"القتال ليس لعبة كمبيوتر".. وزير دفاع أوكرانيا يُقرّ بفشل الهجوم المضاد
وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف يتحدّث عن فشل الهجوم المضاد الذي خططت له كييف، ويقول إنّه لم يحقّق أهدافه في الوقت المحدد.
أقرّ وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، اليوم الثلاثاء، بأنّ الهجوم المضاد الذي خططت له كييف "لم يحقق أهدافه في الوقت المحدد".
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، عزا ريزنيكوف أسباب بطء وتيرة "الهجوم المضاد" إلى نقص الذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي.
ورأى الوزير أنّ الفكرة القائلة إنّ أي هجوم مضاد يجب أن يكون سريعاً "فكرة خاطئة"، موضحاً أنّ "القتال ليس لعبة كمبيوتر".
وفي وقت سابق، اعترف جنود أوكرانيون لصحيفة "كييف بوست" بأنّهم تكبّدوا خسائر فادحة، وبأنّ معنوياتهم تتراجع بسبب محاولات الهجوم المضاد الفاشلة.
وكان موقع صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، نشر تقريراً بعنوان "الهجوم الأوكراني المضاد يفشل، ولا توجد حلول سهلة"، قال فيه إنّ كييف تشكو أنها لا تملك قوة جوية، لكن هذا ليس المصدر الحقيقي لمعاناتها الأخيرة مع الهجوم الروسي، بل يوجد عدد من الأسباب الأكثر أهمية.
ويضيف تقرير الصحيفة البريطانية أنّ "أوكرانيا (مقارنةً بروسيا) أقلّ عدداً في كلّ القدرات العسكرية، ويعني النقص الحاد في العربات المدرعة أنّ كييف تقترب من هذا الهجوم المضاد بحذر شديد، فلقد تمّ تدمير عدد من الدبابات ومركبات المشاة القتالية، التي زودها بها الناتو بالفعل. وبالتالي، فإنهم يحتجزون معظم هذه الأصول المتبقية لتجنب مزيد من الخسائر".
اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": الجيش الأوكراني يواجه تحديات مربكة تُعقّد الهجوم المضاد
في السياق نفسه، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، بأنّ المسؤولين العسكريين الغربيين كانوا على علم، قبل بدء الهجوم الأوكراني المضاد، بأن كييف "لا تملك قدراتٍ تدريبية أو أسلحة أو قذائف كافية لمواجهة القوّات الروسية".
وعلم محللو وزارة الدفاع الأميركية، في وقتٍ سابق من هذا العام، أنّ قوات الخطوط الأمامية الأوكرانية ستُكافح ضد الهجمات الجوية الروسية، إذ أحصى تقييم سرّي للبنتاغون في شباط/فبراير 2023 "عدداً ضئيلاً من الأسلحة الأوكرانية القادرة على ضرب الطائرات الروسية البعيدة"، مشيراً إلى خطر "عدم القدرة على منع التفوّق الجوي الروسي".
وتفتقر أوكرانيا إلى معدّات الدفاع الجوي الكافية، مثل بطاريات "باتريوت" أميركية الصنع أو أنظمة "جيبارد" الألمانية المتنقلة، لنشرها عند الخطوط الأمامية للمواجهة.
وقبل يومين، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فشل الهجوم الأوكراني المضاد، مشيراً إلى أنّ الجيش الأوكراني دمّر عدداً قياسياً من المعدات الغربية.
وأشار الرئيس الروسي، في خطاباته الأخيرة، إلى أنّ القوات الأوكرانية لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي تقدم حقيقي على أي محور، وبالمقابل تكبدت خسائر فادحة في قواتها.
وفي 9 تموز/يوليو الجاري، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زييلينسكي، بأنّ وتيرة الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية "ليست كما كان متوقعاً"، وتابع: "نريد جميعاً أن يحدث هذا بشكلٍ أسرع. كل يوم يعني خسائر بين الأوكرانيين".
يُذكر أنّ الهجوم المضاد، الذي تحدثت عنه السلطات الأوكرانية منذ فترة طويلة، بدأ في 4 حزيران/يونيو، على محاور واسعة جنوب دونيتسك وزاباروجيا وأرتيوموفسك، وحتى الآن، تركز الهجوم الرئيسي للقوات المسلحة الأوكرانية على قطاع زاباروجيا جنوباً في اتجاه القرم.