الكونغو: معارك بين الجيش ومتمردين في ظل جهود لخفض التوتر
بعد محاولات لإيجاد حلٍ دبلوماسي للأزمة بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا، تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الكونغولي وحركة "23 مارس".
دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الكونغولي و"حركة 23 مارس" في شرقي البلاد، اليوم الجمعة، فيما واصل الرئيس الأنغولي السعي لإيجاد حلٍ دبلوماسي للأزمة بين جمهورية الكونغو الديموقراطية، ورواندا المتهمة بدعم المتمردين.
واستيقظ سكان روتشورو في إقليم شمال كيفو على دوي نيران مدفعية الجيش الكونغولي ضد مواقع المتمردين، بعد 3 أيام من ضربات نفذتها طائرات سوخوي25 ومروحيات مي-24.
وأفاد أحد السكان عبر الهاتف بوقوع قتال في بلدة روغاري الواقعة على بعد حوالى 30 كيلومتراً شمال غوما، عاصمة شمال كيفو والتي تُشكل منذ أيام خط المواجهة بين القوات الحكومية وحركة 23 مارس.
وينتمي أغلب أعضاء حركة 23 مارس (إم 23) لإتنية التوتسي، وقد عاودوا حمل السلاح في نهاية عام 2021 بعد اتهامهم الحكومة بالتنصل من اتفاق يقضي بدمجهم في قوات الأمن، واحتلت الحركة مناطق عدّة في إقليم روتشورو على الحدود مع أوغندا.
وتسبب تجدد النزاع في عودة التوتر بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا التي تتهمها كينشاسا منذ بداية العام بتقديم دعم نشط للمسلحين المتمردين.
وأشار تقرير سري للأمم المتحدة اطلعت عليه وكالة "فرانس برس" في آب/أغسطس إلى تورّط رواندا في دعم حركة "23 مارس".
لكن رواندا تنفي ذلك وتتهم كينشاسا بالتواطؤ مع "القوات الديموقراطية لتحرير رواندا"، وهي حركة يقودها متمردون من الهوتو الروانديين تورّط بعضهم في الإبادة الجماعية للتوتسي في عام 1994.
ومنذ أيام، قررت كينشاسا طرد السفير الرواندي، على خلفية "دعم رواندا المؤكد لإرهابيي حركة "23 مارس" بهدف شن هجوم عامّ ضد مواقع القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، الأمر الذي أدّى إلى استيلاء الحركة على مناطق قليلة في إقليم روتشورو.
وأعربت الحكومة الرواندية عن أسفها لقرار طرد سفيرها، مؤكدةً أن القوات "العسكرية الرواندية على أهبة الاستعداد عند الحدود بين البلدين".
وأُطلق عدّة مبادرات دبلوماسية لإنهاء الأزمة، يقود إحداها رئيس أنغولا جواو لورينسو الذي يترأس المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات الكبرى.
ووصل لورينسو إلى رواندا، اليوم الجمعة، للقاء نظيره بول كاغامي "في إطار الجهود الإقليمية لتطبيع العلاقات بين رواندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية"، بحسب ما أعلنت صحيفة "نيو تايمز" التابعة للحزب الحاكم في رواندا.
كما ووُضع خارطة طريق لإنهاء الأعمال العدائية في قمة بوساطة أنغولا بين بول كاغامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي في تموز/يوليو.
وفي سياقٍ متصل، وافق البرلمان الكيني، الأربعاء الماضي، على نشر حوالى 900 عسكري كجزء من قوة إقليمية لتحقيق الاستقرار في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية المضطرب منذ نحو 3 عقود.