الأسد: روسيا والصين تقفان في مواجهة العدوانية الأميركية

الرئيس السوري بشار الأسد يقول عقب قمة ثنائية مع نظيره الروسي إنّ روسيا والصين تتحملان مسؤولية وقف السياسة العدوانية الأميركية، ويكشف عن توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي في الأسابيع المقبلة تشمل 40 مشروعاً استثمارياً.

  • الأسد: دمشق وموسكو ستوقعان اتفاقية تعاون اقتصادي تشمل 40 مشروعاً استثمارياً في مجالات مختلفة (أ ف ب)
    الأسد: دمشق وموسكو ستوقعان اتفاقية تعاون اقتصادي تشمل 40 مشروعاً استثمارياً في مجالات مختلفة (أ ف ب)

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنّ روسيا والصين "تتحملان مسؤولية كبيرة في وقف السياسة العدوانية الأميركية المستمرة منذ نحو 3 عقود".

وقال الأسد خلال مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية عقب قمة ثنائية ومحادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين: "لا تزال الولايات المتحدة قوة عظمى، ولو أنّها تنحدر حالياً، ولكن لا نستطيع القول إنّ هناك دولة ستوقف هذه العدوانية الأميركية التي استمرت على الأقل 3 عقود منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، وربما أكثر من ذلك".

وأضاف: "هناك طرق مختلفة، إذا كنا نتحدث عن العمل السياسي. لا بدّ من أن يكون هناك تحالف بين دول عدة. روسيا والصين تتحملان مسؤولية كبرى في هذا الموضوع، وهناك دول البريكس، ودول أخرى بدأت تبتعد عن الولايات المتحدة وتفقد الثقة بها".

وكشف الرئيس السوري أنّ "دمشق وموسكو في صدد توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي في الأسابيع المقبلة تشمل 40 مشروعاً استثمارياً في مجالات مختلفة".

وأشار الأسد إلى أنّ "الاتفاقية التي سيتم توقيعها تتضمن 40 مشروعاً استثمارياً محدداً في مجالات الطاقة والكهرباء والنفط، وفي مجال النقل والإسكان، إضافةً إلى المجالات الصناعية ومجالات أخرى كثيرة".

وتابع الرئيس السوري: "حالياً، تمت دراسة المشاريع، وسيتم توقيع الاتفاقية لاحقاً خلال أسابيع، ولكن هذه النقطة تركت لكل مشروع، ولكل شركة على حدة، فكل مشروع سيقيّم بشكل منفصل لاحقاً".

زيادة عدد القواعد الروسية في سوريا قد تكون ضرورية

وتناول الرئيس السوري موضوع القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وأكّد أنّ زيادة عدد هذه القواعد قد تكون ضرورية في المستقبل، لأنّ الوجود الروسي في سوريا "مرتبط بتوازن القوى في العالم".

ورأى أنّ "النظرة إلى القواعد العسكرية لا يجب أن ترتبط بموضوع مكافحة الإرهاب، التي هي أمر قائم حالياً، ولكنه سيكون مؤقتاً، ولا يمكن للوجود العسكري الروسي في أي دولة أن يُبنى على شيء مؤقت".

وتابع: "إذا كان هذا التوسع في دول أخرى يخدم الفكرة نفسها، فإننا نقول إنّ هذا شيء قد يكون ضرورياً في المستقبل".

لقاء إردوغان يتطلب انسحاباً تركياً من سوريا

وأعلن الرئيس السوري أنّه لن يلتقي نظيره التركي رجب طيب إردوغان إلا إذا سحبت تركيا قواتها من شمال سوريا.

وقال الأسد إنّ "(أي اجتماع) يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح ومن دون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية".

وأضاف الرئيس السوري أنّ على تركيا "وقف دعم الإرهاب"، في إشارة إلى المجموعات المقاتلة التي تسيطر على مناطق شمال سوريا، وبعضها يلقى تدريباً ودعماً من تركيا.

وتابع الأسد: "هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين إردوغان".

وأضاف متسائلاً: "عدا عن ذلك، ما هي قيمة اللقاء إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة إلى الحرب في سوريا؟". 

زيلينسكي يخوض الحرب نيابةً عن الغرب

وتناول الرئيس السوري الوضع في أوكرانيا، وقال إنّ "النازيين في أوكرانيا بقيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي يحاربون روسيا نيابةً عن الغرب".

وقال الأسد: "أعتقد أنّ الحرب العالمية الثالثة قائمة، لكن اختلف الشكل.. في السابق، كانت الحرب العالمية هي حروب تقليدية، جيوش من دول عدة تعمل ضد دول أخرى. الآن، هذا الوضع قائم، ولكن بسبب الأسلحة المتقدمة، وخصوصاً السلاح النووي، فهناك قوة ردع عن الحرب".

وأضاف: "لذلك، تذهب الحروب باتجاه الحروب بالوكالة. لذا، زيلينسكي اليوم يخوض الحرب نيابةً عن الغرب مع جيش من النازيين. الشيء نفسه يفعله الإرهابيون، فهم جيوش تعمل نيابةً عن الغرب في سوريا وفي مناطق أخرى".

واعتبر الأسد أنّ "الدول الغربية تسعى من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف لعرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا".

كذلك، أشار إلى أنّ "المناطق الجديدة التي ضمتها روسيا في الآونة الأخيرة تابعة لها بحكم التاريخ".

وأمس الأربعاء، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف انتهاء القمة الثنائية بين الرئيسين بوتين والأسد التي استمرت 3 ساعات متواصلة.

وبحسب الرئاسة الروسية، فإنّ المحادثات جرت في صيغتين؛ "بمشاركة الوفود"، ثم "وجهاً لوجه". 

اخترنا لك