السودان: تراشق بالاتهامات بخرق الهدنة والجيش يتحدث عن تورط أطراف إقليميين
بعد ساعات من دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في السودان، القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يستمر، وسط تراشق بالاتّهامات بخرق الهدنة.
يتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الخامس على التوالي وسط تراشق الاتّهامات بخرق الهدنة.
واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بخرق الهدنة الإنسانية المعلنة لمدة 24 ساعة بين الطرفين بوساطة دولية، وتحدّث عن "مؤشرات على تورّط أطراف إقليميين في الاقتتال".
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أن الجيش خرق الهدنة المتفق عليها بوساطة دولية عبر تنفيذ هجمات متفرقة على قواتها في بعض المناطق في الخرطوم.
بسم الله الرحمن الرحيم
— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) April 18, 2023
قوات الدعم السريع
بيان هام
مواصلة لخروقاتها منذ اندلاع المعارك السبت الماضي، لا تزال القوات المسلحة سادرة في غيها بارتكاب أفظع الجرائم بحق المدنيين مخالفة للقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك وخرق الهدنة المتفق عليها بوساطة دولية. pic.twitter.com/pUjNXALKYa
وأعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى منذ بداية الاشتباكات إلى 174، والجرحى إلى 1041 حالة.
كذلك، أعلنت خروج 39 مستشفى من الخدمة في العاصمة الخرطوم وفي الولايات المتاخمة لمناطق الاشتباكات، مشيرة إلى أن 9 من المستشفيات المتوقفة عن الخدمة تعرّضت للقصف و16 مستشفى تعرضت للإخلاء القسري.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية أن 16 مستشفى خرجت من الخدمة، والعدد مرشح إلى الارتفاع في حال استمرت المواجهات.
ودعت الوزارة إلى وقف العمليات المسلّحة الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والكف عن إضرام النيران التي طالت عدداً من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم.
وكانت قوات الدعم السريع أكّدت أمس الثلاثاء موافقتها على هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، في حين تبذل أطراف دولية وإقليمية جهوداً لحث الطرفين على الاتفاق لوقف إطلاق النار.
من جهته، أكّد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، سامويل ويربيرج، أن واشنطن تتواصل بشكل مستمر مع مصر ودول جوار السودان لحل الأزمة الراهنة، وتدعو قادة القوات المسلّحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى "تحمّل المسؤولية إزاء حماية المدنيين".
وأشار إلى إجراء واشنطن تحقيقات لمعرفة ملابسات اندلاع الأزمة الحالية في السودان.
ودعا عدد من البلدان إلى وقف التصعيد في السودان، فيما عرض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وساطة على الأطراف السودانية، وأطلق أكثر من 10 آلاف مصري في السودان، بينهم طلاب، نداءات استغاثة لتأمين عملية إعادتهم إلى مصر في أقرب وقت.
كذلك، أعلنت الجزائر استعدادها لإطلاق مبادرة دولية لوقف الاقتتال في البلاد.
وتدور منذ صباح السبت الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الطرفين في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية، إذ يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، من بينها القصر الجمهوري في الخرطوم ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات "الدعم السريع" وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن، بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات "الدعم السريع" في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة إلى المدنيين.
وأثارت المواجهات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، الأمر الذي أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.