"، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأوكرانية، ديمتري كوليبا، إلى الرد بالقول إنَّ هذه التصريحات "لا تتوافق مع مستوى العلاقات بين البلدين، ومع الوضع الأمني الحالي".
تخوّف ألماني من قدرات الجيش
وأظهر مقالٌ منشورٌ في صحيفة "لوموند" الفرنسية، أنَّ الجيش الألماني شهد انخفاضاً في عدد قواته من 500 ألف جنديٍّ في العام 1989، إلى أقل من 200 ألف جنديٍّ اليوم. وأنَّه في غضون 30 عاماً، انخفض عدد الدبابات من 5000 إلى أقل من 300.
ووفقاً لتقرير نشرته وزارة الدفاع الألمانية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، فإن 65% فقط من الدبابات الألمانية قادرة على العمل. أما بالنسبة للطائرات المقاتلة فهي أفضل بقليل، حيث تبلغ نسبة القادرة على العمل منها 71%.
أما طائرات الهليكوبتر فيمكن استخدامها بنسبة 40% فقط. وعبّرت المفوض البرلماني للقوات المسلحة، إيفا هوغل، عن انزعاجها بالقول: "يجب أن يكون الجيش الألماني أفضل تجهيزاً على جميع المستويات". وقد وعدت الحكومة الألمانية بتعزيز مواردها، في مواجهة هذا الوضع.
ومن خلال اكتشاف الرسالة التي نشرها الجنرال الألماني، ألفونس لكن، على شبكة التواصل الاجتماعي "لينكد إن"، أول أمس الخميس، اعتقد البعض أنَّ حسابه قد تعرض للاختراق. أولاً، بسبب المقدمة غير المتوقعة من أحد كبار الضباط في الجيش الألماني، التي تقول: "تستيقظ في الصباح وترى أن هناك حرباً في أوروبا".
وأضاف الجنرال الألماني أنَّه "في 41 عاماً من الخدمة في زمن السلم، لم أكن لأتصور أبداً أنني سأخوض حرباً جديدةً. ومع ذلك، فإنَّ الجيش الذي أقوده جافٌّ إلى حدٍّ ما. الخيارات التي يمكن أن نقدمها للسياسيين لدعم حلف شمال الأطلسي محدودةٌ للغاية. كل هذا رأيناه قادماً، لكن لم نتمكن من إثبات قضيتنا أو تعلّم دروس ضم شبه جزيرة القرم. أنا غاضب!".
وسعت وزيرة الدفاع، كريستين لامبرخت، إلى إيصال رسالةٍ أكثر تطميناً بقولها: "يمكن لحلفائنا الاعتماد علينا". وقالت يوم الخميس الماضي، قبل إصدار عدة إعلاناتٍ على نفس المنوال، إنه "سيتم تعزيز الوجود الألماني على الجانب الشرقي من الناتو".
ومن القرارات التي اتخذتها برلين: إرسال سفينة استطلاع في بحر البلطيق يوم السبت. تركيب صواريخ باتريوت المضادة للطائرات في أوروبا الشرقية، المشاركة في تشكيل مجموعة قتالية وهي كتيبة مشاة في سلوفاكيا، القرار بإرسال 3 طائرات مقاتلة من طراز "يوروفايتر" إلى رومانيا بحلول نهاية آذار/مارس، وذلك (بالإضافة إلى الطائرات الـ3 التي وصلت إلى هناك في منتصف شباط/فبراير)، أو حتى نشر 350 جندياً لتعزيز الـ550 الموجودين بالفعل في إطار مهمة الناتو، التي تقودها ألمانيا في ليتوانيا.
هذه الإعلانات، التي يجب أن يُضاف إليها الاستدعاء المحتمل لـ 20 ألف جندي احتياطي، الذي ذكرته لامبرخت قبل اجتماع الناتو، مساء الجمعة، لا ينبغي مع ذلك أن يجعلنا ننسى الأساسي وفق "لوموند" وهو "الوضع المقلق للغاية الذي يعيشه جيش أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان".
وفي وقتٍ سابقٍ من اليوم، أعلنت الحكومة الهولندية، أنها تعتزم إرسال 200 صاروخ من صواريخ الدفاع الجوي إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن،و جاء ذلك برسالة وجهتها حكومة هولندا إلى البرلمان، حسب "رويترز".
وجاء في الرسالة أنه بناء على طلبات من أوكرانيا "تهدف وزارة الدفاع إلى تسليم هذه المعدات في أقرب وقت ممكن".
وأول أمس،صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، في مؤتمر صحفي، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هي "نقطة تحول في التاريخ الأوروبي".