الأجسام الطائرة في سماء الولايات المتحدة: أين تضررت الهيمنة؟
الولايات المتّحدة أسقطت 3 مناطيد خلال أسبوعٍ واحد، الأمر الذي أثار أسئلةً بشأن تلك الأجسام الطائرة التي غزت فجأةً سماءَ البلاد.
أعلنت الولايات المتّحدة إسقاط 3 مناطيد خلال أسبوعٍ واحد، الأمر الذي أثار أسئلةً بشأن تلك الأجسام الطائرة التي غزت فجأةً سماءَ أميركا.
في غضون ذلك، أعلن موظّف الاستخبارات الأميركية السابق، إدوارد سنودن، أنّ هدف الولايات المتحدة من إثارة الذعر بشأن المناطيد، هو صرف الأنظار عن التحقيق في تفجير خط "نورد ستريم".
بدوره، أعرب بروفيسور في كلّية الاقتصاد العالمي والسياسة العالمية في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، عن اعتقاده أنّ فكرة إجراء دراسةٍ للأجسام الطائرة المجهولة في أميركا، "تنوي الإدارة الأميركية من خلالها زيادة ميزانيّة المجمّع العسكري".
وكان البنتاغون قد اعترف سابقاً برصده أجساماً طائرةً غريبة، فخرجت قوّاته الى مهاجمتها للمرّة الأولى بعد عشرات السنين من التكهّنات وسرد القصص بشأنها، ما عُدّ استنفاراً عسكرياً غير مسبوقٍ ضد هذه الأجسام، هدفه بحسب الأكاديميين زيادة ميزانيّة المجمّع العسكري لإعادة تجهيز جميع الطائرات المقاتلة تقريباً.
وتُتّهم واشنطن أيضاً بحرف الأنظار عن قضايا حساسة تواجهها، بعدما اتّهمها الصحافي الاستقصائي، سيمور هيرش، بالوقوف وراء تفجير خطّ أنابيب السيل الشمالي.
اقرأ أيضاً: إدوراد سنودن.. "الروسي الجديد" الذي عرّى منظومة التجسس الأميركي
واشنطن.. احتدام السجال المُحرج
في هذا الخصوص، أوضح محلّل الميادين للشؤون الدوليّة والاستراتيجيّة منذر سليمان، أنّ "التفاعل كبير بسبب الغموض حول عدم تقديم معلومات تفصيليّة، خاصةً على الأجسام الثلاثة الأخرى غير المنطاد الصيني الذي تمّ الحديث عنه بكثافة".
وأضاف سليمان، أنّ آخر المعلومات تشير إلى أنّ آخر جسم طائر تمّ إسقاطه فوق ولاية ميشيغان، باستخدام صاروخين، لافتاً إلى أنّ "الصاروخ الأول فشل في إسقاط الجسم الطائر، أمّا الصاروخ الثاني، فلم يقدّم البنتاغون معلومات تفصيلية عنه".
كيف تتفاعل قضية الأجسام الطائرة في #الولايات_المتحدة في كل الصعد؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 14, 2023
محلل #الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية منذر سليمان في #التحليلية pic.twitter.com/6TvfEV1m6S
ويوجد عدّة سجالات في الداخل الأميركي، السجال الأهم حول سبب تأخّر الولايات المتّحدة في الكشف عن المنطاد الصيني في الدرجة الأولى، وسماخها له في التجوال طيلة أسبوع تقريباً فوق أراضي حسّاسة في الولايات المتّحدة.
وبالحديث عن هذا الأمر، بيّن سليمان للميادين، بأنّ هذه السجالات والاتهامات والانتقادات المتبادلةـ، حملة التحريض ضد الصين، واتّهامها بالتجسّس، يترك انطباعاً أنه ربّما الصين قد تلجأ الى إجراء محدَّد كرَد، لأسباب داخليّة أيضاً".
اقرأ أيضاً: بومبيو: تعامل بايدن مع قضية المنطاد الصيني جلب العار لبلادنا
وبحسب سليمان، فإنّ من الإجراءات التي يمكن أن تصعّد في الأمر هو "إسقاط الصين أحد الأقمار الاصطناعيّة عندما يمرّ في الفضاء الخارجي"، مؤكّداً أنّ "لديها القدرات على ذلك".
إضافةً إلى "إمكانيّة محاولة السيطرة على إحدى السفن أو الطائرات التي يمكن أن تُتَّهَم بالتجسس في بحر الصين الجنوبي"، وفق سليمان.
أجسامٌ في سماء أميركا.. تراخي أمني
وفي سياق الحديث عن سبب وجود حرب تجسّسيّة بين الأطراف الكبرى، أفاد محلّل الميادين للشؤون الأمنيّة والعسكريّة، شارل أبي نادر، بأنّه السبب الرئيسي للجوء هذه الأطراف إلى هذا التجسّس، "هو وقف العمل بمعاهدة الأجواء المفتوحة".
وتابع أبي نادر للميادين أنّ "هذا الموضوع يدفع إلى الاستنتاج، بأنّه من غير المستبعَد أن تمثل الحادثة رسائل صينيّة في اتّجاهين، الاتّجاه الأول هو أنّه لدى الصين قدرة أيضاً على تنفيذ سياسة أمور استراتيجية، أمّا الرسالة الثانية فهي أنّ لدى الصين قدرة علميّة وعسكريّة متقدمة".
مناطيد وأجسام طائرة في سماء #أميركا.. ما لغز الأجسام المجهولة في سماء #الولايات_المتحدة؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 14, 2023
محلل #الميادين للشؤون الأمنية والعسكرية شارل أبي نادر في #التحليلية@abinadercharle1 pic.twitter.com/VSA8NCRiRD
وأضاف، بشأن تأثير ما حدث على وضع أميركا الدولي، أنّه "إذا كانت هذه الحوادث حتى مسرحيّة أميركية، أو إذا كانت موضوع متعلّق بكائنات خارجيّة من الفضاء الخارجي، أو حتى موضوع يتعلّق بقدرات تجسّسيّة من الصين أو روسيا، فإنّ موقف الولايات المتّحدة الأميركية ضعيف في هذه الحوادث، لأنّ هناك صراع استراتيجي اليوم ضد روسيا وضد الصين، وانتقل هذا الصراع الى الأجواء الأميركية وفي عقر دار الأميركيين".
اقرأ أيضاً: محاكاة عسكرية لمواجهة مع الصين: أضرار واشنطن فادحة!
صلابة المواجهون لأميركا تتجذّر
أشار سلام العبيدي، مدير مكتب الميادين في موسكو، بدوره، بأنّ الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها العالم والمواجهة بين روسيا والغرب الجماعي، يجعل من أي ظاهرة تظهر على السطح خاصةً بين الدول الكبرى تجذب المزيد من الاهتمام. وأظهرت حادثة المنطاد وما تبعه من تداول لأجسام غريبة، مدى الارتباك في المشهد السياسي الداخلي الأميركي.
لماذا التهويل الأميركي بشأن قضية الأجسام الطائرة؟ وما موقع روسيا في هذا الملف؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 14, 2023
مدير مكتب #الميادين في #موسكو سلام العبيدي في #التحليلية pic.twitter.com/cP0OQqcwzc
وركّز مراسل الميادين من موسكو على الموقف الصيني الثابت والصلب، وأوضح أنّ الرئيس الصيني الذي أصبح أكثر قوّةً بعد إعادة انتخابه لرئاسة الدولة ورئاسة الحزب. وأشار إلى أنه ينوي زيارة موسكو في ربيع هذا العام، متحدّياً الولايات المتّحدة والغرب.