الكونغو الديمقراطية: تقرير أممي يؤكد دعم قوات رواندية لحركة "مارس 23"
تقرير لخبراء وباحثين في الأمم المتحدة يتّهم رواندا بأنها انتهكت وحدة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسيادتها، ويعتبر التقرير أن الحكومة الرواندية مسؤولة عن الأعمال التي يقوم بها مسلحو "مارس 23"، من خلال الدعم الذي تقدمه لهم.
أصدرت الأمم المتحدة تقريراً لخبراء وباحثين مفوضين من مجلس الأمن يكشفون فيه حجم التدخل من جانب دولة رواندا ضد جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك الدعم العسكري واللوجيستي المقدم من كيغالي لصالح حركة "مارس 23" المتمردة (تعرف أيضاً باسم أم-23).
وأشار التقرير إلى عملية "السيطرة على أراض" التي ينفذها الجيش الرواندي بصورة ممنهجة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث ينشر ما بين "3 آلاف إلى 4 آلاف عسكري"، ليتفوق بذلك الروانديون عدديّاً على "أم-23".
ويقول الباحثون إنه في الوقت الذي قدّموا فيه تقريرهم، في نيسان/أبريل 2024، كان عدد الجنود الروانديين "يساوي أو يتجاوز عدد مقاتلي حركة أم-23" الذين يقدر عددهم بحوالى 3 آلاف. ووفق تقديرات الباحثين فإن الضباط الروانديين سيطروا "بحكم الواقع" على عمليات حركة "أم-23" المتمردة، التي تدّعي أنها تدافع عن مجتمع التوتسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويتّهم الخبراء السلطات الرواندية بأنها "انتهكت وحدة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسيادتها" ويعتبرون أنها "مسؤولة عن أعمال مسلحي "مارس 23"، من خلال الدعم الذي تقدمه للحركة "لغزوها الإقليمي".
ويوضح الخبراء أن هناك "توغلات منهجية" لجنود روانديين على الأراضي الكونغولية، من بينهم ألف جندي وصلوا إلى الكونغو الديمقراطية خلال شهر كانون الثاني/يناير 2024 وحده.
ويؤكد التقرير أنه تم "تجنيد أطفال يبلغون 12 عاماً وما فوق في كل مخيمات اللاجئين تقريباً في رواندا" بهدف إرسالهم إلى معسكرات تدريب في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، تحت إشراف جنود روانديين وعناصر من حركة "مارس 23"، وفق ما ذكر التقرير. وأضاف أن "المجندين الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً وما فوق تلقوا تدريبات على القتال وأرسلوا إلى الجبهة"، وأن تجنيد القصّر في رواندا يقوم به عناصر استخبارات "من خلال وعود كاذبة بالمال أو التوظيف" وأن "كل من عارض ذلك أُخذ بالقوة".
وذكر تقرير الخبراء أيضاً أن مقاتلي "أم-23" والقوات الرواندية استهدفوا "بشكل محدد مناطق تسكنها أغلبية من الهوتو، في مناطق معروفة بأنها معاقل للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، وهي جماعة متمردة رواندية شكلها مسؤولون كبار سابقون من الهوتو شاركت في الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994 والذين لجؤوا إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية مذاك.
وترى كيغالي أن "وجود هذه الجماعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية هو تهديد دائم لرواندا". ودعا المجتمع الدولي إلى "إنهاء التدخل الأجنبي في جمهورية الكونغو الديمقراطية"، كما طالب كينشاسا بأن تنأى بنفسها عن القوات الديمقراطية لتحرير رواندا. لكن الخبراء أشاروا في تقريرهم إلى أن حكومة الكونغو الديمقراطية تستخدم العديد من "الجماعات المسلحة في شمال كيفو، بما فيها القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، لمحاربة أم-23 والقوات الرواندية".
وتعرف هذه الجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش الكونغولي باسم "وازالندو" (تعني الوطنيين باللغة السواحيلية).
كما قال الخبراء إنهم تلقوا تأكيدا على "الدعم النشط" الذي تتلقاه حركة "أم-23" من أعضاء أجهزة استخبارات أوغندا، وذلك على الرغم من أن الجيش الأوغندي يتعاون مع الجيش الكونغولي في قتاله ضد جماعة متمردة أخرى تابعة لتنظيم "داعش" على مسافة نحو 100 كيلومتر شمال المنطقة الخاضعة لسيطرة حركة "مارس 23".