القوات الأميركية في أوكرانيا.. عديدها ووظيفتها وأماكن وجودها
وصل، أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، نحو 200 جندي احتياط، من جهاز الحرس الوطني التابع لولاية فلوريدا الأميركية إلى مركز "يافوريف" للتدريب الدولي في غربي أوكرانيا، من أجل المشاركة في مهمة تدريب الجيش الأوكراني ومساعدته.
استبعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، "إرسال عسكريين أميركيين إلى أوكرانيا في حال حدوث غزو روسي"، لكن سبق أن نُشر فيها بضعُ مئات من الجنود الأميركيين، الذين قد يُضطر البنتاغون إلى سَحبهم.
ووجود جنود أميركيين في أوكرانيا ليس بجديد. فمنذ عام 2015، يتناوب جنود احتياط، من الحرس الوطني الأميركي في أوكرانيا، تدريب الجيش الأوكراني، إلى جانب جنود من دول أخرى في حلف شمال الأطلسي، وخصوصاً من كندا وألمانيا.
ووصل، أواخرَ تشرين الثاني/نوفمبر، نحو 200 جندي احتياط، من جهاز الحرس الوطني التابع لولاية فلوريدا الأميركية، إلى مركز "يافوريف" للتدريب الدولي في غربي أوكرانيا، من أجل المشاركة في مهمة تدريب الجيش الأوكراني ومساعدته.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، الثلاثاء الماضي، أن "الجنود الأميركيين منتشرون حالياً في أوكرانيا، في إطار مهمة الاستشارة والمساعدة بالتناوب، ويشاركون في التدريبات، ونتوقع أن تتواصل هذه المهمّة".
وأضاف كيربي "نواصل مراقبة الوضع على الأرض، وعلينا اتخاذ قرارات لحماية قواتنا، وسنفعل ذلك". وكان البيت الأبيض قال، أمس الأربعاء، إن "روسيا يمكن أن تشنّ هجوماً على أوكرانيا في أي وقت".
ومنذ عام 2015، قام الحرس الوطني الأميركي، الذي يضمّ جنود احتياط يشاركون في عمليات إنقاذ في حال حدوث كوارث طبيعية في الولايات المتحدة، وفي عمليات تدريب في كل أنحاء العالم، بـ8 مناوبات، تمتدّ كلّ منها 9 أشهر في أوكرانيا.
ومن المقرَّر أن تستمرّ المناوبة الحالية للحرس الوطني في أوكرانيا حتى نهاية حزيران/يونيو.
ويقع مركز "يافوريف" في أقصى الغرب الأوكراني، على بُعد نحو 15 كيلومتراً فقط من الحدود البولندية. ويبدو أن الجنود الأميركيين لن يواجهوا خطراً فورياً في حال حدوث تدخل روسي.
وتفيد الدول الغربية بأن "روسيا حشدت أكثر من 100 ألف جندي قرب حدودها مع أوكرانيا في شرقي البلاد. ووصلت قوات روسية إضافية الثلاثاء إلى بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا، من أجل إجراء مناورات تدريبية"، بحسب الرواية الرسمية.
من جهتها، تنفي روسيا أن تكون لها نية في شنّ هجوم على أوكرانيا، وتقول إنها "مهدّدة بسبب تعزيز وجود حلف الأطلسي في المنطقة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي".
وجود قوات خاصة
وأفاد أنتون سيميلروث، وهو متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بأنه "بالإضافة إلى جنود الاحتياط، نشر الجيش الأميركي جنود نخبة من قوات خاصة في أوكرانيا، حيث يشاركون في تدريب القوات الخاصة الأوكرانية". وأضاف: "لأسباب أمنية، لا يمكننا الإفصاح عن عددهم".
وتنشر القوات الخاصة الأميركية، بصورة عامة، مجموعات صغيرة من جنود النخبة، مدرَّبة على التصرّف بشبه استقلالية.
وقال المتحدث إن الجنود "يؤدّون دوراً كبيراً في تطوير القوات الخاصة الأوكرانية عبر التحقق من تدريبهم"، مضيفاً أن "دعمنا وتدريباتنا مخصصة لتعزيز العلاقات (بكييف)، وتأكيد التزام الولايات المتحدة ضمان نجاح أوكرانيا في أن تكون مستقرّة وحرّة".
ويدرّب الجنود الأميركيون نظراءهم الأوكرانيين على استخدام الأسلحة التي قدّمتها واشنطن إلى أوكرانيا، ولاسيما الأسلحة الخفيفة وسفن الدوريات وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات.
وأعلنت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، "تخصيص 200 مليون دولار إضافي مساعدةً أمنية لأوكرانيا". ويُضاف هذا المبلغ إلى 450 مليون دولار خُصِّصت قبل بدء حشد القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية نهاية العام الماضي.
وعند سؤاله، الشهر الماضي، عن احتمال مشاركة الجنود الأميركيين الموجودين في أوكرانيا في نزاع محتمل إلى جانب القوات الأوكرانية، تجنّب وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الإجابة.
وقال لمجلة "ديفنس وان" المتخصّصة "أعتقد أن إعلان وجود خطوط حمر يجب عدم تجاوزها، لا يؤدي، في أوضاع كهذه، إلاّ إلى مفاقمة المشكلة"، معتبراً أن "علينا التركيز على سُبُل تخفيف التوترات".
وقد يؤدّي الجنود الأميركيون الموجودون على الأرض دوراً في إجلاء المواطنين الأميركيين عن أوكرانيا، الأمر الذي قد يصبح ضرورياً في حال دخل الجيش الروسي، بينما تقدّر وزارة الخارجية الأميركية عدد المواطنين الأميركيين في أوكرانيا بـأنه يتراوح بين 10 آلاف و15 ألفاً.