السودان: مقرّ شرطة الاحتياطي محور اشتباكات عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع"

الاشتباكات تتجدد بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بعد سيطرة الأخيرة على مقرّ رئاسة قيادة الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم.

  • الاشتباكات المستمرة في السودان ترفع من خطر اندلاع حرب أهلية وانهيار الدولة
    الاشتباكات المستمرة في السودان ترفع من خطر اندلاع حرب أهلية وانهيار الدولة

تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، لليوم الثاني على التوالي، في محيط مقر رئاسة قيادة الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم.

وأتى ذلك بعدما أعلنت قوات "الدعم السريع"، اليوم الأحد، سيطرتها على مقرّ شرطة الاحتياطي، فيما قصف الجيش السوداني تجمعات "الدعم السريع" في محيط المنطقة.

من جهته، أعلن الجيش السوداني، في بيان، أنّ الدعم السريع هاجم قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة السودانية في مقرها جنوبي الخرطوم، مؤكّداً أنّ قواته تصدت للهجوم وكبّدت "الدعم السريع" خسائر كبيرة في الأرواح، ودمّرت عدداً من العربات المقاتلة.

كذلك، قصفت قوات الجيش بالمدفعية تجمعات "الدعم السريع" شرق جسر المنشية، شرقي العاصمة السودانية الخرطوم. كما نفّذ الجيش قصفاً جوياً وبالمدفعية الثقيلة على مواقع الدعم في الحلفايا شمالي الخرطوم.

من جهتها، ردّت قوات الدعم السريع بالمضادات الأرضية على حركة تحليق الطيران جنوب أم درمان وغرب العاصمة. وأعلنت إسقاط طائرتين تابعتين للجيش، مضيفةً أنّ القوات المسلحة تعاني من نقص حاد في الغذاء والأسلحة والذخائر بسبب الحصار.

وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنّها أرجأت المحادثات الهادفة إلى وقف العنف في السودان، لأنّها "لا تحقق النجاح المنشود بشكلها الحالي".

وتجدد القصف المدفعي في العاصمة السودانية الخرطوم، صباح الأربعاء الماضي، مع انتهاء الهدنة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" والتي امتدت ثلاثة أيام، فيما شهدت ولاية جنوب كردفان أعمال عنف كثيفة. 

ومع تواصل المعارك، تظاهر عشرات السودانيين، يوم الجمعة الماضي، في الخرطوم وولاية النيل الأبيض (جنوب شرق) ضد انتهاكات قوات الدعم السريع. 

وأفاد شهود بـ"خروج العشرات في تظاهرة يهتفون "شعب واحد-جيش واحد" في مناطق الكلاكلة جنوب الخرطوم وشارع الوادي شمال أم درمان".

وتدور منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، في مناطق متفرقة من البلاد، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلّفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.

وحذر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، من إمكانية انزلاق السودان إلى حرب أهلية وانهيار الدولة، في حال استمرت الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

وقال فكي إنّ "الاشتباكات المستمرة في السودان ترفع من خطر اندلاع حرب أهلية وانهيار الدولة السودانية"، مضيفاً أنّ "الأزمة في السودان تمثّل تهديداً كبيراً لوجوده وللمنطقة بأسرها، ولا تسمح بالمماطلة والتعطيل".

ولطالما حذّرت الأمم المتحدة من تدهورٍ سريع للوضعٍ الإنساني في ثالث أكبر بلد أفريقي مساحةً، علماً بأنّ ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.

وأعلنت الأمم المتحدة، أنّ القتال بين الفصائل المتناحرة في السودان رفع العدد الإجمالي للاجئين والنازحين، حول العالم، إلى نحو 110 ملايين شخص في أيار/مايو الماضي، وهو رقم قياسي، بزيادة نحو مليوني شخص شرّدتهم الحرب التي اندلعت في السودان.

وكان المجتمع الدولي قد تعهّد، خلال اجتماع عُقد في جنيف، تقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

اقرأ أيضاً: "إيغاد" تقترح اجتماعاً بين البرهان ودقلو وجهاً لوجه.. وحكومة السودان تعترض

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك