استنكار عربي ودولي لاقتحام بن غفير المسجد الأقصى

اقتحام وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى يثير ردود فعل عربية ودولية منددة بالاقتحام.

  • استنكار عربي ودولي لاقتحام بن غفير المسجد الأقصى
    أدانت الدول العربية اقتحام بن غفير المسجد الأقصى

أثار اقتحام وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى صباح اليوم الثلاثاء، بحماية قوات الاحتلال ردود فعل عربية وغربية رافضة للاقتحام.

الاتحاد الأوروبي يدعو لتجنب التصعيد

أكد الاتحاد الأوروبي على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة، على خلفية اقتحام بن غفير المسجد الأقصى، صباح اليوم.

الناطق باسم مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس، شادي عثمان، قال في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن "الاتحاد الأوروبي يجدد التأكيد على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة، ونتابع الأفعال التي تتعارض مع ذلك فهي تساهم بزيادة التوتر في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضاف: "الأسابيع الماضية شهدت زيادة خطرة في التوتر والإصابات. من المهم وقف التصعيد وتجنب أي أعمال واستفزازات تغذي هذا التوتر".

ونقل عثمان دعوة الاتحاد الأوروبي إلى "جميع الأطراف الفاعلة على الأرض وفي المنطقة للتحلي بالهدوء وضبط النفس من أجل منع أي تصعيد".

وصباح اليوم، اقتحم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المسجد الأقصى مع حراسةٍ مشددة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود.

وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه "رغم التهديدات، صعد بن غفير " إلى الحرم القدسي.

إيران تشيد بمقاومة الفلسطينيين

من جهتها، دانت الخارجية الإيرانية الاقتحام وحذرت من استمرار "الأعمال الاستفزازية" للحكومة الإسرائيلية الجديدة. 

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قال في بيان "ندين بشدة هتك حرمة المسجد الأقصى من قبل وزير الداخلية الإسرائيلي".

وأكد أن "القدس الموحدة هي العاصمة الدائمة والأبدية لفلسطين، وأي تدنيس لأماكن فلسطين المقدسة، بما في ذلك المسجد الأقصى، يعتبر انتهاك للأنظمة الدولية".

وأضاف "نشيد بمقاومة الشعب الفلسطيني، ونحذر من المغامرات والأعمال الاستفزازية للحكومة الجديدة للكيان الصهيوني المغتصب".

كما طالب كنعاني المنظمات الدولية "إلى القيام بواجبها القانوني في هذا الصدد، ومنع العدوان والأعمال الوحشية من قبل الكيان الصهيوني المعتدي والعنصري ضد الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين".

واشنطن تحذر من تفاقم التوترات

بدوره، أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، عن قلق واشنطن إزاء اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى، محذراً من أنّ ذلك ربما يفاقم التوترات ويثير العنف.

وقال برايس في مؤتمر صحافي رداً على سؤال حول موقف واشنطن من زيارة بن غفير للمسجد الأقصى، إنّ"هذه الزيارة ربما تفاقم التوتر أو العنف ونحن قلقون للغاية بشأن تلك الزيارة".

وأضاف: "نعمل على خفض التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين ونريد إعادة الأطراف إلى مفاوضات حل الدولتين"، وتابع: "نؤيد الحفاظ على الوضع الراهن للمواقع المقدسة في القدس".

بريطانيا "قلقة" 

وأعربت المملكة المتحدة أيضاً عن قلقها حيال خطوة بن غفير، ودعت جميع الأطراف إلى تجنب الأنشطة التي تؤجج التوترات.

وقالت القنصلية البريطانية في القدس، في تغريدة عبر "تويتر": "نعرب عن قلقنا إزاء زيارة الوزير بن غفير للحرم الشريف/جبل الهيكل صباح اليوم. تبقى المملكة المتحدة ملتزمة بالوضع الراهن، ومن المهم على الجميع تجنب كافة الأنشطة التي تؤجج التوترات وتقوض فرص السلام".

تركيا تدعو لمنع "الاستفزازات"

كذلك، دانت وزارة الخارجية التركية ما سمته "التصرف الاستفزازي" لإيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال.

وقالت الخارجية التركية في بيان: "ندين التصرف الاستفزازي الذي قام به وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تجاه المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، ونشعر بالقلق حياله".

ودعا البيان الاحتلال إلى "التصرف بمسؤولية لمنع مثل هذه الاستفزازات التي من شأنها أن تنتهك مكانة وقدسية الأماكن الدينية في القدس، وتتسبب في التصعيد بالمنطقة".

السلطة الفلسطينية تندد

إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الفلسطينية أنّ استمرار الاستفزازات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع، فيما دانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة هذه الخطوة، معتبرةً ما حصل "استفزازاً غير مسبوق".

أما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، فندد بهذه الخطوة وصفها بأنه "تحدٍّ خطر لمشاعر كل شعبنا الفلسطيني".

مصر تحذّر من تبعات الاقتحام

أما وزارة الخارجية المصرية، فحذّرت من التبعات السلبية لخطوة بن غفير اقتحام المسجد الأقصى.

وقالت الخارجية في بيان إنّ مصر تعرب "عن أسفها لاقتحام مسؤول رسمي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة المسجد الأقصى بصحبة عناصر متطرفة تحت حماية القوات الإسرائيلية".

وأكد "رفض مصر التام لأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس".

كام حذر البيان "من التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام".

كما دعت الخارجية المصرية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع.

السعودية تندد

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها وتنديدها بـ"الممارسات الاستفزازية" التي تنتهجها حكومة الاحتلال.

وقالت الخارجية في بيان إنّ "الوزارة تعبّر عن أسف المملكة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من ممارسات تقوض جهود السلام الدولية، وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية".

وجدد البيان التأكيد على موقف المملكة الداعم للشعب الفلسطيني، وكذلك دعمها جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الإمارات تدين الخطوة

وفي السياق، دانت الإمارات خطوة بن غفير، وشددت على ضرورة وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد التوصل إلى "حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيانها، "موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه".

كما أكد البيان على ضرورة "احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى".

ودعت الوزارة سلطات الاحتلال "إلى خفض التصعيد، وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".

الأردن يستدعي سفير الاحتلال 

وفي السياق نفسه، استدعت وزارة الخارجية الأردنية سفير الاحتلال لإبلاغه احتجاجها على اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى.

وشددت الوزارة في بيان على أنّ الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات تُنذر بالمزيد من التصعيد.

وأضاف البيان أنه "تمّ تسليم السفير الإسرائيلي رسالة احتجاجٍ لنقلها على الفور لحكومته أكدت على وجوب امتثال دولة إسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي".

كما لفت البيان إلى أنّ مذكرة الاحتجاج تضمنت تحذيراً من "أنّ الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات تُنذر بالمزيد من التصعيد".

قطر: المساس بالأقصى اعتداء على المسلمين

من جانبها، دانت وزارة الخارجية القطرية بشدة اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى، واعتبرت تصرفه انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة.

وحذّرت الخارجية القطرية في بيانها "وزارة الخارجية من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتؤكد أن محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليس اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم".

الخارجية المغربية تدين الاقتحام

أيضاً، دان مصدر في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى المبارك.

وأكد المصدر أن "المملكة المغربية التي يرأس عاهلها لجنة القدس، تدعو إلى الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى، والحد من التصعيد وتفادي الأعمال الأحادية والاستفزازية".

اقرأ أيضاً: كيف علّق الإعلام الإسرائيلي على اقتحام بن غفير المسجد الأقصى؟

اخترنا لك