الجيش السوداني يتهم "الدعم السريع" باقتحام سفارات دول منها السعودية والأردن

القوات المسلحة السودانية تتهم قوات الدعم السريع باقتحام مقار سفارات السعودية والأردن وجنوب السودان والصومال، والأخيرة تنفي الاتهامات.

  • الدخان يتصاعد خلال الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم
    الدخان يتصاعد خلال الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم

اتّهمت القوات المسلحة السودانية، اليوم الاثنين، قوات الدعم السريع باقتحام مقار سفارات السعودية والأردن وجنوب السودان والصومال، "في مخالفة لحرمة البعثات الدولية".

وقالت القوات السودانية، في بيان، إنّ قوات الدعم السريع "ما زالت مستمرة في التمادي في انتهاج مسلكها الإرهابي في انتهاك القوانين والأعراف الدولية، بما فيها الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية في العاصمة". 

وأضافت أنّ قوات الدعم السريع "اقتحمت يوم أمس مقار سفارة المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية جنوب السودان والصومال ومقر الملحقية العسكرية للمملكة العربية السعودية، وقامت بإتلاف المستندات وسرقة الأثاث والسيارات الدبلوماسية في مخالفات غير مسبوقة لحرمة البعثات الدولية".

واتهمت "مجموعة من الدعم السريع بمهاجمة مدينة الرهد في ولاية شمال كردفان، وإحراق قسم الشرطة ومباني المحكمة وجهاز الاستخبارا العامة ورئاسة المحلية، إضافة إلى ترويع المواطنين وخطف عدد منهم ونهب عدد من السيارات الحكومية والمدنية"، بحسب البيان.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع اقتحام السفارات المذكورة، ووصفتها بـ "الشائعات الكاذبة". 

وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية، في وقت سابق، "تعرض مقر سكن رئيس المكتب العسكري في سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم للاقتحام والتخريب".

وجددت الخارجية الكويتية دعوتها السلطات الرسمية وكل الأطراف المعنية في السودان إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتوفير الحماية الكاملة لمقار البعثات الدبلوماسية بسرعة، وضمان حرمة مبانيها وممتلكاتها وسلامة أمن طاقمها، ومعاقبة مرتكبي هذه الاقتحامات.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية الأردنية أيضاً "تعرض مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم للاقتحام والتخريب".

وأعربت الخارجية الأردنية، في بيان، عن "إدانتها واستنكارها للاعتداء الذي تعرض له مبنى سفارتها في الخرطوم، ولكل أشكال العنف والتخريب، وخصوصاً تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها".

وتسببت المعارك الدائرة في السودان منذ 15 نيسان/أبريل الماضي بمقتل المئات وإصابة الآلاف، فيما دفعت عشرات الآلاف من السودانيين إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى أو في اتجاه تشاد ومصر، وأجلى العديد من الدول رعاياه من السودان.

وكانت الاشتباكات قد تجددت، الأحد، في مناطق جنوب الخرطوم وأم درمان باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف بالطائرات الحربية. وردّت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع على تلك الهجمات، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق جدة الرامي إلى حماية المدنيين، مع غياب أي دلائل على استعداد الطرفين - رغم محادثات وقف إطلاق النار في السعودية - لإيقاف المعارك.

واتفق الطرفان في إعلان جدة الذي تم توقيعه بالتعاون مع السعودية والولايات المتحدة على الالتزام بسيادة السودان والحفاظ على وحدته.

كذلك، اتفقا على أنّ مصالح الشعب السوداني وسلامته أولوية رئيسة، وأكّدا الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، وتسهيل المرور الآمن لهم لمغادرة مناطق الأعمال العدائية، إضافةً إلى الامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب بأضرار مدنية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

وتضمن إعلان جدة التزام الطرفين باحترام المرافق الخاصة والعامة كافة وحمايتها، مثل المرافق الطبية ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين، وعدم اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، إضافةً إلى ضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين.

اقرأ أيضاً: شهر على الحرب في السودان.. إخفاقات سياسية وكارثة إنسانية

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك