السودان: دعوات متزايدة للتحقيق في "جرائم حرب" بإقليم دارفور

في ظل استمرار المواجهات في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، الدعوات لإيجاد حل للنزاع تتوسع ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" تدعو محكمة العدل الدولية إلى التحقيق في "جرائم حرب" في إقليم دارفور خصوصاً.

  • "هيومن رايتس ووتش" دعت محكمة العدل الدولية إلى التحقيق في "جرائم حرب" في إقليم دارفور

تزايدت الدعوات لإيجاد حلّ للنزاع الآخذ في الاتساع في السودان مع اقتراب الشهر الثالث من اندلاعه، بينما دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، محكمة العدل الدولية إلى التحقيق في "جرائم حرب" مرتكبة في إقليم دارفور.

وكانت اللجنة الرباعيّة المنبثقة من الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) دعت، أمس الإثنين، طرفي النزاع إلى وقف "غير مشروط" لإطلاق النار بعد فشل العديد من المحاولات، مؤكدةً أنها ستطلب من الاتحاد الأفريقي بحث إمكان نشر "القوة الاحتياطية" لشرق أفريقيا ("إيساف") بهدف "حماية المدنيين" وضمان وصول المساعدات.

وقاطع الجيش السوداني هذا الاجتماع الذي استضافته أديس أبابا، مكرراً مطالبته بتنحية كينيا عن رئاسة اللجنة لاتهامها بـ"عدم الحياد" في النزاع. 

اقرأ أيضاً: في ظل تعليق المفاوضات.. مواجهات متقطعة في السودان وتزايد المعاناة 

وأعلن الجيش السوداني قبل يومين، مقتل 20 عنصراً من قوات الدعم السريع في "أم درمان"، وتدمير عدد من الآليات القتالية.

ويرى خبراء أنّ الحليفين السابقين اختارا المضي في حرب استنزاف لا تتوقف سوى بنصر عسكري لأحدهما على حساب الآخر، على رغم أنّ أي طرف لم يحقق منذ بدء الحرب، مكتسبات مهمة تغيّر من المعطيات الميدانية.

وقبل يومين، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ السودان "على حافة حرب أهلية شاملة" قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها.

وحذّر السفير الأميركي إلى الخرطوم، جون غودفري، من أنّ "انتصاراً عسكرياً لأي من الطرفين المتصارعين، سيتسبب بكلفة بشرية غير مقبولة وضرر للبلاد".

وأشار الدبلوماسي الذي غادر العاصمة السودانية مع بدء المعارك، حاله كحال غالبية الأجانب، في بيان إلى ضرورة "التوصل إلى مخرج تفاوضي من الأزمة"، مشدداً على أنه "لا يمكن أن يعني ذلك "العودة إلى الوضع الراهن الذي كان قائماً" قبل 15 نيسان/أبريل"، حين أمسك البرهان ودقلو بمقاليد الحكم بعد إطاحة المدنيين في انقلاب عسكري.

وجاءت تصريحات غودفري قبيل لقاءات من المرتقب أن تعقدها مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في أديس أبابا، اليوم الثلاثاء، مع مسؤولين سودانيين وإقليميين.

بدورها، أعلنت مصر أنها تستضيف، الخميس المقبل، قمة للدول المجاورة للسودان "للبحث في سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية على دول الجوار"، وفق ما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية المصرية. 

وتتفاقم معاناة الموظفين السودانيين لكونهم الشريحة محدودة الدخل التي توقفت رواتبها منذ بدء النزاع في البلاد، على الرغم من وجود عدد كبير منهم في مكان يبعد نسبياً عن أعمال العنف والقتال، وهم يواجهون الحرب والجوع.

ومنذ اندلاعها في 15 نيسان/أبريل الماضي، تتواصل المعارك بين الجيش بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، من دون أفق للتهدئة.

وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 2800 شخص. ووفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فإنّ الصراع في السودان تسبب حتى الآن بتشريد نحو 3 ملايين شخص، بينهم نحو 700 ألف عبروا الحدود إلى دول مجاورة، وخصوصاً مصر شمالاً وتشاد غرباً.

اقرأ أيضاً: اقتصاد السودان يئن تحت وطأة الاشتباكات.. فأيّ مصير ينتظره؟

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك