السعودية ترد على تصريحات واشنطن بشأن أوبك+: لا نقبل الإملاءات
الخارجية السعودية ترد على التصريحات الأميركية التي صدرت عقب صدور قرار "أوبك +"، وترى أن معالجة التحديات الاقتصادية تتطلب إقامة حوار بناء وغير مسيّس.
أعلنت الخارجية السعودية أن المملكة "لا تقبل أي نوع من الإملاءات وترفض أي تصرفات تهدف إلى تحوير الأهداف التي تسعى إليها، من أجل حماية الاقتصاد العالمي"، مؤكدة رفض "التصريحات بأن قرار أوبك+ بني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة" وفق بيان الخارجية.
بيان من وزارة الخارجية بشأن التصريحات الصادرة تجاه المملكة عقب صدور قرار أوبك بلس pic.twitter.com/0UQvF6dDrS
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) October 12, 2022
وعلّقت الخارجية السعودية اليوم الخميس على تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن وعددٍ من المسؤولين الأميركيين الذين اعتبروا أن قرار مجموعة "أوبك+" بخفض إنتاج النفط يعد انحيازاً من المملكة لصالح روسيا في الأزمة الأوكرانية.
وقالت الخارجية في بيان لها: "تود حكومة المملكة العربية السعودية الإعراب بداية عن رفضها التام لهذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك+ خارج إطاره الاقتصادي البحت وهو قرار اتُخذ بالإجماع من كافة دول مجموعة أوبك+".
وأضاف البيان: "في الوقت الذي تسعى فيه المملكة للمحافظة على متانة علاقاتها مع جميع الدول الصديقة، فإنها تؤكد في الوقت ذاته أنها لا تقبل الإملاءات وترفض أي تصرفات أو مساعي تهدف إلى تحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات الأسواق البترولية".
ووفق البيان، "تتخذ مجموعة أوبك+ قراراتها باستقلالية وفقاً لما هو متعارف عليه من ممارسات مستقلة للمنظمات الدولية".
ويأتي الرد السعودي في إثر كلام للرئيس الأميركي، أمس الأربعاء، توعّد فيه السعودية بـ"عواقب" بعد قرارها خفض إنتاج النفط.
ولم يحدد بايدن ماهية الإجراءات التي يمكن أن تتخذها إدارته للرد على القرار السعودي، لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، قال أمس الثلاثاء، إنّ بايدن يريد "إعادة تقييم" العلاقة مع الرياض "بعد هذه الصفعة الدبلوماسية السعودية للولايات المتحدة" وفق تعبيره.
وأوضح كيربي أنّ بايدن "مستعد للعمل مع الكونغرس للتفكير في ما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة في المستقبل"، مشيراً إلى أنّ الرئيس "يريد أن تبدأ هذه المشاورات الآن".
وكشف مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ واشنطن طلبت من "أوبك" تأجيل قرارها بخفض إنتاجها من النفط لمدة شهر واحد، إلا أن السعودية رفضت هذا.
وذكرت الصحيفة أنه وقبل أيام من قيام "أوبك+" وحلفائها بتخفيض كبير لإنتاج النفط، اتصل المسؤولون الأميركيون بنظرائهم في السعودية وغيرها من المنتجين الخليجيين الكبار لمناشدة عاجلة، لكن الرياض رفضت.
يشار إلى أن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قال في وقت سابق إنّ "قرار أوبك+ اقتصادي بحت، وتمّ اتخاذه بإجماع الدول الأعضاء"، مضيفاً أنّ "دول أوبك+ تصرفت بمسؤولية واتخذت القرار المناسب".
ووافقت مجموعة "أوبك+" للدول المصدرة للنفط خلال اجتماعها، في 5 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً.
في حين وجهت الولايات المتحدة انتقادات لقرار أوبك+ ووصفته بأنه يدل على "قصر النظر"، فيما اعتبر البيت الأبيض القرار بأنه يظهر انحياز تحالف "أوبك+" إلى جانب روسيا.
اقرأ أيضاً: قرار "أوبك+" تخفيض الإنتاج.. تأثيره السياسي والاقتصادي على إدارة بايدن