الشهيد خضر عدنان في وصيته: لا تيأسوا مهما فعل المحتل فنصر الله قريب
الأسير المجاهد الشهيد خضر عدنان يترك وصيةً قبل استشهاده لأهله وأبنائه وزوجته وشعبه، داعياً إياهم إلى عدم اليأس مهما فعل المحتل الإسرائيلي، مؤكّداً أنّ النصر قريب.
"دعواتكم أن يتقبلني الله شهيداً مخلصاً لوجهه الكريم".
بهذه الكلمات، ختم القائد البطل خضر عدنان وصيته التي كتبها في اليوم الـ58 لإضرابه عن الطعام، وها هو يمضي شهيداً بعد 86 يوماً على إضرابه عن الطعام.
ترك الأسير المجاهد الشهيد خضر عدنان وصيةً قبل استشهاده، أوصى فيها أهله وأبناءه وزوجته وشعبه بعدم اليأس مهما فعل المحتل الإسرائيلي، مؤكّداً أنّ النصر قريب.
كذلك، أوصى الشهيد عدنان بعدم السماح للاحتلال بتشريح جسده، وبدفنه قرب والده، وبأن يكتبوا على قبره: "هنا عبد الله الفقير خضر عدنان".
الأسير المجاهد الشهيد #خضر_عدنان يترك وصيةً قبل استشهاده لأهله وأبنائه وزوجته وشعبه، داعياً إياهم إلى عدم اليأس مهما فعل المحتل الإسرائيلي، مؤكّداً أنّ النصر قريب. #الميادين #فلسطين pic.twitter.com/wy7v4C3YFp
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 2, 2023
وفي ما يلي نص الوصية كاملة:
أمّا وقد اقتربت النفس من الشهادة، فحق علينا أن نكتب وصيتنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
"الذين آمنوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً"، "وحق علينا نصر المؤمنين".
الحمد لله رب العالمين أن وفّقني للإضراب عن الطعام للحرية. الحمد لله على نعمائه التي لا تعد ولا تحصى، والصلاة والسلام على سيد الخلق حبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي، ونخر عظمي، وضعفت قواي من سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة.
وصيتي هذه لأهلي وأبنائي وزوجتي وشعبي.
زوجتي، أوصيك وأبنائي بتقواه تعالى، والاستعصام بحبله المتين، والاستغناء بفضله عمن سواه، وقول الحقّ في كل زمان ومكان، وصلة الأرحام والصلاة والزكاة والحفاظ على حرمات الله وحقه في حالنا ومالنا وحركتنا وسكنتنا، والعلم أنّ خير بيوتات فلسطين هي بيوتات الشهداء والأسرى والجرحى والصالحين.
أوصيكم بالأعمام والأخوال والأقارب والجيران وكل من له حق علينا. أوصيكم بأن لا تتركوا لأحد حقاً عليَّ، معنوياً أو مادياً، فمحبّكم هو الأكثر حاجة إلى رحماته تعالى. إذا كانت شهادتي، فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي، وسجّوني قرب والدي، واكتبوا على قبري: هنا عبد الله الفقير خضر عدنان، دعواتكم له ولوالديه والمسلمين بالرحمات، واجعلوه قبراً بسيطاً، واطلبوا من الله لي المغفرة والرحمة والتثبيت وسعة القبر، وأن يجعل قبورنا رياضاً من رياض الجنة، لا حفراً من حفر النيران، وأن يتقبل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم.
أم عبد الرحمن والأولاد معالي وبيسان وعبد الرحمن ومحمد وعلي وحمزة ومريم وعمر وزينب سامحوني، وإخوتي أبو عدنان وأبو أنس وأم نور وكل الأخوال والأعمام والأقارب والخلان والجيران (سامحوني) على أي تقصير في جنبكم وأنا أغادر هذه الحياة الدنيا، وتأكدوا أنني ما شُغلت عنكم بإذن الله إلا بالواجب.
يا شعبنا الأبي، أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى ونصره وتمكينه. هذه أرض الله، ولنا فيها وعد منه بأنه وعد الآخرة. لا تيأسوا، فمهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب.
سلامي لسادتنا ذوي الشهداء والأسرى، وتحياتي لهم وكل الأحرار والثوار.
زوجك المحب أم عبد الرحمن، والدكم المحب أبنائي، أخوكم المحب إخوتي، ابنكم المحب شعبنا.
دعواتكم أن يتقبلني الله شهيداً مخلصاً لوجهه الكريم.
محبكم خضر عدنان – مشفى الرملة
02.04.2023