الجزائر تعلن استعدادها لإطلاق مبادرة دولية لوقف الاقتتال في السودان
الرئيس الجزائري عيد المجيد تبون يعلن التحرّك على مستوى 4 منظمات دولية لحلّ أزمة السودان، ويفيد باستعداده لإطلاق مبادرة مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة "الايفاد" لوقف الاقتتال في السودان.
بعث الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، برسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، والأمين التنفيذي لمنظمة "الايفاد"، في مسعى مشترك وموحد من أجل وقف الاقتتال في السودان.
ووجه تبون، الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، عثمان غزالي، والأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية "الايفاد"، الدكتور ورقته جبيهو، في إطار متابعته الدقيقة والمستمرة للتطورات الخطيرة الدائرة في السودان.
وتأتي مبادرة رئيس الجمهورية في ظل التدهور المتسارع للأوضاع في السودان على خلفية استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، مما يستدعي تحركاً دولياً لحقن الدماء والعودة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية العميقة.
وشدد رئيس الجزائر، في رسائله الـ3، على أن التطورات الخطيرة التي تشهدها السودان بتعقيداتها الداخلية وتداعياتها الخارجية أضحت تفرض تحدياً مشتركاً يتطلب تظافر جهود جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين.
ودعا إلى التحرك المشترك وبشكل عاجل لتفادي المزيد من التصعيد ووقف الاقتتال بين السودانيين وتجنيب الشعب السوداني مخاطر الانزلاق في دوامة العنف الدموي، الذي يشكل خطراً على السلم الاجتماعي و على مسار التسوية السياسية في السودان.
وبعد أن ثمن المساعي الفردية التي بادرت بها هذه المنظمات، أكد الرئيس عبد المجيد تبون أنه لا يزال هناك مجال لتثمين جهودها وتعظيم المكاسب المرجوة منها من خلال الجهود الجماعية لدعوة السودانيين إلى الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة.
كذلك، أكد استعداد الجزائر لتكثيف جهودها بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل المساهمة الفعلية في الجهود والمساعي الجماعية الرامية لوقف الاقتتال بين الأشقاء السودانيين وحثهم على العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية بطريقة نهائية ومستدامة.
ومن هذا المنطلق، دعا الرئيس تبون للتفكير في مسعى مشترك وموحد بين المنظمات الأربعة "الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، والهيئة الحكومية للتنمية الايفاد"، من أجل مساندة السودان، لتجاوز الأزمة الراهنة.
وبالتزامن، تلقى رئيس عبد المجيد تبون، مكالمة هاتفية من نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، تطرقا فيها إلى علاقات التعاون الثنائي وسبل تعزيزه، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.
وحسب المصدر ذاته، بحث الرئيسان تطورات الوضع الأمني "الخطير والمؤسف" في السودان وسبل إيجاد حل، لاحتواء الوضع سياسياً، ووقف الاقتتال بين "الأشقاء" في شهر رمضان، مشددين على أهمية الحوار وإعلاء المصلحة العليا.
ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى لليوم الرابع على التوالي، في حين تبذل أطراف دولية وإقليمية جهوداً لحث الطرفين على الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إن قواته تؤكد موافقتها على "هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى".
في المقابل،ـ أعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أصدر عفواً عمن يضع السلاح من الدعم السريع، فيما قالت قوات الدعم السريع إن "ثورة جديدة انطلقت منذ السبت، وهي مستمرة لبلوغ غاياتها، وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية".
وتدور منذ صباح السبت الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الطرفين في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية، إذ يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري في الخرطوم ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات "الدعم السريع" وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن، بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات "الدعم السريع" في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة إلى المدنيين.
وأثارت المواجهات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، الأمر الذي أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.