بعد انقضاء أيام الهدنة الثلاثة ..تجدد الاشتباكات في السودان

الاشتباكات تتجدد في السودان بعد انقضاء أيام الهدنة الثلاثة، مع تحليق مكثف وقصف للطائرات الحربية شمال الخرطوم، وحديث عن هدنة جديدة بمناسبة عيد الأضحى.

  • تجدد الاشتباكات في السودان
    صور لحريق بمقر المخابرات في الخرطوم

تجددت الاشتباكات والقصف الجوي في السودان، لأهداف تابعة لقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، صباح اليوم الأربعاء، وذلك بعد انقضاء هدنة الثلاثة أيام.

وشهدت سماء البلاد تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية المقاتلة، التابعة لسلاح الجو السوداني، في سماء الخرطوم.

وقصف  الطيران الحربي للجيش، أهدافاً تابعة لقوات الدعم السريع، بمنطقة بحري شمالي الخرطوم، بالتزامن مع سماع دوي أصوات أسلحة ثقيلة في الناحية الغربية من العاصمة.

كما تجددت الاشتباكات منذ الساعات الأولى بعد نهاية الهدنة شمال أم درمان، فيما سمعت أصوات انفجارات بالقرب من مدينة الفتيحاب، حيث تصاعدت أعمدة الدخان من عدة مناطق.

وبحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس الثلاثاء، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التهدئة في البلاد، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حل سياسي.

وجاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين منفصلين، أجراهما بن فرحان مع البرهان وحميدتي، وفق بيانين للخارجية السعودية، قبل ساعات من نهاية هدنة إنسانية مدتها 3 أيام في السودان.

ويتوقع مراقبون تجديد الهدنة بمناسبة عيد الأضحى الموافق 28 يونيو/حزيران الجاري.

ووفق البيانين، فقد جرى خلال الاتصال بحث مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أكد وزير الخارجية أهمية التزام جميع الأطراف السودانية باستعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية.

ومنذ 6 مايو/أيار الماضي، ترعى السعودية والولايات المتحدة، محادثات بين الجيش السوداني والدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته، عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين، للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروق وتبادل للاتهامات بين طرفي النزاع.

ورغم انخفاض حدة الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع خلال أيام الهدنة الحالية، فإن مناطق في الخرطوم شهدت معارك بالأسلحة الخفيفة، كما استمر الاقتتال القبلي في مناطق بإقليم دارفور، غربي البلاد، وتوسعت رقعته مع سقوط مزيد من الضحايا.

وأمس الثلاثاء، نشر الجيش السوداني صوراً لحريق كبير بمقر المخابرات في الخرطوم. ويقع مقر المخابرات في نفس المجمع الذي يضم وزارة الدفاع، والقيادة العامة للقوات المسلحة ومقر إقامة رئاسي.

في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف مقر المخابرات العامة بالطيران المسيّر مساء أمس الثلاثاء "في خرق للهدنة" على حد بيان للدعم السريع.

ولم يرد أي توضيح من الجيش السوداني حول سبب وملابسات الحريق في مقر رئاسة المخابرات العامة.

وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام موريتانية بأن مسلحين اقتحموا أمس الثلاثاء، مبنى السفارة الموريتانية في الخرطوم ونهبوا محتوياته، حيث استولوا على 3 سيارات تخص السفير وطواقم السفارة.

ولم يصدر أي تعليق من نواكشوط بشأن اقتحام مبنى السفارة في العاصمة السودانية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده والسعودية مستمرتان في التواصل مع الأطراف السودانية بشكل يومي لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

ودعا بلينكن، في بيان له، السلطات السودانية إلى إزالة الحواجز وضمان وصول المساعدات الإنسانية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.

وأضاف الوزير الأميركي أن واشنطن خصصت نحو 172 مليون دولار مساعدات إنسانية إضافية لشعب السودان والدول المجاورة التي تعاني من آثار الأزمة الإنسانية المستمرة.

وقالت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن القتال الدائر في السودان شرد أكثر من 2.5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في إقليم دارفور حيث الشوارع مليئة بالجثث.

وتسبب النزاع المستمر في السودان، منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، بنزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، رُبعهم تقريباً في إقليم دارفور، حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات إنسانية جسيمة تترافق مع انقطاع في الاتصالات.

إقرأ أيضاً: أكثر من مليون طفل نازح في السودان وتحذيرات متنامية بشأن أوضاع دارفور

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك