استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.. قراءة في التداعيات
محللون لوكالة "أ ف ب" الفرنسية يؤكدون أن الاحتلال تجاوز الخطوط في استهدافه القنصلية الإيرانية في دمشق وبالتالي تصبح الحرب مفتوحة، مشيرين إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى ذلك هرباً من هزيمته في غزة.
أجمع محللون في العلاقات الدولية أن الاستهداف الإسرائيلي لقنصلية إيران في العاصمة السورية دمشق، والذي أدى إلى ارتقاء 7 من المستشارين في حرس الثورة الإسلامية بينهم عميدين، تهدّد بتوسع الحرب إقليمياً.
تجاوز للخطوط
وفي تقرير لوكالة "أ ف ب" الفرنسية، اليوم الثلاثاء، قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز أن الاستهداف تصعيد كبير، مضيفاً أن "إسرائيل" بذلك "تكون قد تجاوزت الحدود".
ولطالما حذّرت إيران من توسّع الحرب الحالية على قطاع غزة، لكن بعد العدوان على قنصليتها في سوريا شدّد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في البلاد السيد علي خامنئي أنّ "إسرائيل" ستُعاقب وأن طهران "ستجعلها تندم على هذه الجريمة وغيرها".
بدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن "الاستهداف الجبان لقنصلية بلاده في دمشق لن يمرّ دون رد".
وفي السياق، أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق ومدير مركز دمشق للأبحاث والدراسات بسام أبو عبد الله، أن هذا الاستهداف الإسرائيلي "تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء".
وتابع "كان هناك قواعد اشتباك، لكن أصبحت الحرب الآن مفتوحة بين ما يمكن أن نسميه محور المقاومة وإسرائيل".
وأضاف "انتقلنا إلى مرحلة عنوانها التصعيد"، لافتاً إلى أن الهجمات على القواعد الأميركية في سوريا والعراق أو في أي مكان آخر قد تتصاعد.
نتنياهو يهرب من غزة
أمّا من ناحية الأهداف الإسرائيلية من هذا الاستهداف، فرجّح المحلّلون أن تكون محاولة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "لإشعال نزاع على المستوى الإقليمي"، وذلك بعد 6 أشهر من حرب لم تحقق أهدافها في غزة.
ويقول الباحث في معهد "نيولاينز" نيك هيراس "تحت الضغوط التي يمارسها الأميركيون، لم يعد أمام نتنياهو وقتاً كافياً لمواصلة الحرب في غزة، لذلك يلجأ بدلاً من ذلك إلى هجمات في لبنان وسوريا".
وإذا توسّعت الحرب "يتوقع نتنياهو من الولايات المتحدة أن تنضمّ إلى إسرائيل فيها ضد إيران"، وفق تحليل هيراس.