السنغال: التوتر مستمر بعد الحكم على زعيم المعارضة.. وارتفاع عدد القتلى
تستمرّ المواجهات بين المتظاهرين الشباب والشرطة في العاصمة السنغالية دكار رفضاً للحكم بسجن زعيم المعارضة، وارتفاع في عدد القتلى جراء المواجهات.
تستمرّ المواجهات بين المتظاهرين الشباب والشرطة في العاصمة السنغالية دكار وضواحيها وجنوبي البلاد، منذ الخميس، وذلك على خلفية صدور الحكم على زعيم المعارضة والمرشح الرئاسي لعام 2024 عثمان سونكو بالسجن عامين.
وأسفرت المواجهات، اليوم السبت، عن 6 قتلى جدد، لترتفع بذلك حصيلة المواجهات إلى 15 قتيلاً منذ الخميس.
Protests have broken out in Senegal following the sentencing of opposition leader Ousmane Sonko.
— Human Rights Watch (@hrw) June 2, 2023
Security forces have responded to protesters by firing tear gas and blocking access to social media. pic.twitter.com/B3LtxCVYnz
وقال المتحدث باسم وزير الداخلية ماهام كا لوكالة "فرانس برس": "سجلنا في 2 حزيران/يونيو 6 وفيات، بينها 4 في منطقة دكار، و2 في منطقة زيغينشور".
وتعرضت العديد من الممتلكات العامة والخاصة للنهب، بما في ذلك البنوك ومتاجر علامة "أوشان" في ضواحي دكار. وتناثرت الإطارات المحترقة والحجارة على الطرق في عدة شوارع صباح السبت.
وفرضت السلطات قيوداً على الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي، كما لوحظ في "فيسبوك" و"واتس آب" و"تويتر" مثلاً، وهو إجراء لوقف "انتشار رسائل كراهية وتخريب"، بحسب الإعلام المحلي.
وانتشر الجيش على غرار اليوم السابق حول نقاط استراتيجية. كما انتشرت عناصر من الشرطة والدرك بأعداد كبيرة في العاصمة.
"مكيدة"
ويخشى السنغاليون من تداعيات احتمال توقيف المعارض عثمان سونكو، المرشح الرئاسي لعام 2024 والمحكوم بالسجن لمدة عامين بتهمة "إفساد الشباب"، إذ يؤدي هذا القرار إلى تجريد سونكو من أهليته الانتخابية.
ويؤكد سونكو، الذي لم يحضر المحاكمة ولجأ إلى جنوب البلاد، أنّ هذه القضية مؤامرة دبرها الرئيس الذي ينفي ذلك.
ويبدو أنّ قوات الأمن تجبره على ملازمة منزله في دكار، وأنّه "محتجز" على حد قوله، فيما قال وزير العدل إسماعيل ماديور للصحافيين إنّه يمكن توقيف سونكو "في أي لحظة".
ومنذ شباط/فبراير 2021، عندما تصدرت قضية الاغتصاب المفترضة عناوين الصحف، كان سونكو يخوض معركة في القضاء والساحة السياسية لضمان بقائه في مواجهة الرئيس ماكي سال.
وقتل نحو 20 مدنياً منذ 2021 في اضطرابات مرتبطة إلى حد كبير بوضعه، وتتبادل السلطة ومعسكره الاتهامات في هذا الشأن.
وفي السياق، دعا حزب سونكو "باستيف" في بيان، الجمعة، إلى "توسيع نطاق المقاومة وتكثيفها، حتى رحيل الرئيس ماكي سال"، متهماً نظامه بارتكاب "تجاوزات دامية واستبدادية".
ورأى المتحدث باسم الحكومة أنّ الأحداث منذ الخميس ليست "تظاهرة شعبية بمطالب سياسية" وإنّما "أعمال تخريب ولصوصية".
وقال لصحيفة "أوبسرفاتور": "إنّنا نواجه مخربين يتم تجنيدهم لتغذية توتر مصطنع. وهم سيواصلون ما يقومون به، لكن الوقت يلعب لصالح التعافي التام والحفاظ على النظام العام".
وخلت دكار التي عادة ما تكون مزدحمة، من المارة، وأغلقت العديد من المتاجر أبوابها.
ودعا المجتمع الدولي وممثلو الاتحادات ونجوم كرة القدم مثل المهاجم النجم ساديو ماني، الجمعة، إلى ضبط النفس والحد من أعمال العنف في هذا البلد المعروف باستقراره في غرب أفريقيا.
يُذكر أنّ سونكو (48 عاماً) هو رئيس حزب "باستيف" وزعيم المعارضة في السنغال، وهو يدين استغلال القضاء وجعله أداةً لتحقيق غايات سياسية، كما أنه يلقي خطباً تشدد على السياسة والانتماء إلى أفريقيا، ويهاجم النخب والفساد.
كذلك، ينتقد الهيمنة الاقتصادية والسياسية التي تمارسها فرنسا والشركات المتعددة الجنسيات، ويدافع عن القيم الدينية والتقليدية، علماً أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين الشباب في السنغال.