السودان: الجيش يصعّد هجماته على مواقع "الدعم السريع" وسط البلاد

الطيران الحربي يقصف أهدافاً لقوات الدعم السريع في ضاحية الرياض شرقي الخرطوم، ومواقع في أم درمان.

  • دخان يرتفع في العاصمة السودانية الخرطوم جراء الاقتتال الجاري
    دخان يرتفع في العاصمة السودانية الخرطوم من جرّاء الاقتتال الجاري

صعّد الجيش السوداني هجماته على مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان وولاية شمالي كردفان، وسط البلاد، بينما قُتل 6 مدنيين على الأقل في ولاية جنوبي دارفور، بسبب تجدد القصف المدفعي بين الطرفين.

وقصف الطيران الحربي أهدافاً لقوات الدعم السريع في ضاحية الرياض شرقي الخرطوم، ومواقع في أم درمان.

وذكرت فرقة المشاة الخامسة، التابعة للجيش في مدينة الأبيض وسط البلاد، أنّها هاجمت "الدعم السريع" في طريق بارا - الأبيض، وقتلت 26 من أفرادها.

وفي شأن متعلق بالتطورات السياسية، قالت الخارجية السودانية إنّ "الحديث في الساحة الداخلية حالياً ليس عن مفاوضات، وإنما عن إنهاء التمرّد"، مؤكدةً أنّ "خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين شرط أساسي في مقابل العودة إلى التفاوض".

وكانت قوات الدعم السريع رفضت أكثر من مرة اتهامها بدخول منازل المواطنين، مشددةً على أنّ "عقدة النزاع تكمن في بقاء قيادة الجيش الراهنة"، وأنّ "القتال لن ينتهي إلا بذهابها".

اقرأ أيضاً: السودان: مقتل وإصابة العشرات باشتباكات قبلية في ولاية دارفور

تدهور الوضع الصحي

ومع استمرار القتال، تدهور الوضع الصحي في السودان، بينما حذّرت الجهات الإغاثية من اقتراب البلاد أكثر فأكثر إلى كارثة صحية شاملة، بحيث يشكل فصل الأمطار الراهن تهديداً كبيراً لأغلبية المناطق داخل مناطق النزاع.

وفي إطار متابعته للموقف الصحي في البلاد، أعلن المجلس القومي للأدوية والسموم عن إعداد قائمة بالأدوية غير المتوافرة، أو التي لديها نقص في الإمداد.

وناشد المجلس، في تعميم صحافي، اليوم السبت، مستوردي الأدوية الاستجابةَ العاجلة لسدّ هذا النقص، مؤكداً التزامه تذليل كل الصعوبات لتسهيل عملية استيراد الدواء.

وكانت مجموعة من المؤسسات الصحية أشارت إلى وجود نقص في بعض الأدوية "المنقذة للحياة" بسبب اندلاع القتال في السودان منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي.

وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أنّ القتال أدى إلى خروج 75% من المؤسسات الصحية عن الخدمة، مشيرةً إلى أنّ "صراع الجيش و"الدعم السريع" يعوّق دخول عناصر الكوادر الصحية الأجنبية للبلاد، ويعوّق انتقالهم في الداخل في حال دخولهم".

وأدى القتال في السودان إلى أزمة جوع شديدة يعانيها 20 مليوناً و300 ألف شخص، وفقاً لبيان من برنامج الأغذية العالمي أمس الجمعة.

اقرأ أيضاً: إغلاق المدارس وإلغاء الامتحانات: الحرب تحطّم قطاع التعليم في السودان

مأساة إنسانية

ويعاني نحو 6 ملايين و300 ألف شخص من سكان السودان، البالغ تعدادهم 46 مليون نسمة، نقصاً في الغذاء يهدّد الحياة، بحسب ما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان، إيدي رو.

واتّسع نطاق الصراع منذ اندلاعه في نيسان/أبريل الماضي، وزادت الصعوبات التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية للحياة، وفقاً لما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي، في بثّ مصور من بورتسودان.

ودعا المسؤول الأممي طرفي الصراع إلى تسهيل إيصال المساعدات.

ونجح برنامج الأغذية العالمي، الأسبوع الماضي، لأول مرة، في إيصال الغذاء إلى إقليم غربي دارفور، الذي تضرّر بصورة خاصة.

ووصف رو الوضع في غربي دارفور ووسطه بأنه "كارثي"، مشيراً إلى أنّ "أغلبية الرجال في القرى غربي دارفور لقيت حتفها، أو أُصيبت أو اختفت" وأن "الأُسَر تُركت لمصيرها".

اقرأ أيضاً: تقرير: الإمارات أرسلت الأسلحة لمساندة "الدعم السريع" في السودان

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك