البرهان: لا تسوية سياسية ونريد حكومة مدنية بعيداً من المحاصصة
البرهان يعلن فضّ الشراكة مع المكوّن المدني بعد سعي الأخير إلى التدخّل في شؤون الجيش، ويؤكد أن الجيش يريد توافقاً وحكومة مدنية يحرسها بعيداً من المحاصصة الحزبية.
أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الأحد، أنّ الجيش "يريد توافقاً وحكومة مدنية يحرسها"، نافياً وجود "تسوية سياسية ثنائية" بين العسكريين والمدنيين.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه في قاعدة "المرخيات" العسكرية في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، حيث أكد البرهان أنه: "لا توجد تسوية سياسية ثنائية. الجيش استلم ورقة سياسية، وأجرى عليها ملاحظاته لكي تحفظ له قوته ووحدته وكرامته".
وتابع: "الجيش يريد توافقاً وحكومة مدنية يحرسها بعيداً من المحاصصة الحزبية".
وأضاف: "من يحاول الاقتراب من الجيش سنقطع له لسانه ويده".
اقرأ أيضاً: البرهان يدعو القوى السياسية السودانية للتفاوض من دون شروط مسبقة
"الآلية الثلاثية"
وكانت "الآلية الثلاثية" (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية -إيغاد-) أعلنت الخميس الماضي، عن التوصل إلى "تفاهمات أساسية" بين العسكريين والمدنيين.
وفي 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، سلّمت لجنة نقابة المحامين مشروع دستور انتقالي إلى "الآلية الثلاثية" حظي بدعم محلي ودولي واسع.
ويتضمن هذا المشروع "طبيعة الدولة وسيادة الدستور وحكم القانون ووثيقة الحقوق والحريات الأساسية ومهام الفترة الانتقالية ونظام الحكم الفيدرالي وهياكل السلطة الانتقالية وتكوينها".
وسيطر الجيش على السلطة في انقلاب في تشرين الأول/أكتوبر 2021، الأمر الذي عطّل مسألة إجراء انتخابات ديمقراطية عقب إطاحة البشير في انتفاضة العام 2019.
ومن شأن التوصل إلى اتفاق جديد أن يقود إلى استئناف الإصلاحات، ويجتذب الدعم الخارجي.
ويعيش السودان حالةً من التوتر، منذ أن أفسحت محاولة انقلاب فاشلة، في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، المجال لتراشق حاد بالاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني اللذين يفترض تقاسمهما السلطةَ بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في العام 2019.
حول علاقة بلاده مع أثيوبيا
وبشأن التوتر مع إثيوبيا، قال البرهان: "نسعى إلى تسوية مشاكلنا مع إثيوبيا سواء الحدودية أو بشأن سد النهضة، ونسير بخطى جيدة ونسعى إلى التوافق مع جيراننا".
وأضاف: "علاقاتنا مع دول الجوار متزنة ولا يشوبها أي توتر".
ومنذ نحو عام، تجمدت المفاوضات بين إثيوبيا ودولتي مصب نهر النيل، حيث تخشى السودان ومصر من تداعيات محتملة للسد على حصتهما السنوية من المياه ومشآتهما المائية.
وتتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد، وهو ما ترفضه أديس أبابا، وتقول إنّ السد الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.
وفي يوليو/ تموز 2021، بدأت إثيوبيا بالملء الثاني للسد بالمياه، بعد عام من آخر مماثل، وسط رفض مصري وسوداني باعتبار ذلك "إجراءات أحادية".
وتشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات منذ فترة، حيث أعلنت الخرطوم في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021 سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده في منطقة "الفشقة" الحدودية مع إثيوبيا.
اقرأ أيضاً:الاشتباكات الحدوديّة بين السودان وإثيوبيا.. مخلّفات الاستعمار
بينما اتهم السفير الإثيوبي لدى الخرطوم بيتال أميرو، في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي، الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 معسكرات داخل أراضي إثيوبيا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وهو ما نفته الخرطوم.