السودان: توسّع رقعة المعارك إلى مدينتين كبيرتين إحداهما تأوي مئات آلاف اللاجئين
بعد أكثر من 4 أشهر على اندلاع الصراع في السودان، الحرب تتسّع لتشمل الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والفولة، الواقعة غربي الخرطوم.
توسّع نطاق الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من أربعة أشهر، لتصل المعارك إلى مدينتين كبريين هما الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، بحسب ما أفاد سكان وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.
ويثير الوضعُ القلقَ في الفاشر بصورة خاصة، حيث تجدّدت أعمال العنف في وقت متأخر أمس الخميس، بسبب لجوء مئات آلاف العائلات إلى المنطقة، هرباً من عمليات النهب والاغتصاب والقصف والإعدامات، التي تجري خارج نطاق القضاء، في باقي أنحاء دارفور، وتحديداً في الغرب.
وأفاد أحد سكان "فرانس برس" بسماع دوي "معارك بالأسلحة الثقيلة، قادمةً من شرق المدينة".
وكانت قد اندلعت، مساء أمس الخميس، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد هدوء دام لأكثر من 45 يوماً.
وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة "ييل" الأميركية، ناتانيال ريموند، للوكالة إنّ المدينة فيها "أكبر تجمّع لنازحين مدنيين، مع لجوء 600 ألف شخص إليها".
وقد شهد إقليم دارفور حرباً ضاريةً في عام 2003، وحينها، تحدّثت المحكمة الجنائية الدولية عن "إبادة جماعية". واليوم، تحذّر المحكمة من تكرار التاريخ في المنطقة نفسها.
ووصلت المعارك أيضاً إلى الفولة، الواقعة على مسافة 800 كلم، غربي الخرطوم.
وأفاد أحد السكان بأنّ عناصر "الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع، وأُحرقت مقار حكومية خلال المعارك". كما أكد "سقوط عدد من القتلى من الطرفين، لم يتمّ حصرهم بسبب استمرار القتال".
وأشار الشاهد إلى "عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة".
ومنذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي.
وتركّزت المواجهات في العاصمة الخرطوم وضواحيها، بالإضافة إلى إقليم دارفور غربي البلاد، وبعض المناطق الجنوبية، ما أسفر عن مقتل ما يزيد على 3900 شخص على الأقل.
كما أجبرت الحرب الملايين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم، إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف، أو إلى خارج البلاد. وبحسب أحدث إحصاءات منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد، بينما عبر نحو مليون شخص الحدود إلى دول مجاورة، وسط تفاقم للأزمة الإنسانية، وتعذّر الوصول إلى حل.