الأميركيون يقترعون في انتخابات منتصف الولاية الحاسمة في الولايات المتحدة
وسط منافسة محتدمة بين الديمقراطيين والجمهوريين، الآملين حصولهم على أغلبية في الكونغرس، يبدأ الأميركيون الإدلاء بأصواتهم، في ظل التضخم الكبير الذي تشهده البلاد، والذي من شأنه أن يؤثّر في تصويت الناخبين.
يواصل الأميركيون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ، وانتخاب أعضاء مجلس النواب وحكام الولايات، في استحقاق مفصلي، سيحدّد هامش المناورة للرئيس جو بايدن حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقررة في عام 2024، والتي قد يخوضها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال الرئيس الديمقراطي في تغريدة: "اليوم، اجعلوا صوتكم مسموعاً، صوّتوا"، داعياً الجميع إلى المشاركة في الانتخابات.
Go vote. You can make a difference in this election.
— Joe Biden (@JoeBiden) November 8, 2022
Confirm your polling location at https://t.co/Hy8C4n0lUk.
وأدلى أكثر من 40 مليون شخص بأصواتهم، خلال التصويت المبكّر في جميع أنحاء البلاد، في اقتراعٍ سيؤدي إلى تجديد مقاعد مجلس النواب بالكامل، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى عدد من المناصب المحلية.
ولدى اقتراعه في فلوريدا، لـمّح ترامب مجدداً إلى إعلان مهم سيدلي به الأسبوع المقبل، يُعتقد أنه سيعلن فيه خوضه انتخابات الرئاسة في عام 2024. وقال للصحافيين إن 15 تشرين الثاني/نوفمبر "سيكون يوماً مثيراً للغاية لكثير من الناس".
وبعد حملة شرسة ركّزت على التضخّم، يبدو أن الحزب الجمهوري واثق بصورة متزايدة بفرصه في تجريد بايدن من أغلبيته الديمقراطية في الكونغرس.
تصويت عقابي
خلال تجمّع أخير، مساء الإثنين، في أوهايو، إحدى الولايات الصناعية في البلاد، قال ترامب: "إذا كنتم تريدون وضع حدّ لدمار بلادنا وإنقاذ الحلم الأميركي، فيجب أن تصوّتوا للجمهوريين غداً".
وأعلن أنه سيُصدر "إعلاناً مهمّاً جداً الثلاثاء، في 15 تشرين الثاني/نوفمبر في مارالاغو"، مقرّ إقامته بفلوريدا، مُدركاً جيداً أنّ انتصار مرشّحيه في صناديق الاقتراع الثلاثاء سيمنحه نقطة انطلاق مثالية للترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024.
وتُعد انتخابات نصف الولاية، التي تُجرى بعد عامين من الانتخابات الرئاسية، استفتاءً على الرئيس الحالي. لكن، تجدر الإشارة إلى أنه نادراً ما يخرج حزب الرئيس منتصراً من هذا الاقتراع.
في هذه الأثناء، يسعى معسكر جو بايدن لتفادي هذا السيناريو، متهماً المعارضة الجمهورية، التي لم يعترف جزء منها بنتائج الانتخابات الرئاسية السابقة، بأنها تهديد للديمقراطية والمكتسبات الاجتماعية.
وقال بايدن، خلال تجمّع مساء الإثنين في ميريلاند الواقعة على مشارف واشنطن: "نحن ندرك جيّداً أنّ ديمقراطيتنا في خطر".
التضخم أكثر من أي شيء آخر
لكن ارتفاع الأسعار - بمتوسط 8,2 في المئة خلال عام - يبقى الشغل الشاغل للأميركيين، في الوقت الذي يبدو أنّ جهود بايدن في الظهور على أنه "رئيس الطبقة الوسطى"، لم تعطِ النتيجة المرجوة.
اقرأ أكثر: استطلاعٌ للرأي: الأميركيون بمعظمهم يعتقدون أن إدارة بايدن أضرّت بالاقتصاد
فوفق استطلاعات الرأي الأخيرة، تملك المعارضة الجمهورية فرصة في الفوز بما بين 10 و25 مقعداً إضافياً في مجلس النواب، وهي أكثر من كافية لتحصل على الأغلبية. وبينما لا تزال الاستطلاعات أكثر غموضاً فيما يتعلّق بمجلس الشيوخ، يبدو أنّ الجمهوريين سيحقّقون تقدّماً فيه أيضاً.
وسيكون لفقدان السيطرة على مجلسي الكونغرس عواقب وخيمة على الرئيس الديمقراطي، الذي أعرب عن "نيّته" الترشح في عام 2024، الأمر الذي يُنذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2020.
اقرأ أكثر: أزمات تؤرّق الأميركيين في الانتخابات النصفية.. ما هي؟
منافسات تخطف الأنفاس
وتشهد بعض الولايات الرئيسية انتخابات محتدمة، وهي نفسها الولايات التي كانت بالفعل على المحكّ في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وفي هذا السياق، تُسلَّط الأضواء على بنسلفانيا، حيث يواجه الجراح الجمهوري، محمد أوز، المدعوم من ترامب، منافسةً في أحد أكثر المناصب المتنازع عليها في مجلس الشيوخ.
وكما في عام 2020، تدخل ولاية جورجيا في صلب المنافسات المحتدمة. ويحاول الديموقراطي، رفاييل وارنوك، الحصول على إعادة انتخابه في مواجهة هيرشيل والكر، وهو رياضي سابق يدعمه أيضاً الرئيس السابق.
كذلك، تشكّل أريزونا وأوهايو ونيفادا وويسكنسن ونورث كارولينا مسرحاً لصراعات محتدمة، بحيث يواجه كلّ المرشّحين الديموقراطيين مرشّحي ترامب، الذين يحملون الولاء التام للرئيس السابق.
وأُنفقت ملايين الدولارات في هذه المنافسات، الأمر الذي يجعل هذا الاقتراعَ الانتخاباتِ النصفية الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة.
اقرأ أكثر: الولايات المتحدة: أسبوع انتخابي حاسم لمستقبل الرئيس جو بايدن