السودان: وفدا الجيش و"الدعم السريع" في جدّة لبحث وقف إطلاق النار
الأمم المتحدة تشير إلى أنّ نحو 19 مليون شخص في السودان قد يعانون سوء تغذية حاداً خلال الأشهر المقبلة.
أعلن الجيش السوداني، اليوم الجمعة، إرسال مفاوضين إلى مدينة جدة السعودية من أجل البحث في وقف إطلاق النار.
بدورها، قالت وسائل إعلام سعودية إنّ وفوداً من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في طريقها إلى جدة من أجل إجراء مفاوضات.
وتواصلت المعارك في السودان، اليوم، على رغم الهدنة التي تعهّد طرفا الصراع العسكريان، اللذان يتنازعان السلطة، التزامها.
ولليوم الـ21 على التوالي، تواصلت الضربات الجوية والتفجيرات في عددٍ من أحياء الخرطوم، ولا سيّما في محيط المطار، على الرغم من وعود بهدنة، بحسب ما أفاد شهود لوكالة "فرانس برس".
من ناحيتها، قالت الأمم المتحدة إنّ نحو "19 مليون شخص في السودان قد يعانون سوء تغذية حاداً خلال الأشهر المقبلة".
وأشارت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة، "يونيسف"، في وقت سابق اليوم، إلى تقارير تُفيد بسقوط 7 أطفال كل ساعة بين قتيلٍ وجريح.
وأضافت المنظمّة الأممية أنّها تلّقت تقارير من شريكٍ موثوق به - لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بصورة مستقلة بعد - تفيد بأنّ 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال الأيام الـ 11 الأولى من القتال.
ومنذ 15 نيسان/أبريل الماضي، أسفر القتال بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي أل إي دي).
واليوم، وصف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأوضاع في السودان بـ "المقلقة للغاية"، محذراً من أنّها تشهد تدخلات وإثارات خارجية.
الخارجية السودانية تدعو المجتمع الدولي إلى تصنيف "الدعم السريع" منظمة إرهابية
ودعت وزارة الخارجية السودانية، اليوم، المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية إلى تصنيف قوات "الدعم السريع" منظمة إرهابية، وتطبيق إجراءات المساءلة القانونية والقضائية بحقّها.
وقالت الخارجية، في بيانها: "ما زالت قوات الدعم السريع المتمرّدة مستمرة في اعتداءاتها وانتهاكاتها الإنسانية، واختارت هذه المرّة منع المواطنين من الوصول إلى صيدلية الإمدادات الطبية المركزية (في العاصمة الخرطوم)".
وتابعت: "يُضاف هذا التصرّف غير الإنساني إلى سجل قوات الدعم السريع الإجرامي الممعن في انتهاك المواثيق والأعراف الدولية، والذي استهدف جميع القطاعات الحيوية في العاصمة الخرطوم، ولا سيّما مؤسسات القطاع الصحي".
واتهمت الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بـ "ترويع المواطنين واتخاذهم دروعاً بشرية، واستخدام المستشفيات ثُكَناً عسكرية، ومواصلة النهب والإتلاف الموثّقين للصيدليات المجتمعية، ومنع العاملين في صيدلية الإمدادات الطبية المركزية في الخرطوم من تقديم الخدمة، مع عدم تمكين المواطنين من الوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى إغلاقها التام".
الأمم المتحدة: 9700 شخص عبروا الحدود إلى أفريقيا الوسطى
وعبر نحو 9700 شخص الحدود من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، هرباً من المعارك المتواصلة، وفق ما أعلن اليوم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأوضح البيان أنّ العدد قابل للارتفاع مع تواصل تسجيل أعداد النازحين، مشيراً إلى أنّ "مسؤولين بارزين في الحكومة ومعنيين بالشؤون الإنسانية انتقلوا إلى أم دافوق لتقييم الوضع في هذه المنطقة، التي يتوّقع أن يصبح الوصول إليها "محدوداً جداً" بعد بداية موسم الأمطار في أواخر أيار/مايو الماضي.