استمرار الاحتجاجات الشعبية في تونس والغنوشي يغادر محيط البرلمان

بعد إعلانه اتخاذ جملة من القرارات المهمة تحول الرئيس التونسي قيس سعيد إلى شارع الحبيب بورقيبة بصحبة مسؤولين في الديوان الرئاسي وسط تعزيزات أمنية وعسكرية مكثّفة. ومتظاهرون يحرقون مقر حركة النهضة في حي التضامن بضواحي العاصمة التونسية.

  • متظاهر يرفع العلم التونسي في مسيرة مناهضة للحكومة في العاصمة تونس - 25 تموز /يوليو (أ ف ب).
    متظاهر يرفع العلم التونسي في مسيرة مناهضة للحكومة في العاصمة تونس - 25 تموز /يوليو (أ ف ب).

أفادت مراسلة الميادين، اليوم الإثنين، أن أعداداً من المحتجين لا تزال محتشدة أمام مبنى البرلمان التونسي، على خلفية الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد.

وأضافت أن رئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي غادر محيط البرلمان.

وقام محتجون برشق سيارة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي أمام البرلمان بالحجارة ما أدى إلى تحطيم زجاجها، وقالت مصادر محلية إن الغنوشي كان قرر الاعتصام أمام مقر البرلمان بعد منعه من دخوله.

ولفتت مراسلة الميادين إلى أن الرئيس سعيد أكد أن القرارات التي اتخذها تمت بالتشاور مع رئيسي الحكومة والبرلمان، مؤكدةً أن حركة النهضة دعت أنصارها إلى النزول إلى الشارع.

وشهدت شوارع العاصمة التونسية، مساء الأحد، نزولاً لعدد من المواطنين، احتفالاً بقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، حيث جمَّد عمل البرلمان وأقال رئيس الوزراء هشام المشيشي على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن.

وبعد إعلانه اتخاذ جملة من القرارات المهمة، تحول الرئيس التونسي قيس سعيد إلى شارع الحبيب بورقيبة بصحبة مسؤولين في الديوان الرئاسي وسط تعزيزات أمنية وعسكرية مكثّفة.

وقد رافقت جولة سعيد هتافات مؤيّدة لقراراته الأخيرة بتجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة، حيث رفع المواطنون شعارات مناوئةً للنواب ولحركة النهضة.

واعتصم رئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي أمام البرلمان المطوّق من الجيش.

وعقب هذه الأحداث، أفادت مراسلة الميادين بانتشار عناصر الجيش في العاصمة التونسية، مشيرةً إلى حرق مقر حركة النهضة في حي التضامن بضواحي العاصمة التونسية.

وأكدت مراسلتنا في تونس، استمرار التوتر في محيط مقر البرلمان بين مؤيدين للرئيس وآخرين للغنوشي.

وبحسب مراسلة الميادين، فإنه تم اغلاق مقر رئاسة الحكومة واخلاؤه من الموظفين وتكليف وحدات من الجيش بحمايته، لافتةً إلى أن أنصار حركة النهضة حاولوا اقتحام مجلس نواب الشعب.

 وتم اقتحام مقر حركة النهضة بالمهدية جنوب تونس وحرق محتوياته، وبحسب مراسلتنا، تم إطلاق الغاز المسيل للدموع قرب المقر المركزي لحركة النهضة وسط العاصمة التونسية.

وقالت مراسلة الميادين، إن قوات الأمن التونسية مستمرة في الفصل بين أنصار الرئيس وأنصار رئيس البرلمان، مضيفةً أن المناوشات بين أنصار الرئيس وأنصار رئيس البرلمان انحصرت اليوم في ساحة البرلمان.

وبالتزامن، دعت الرئاسة التونسية الشعب إلى "الانتباه وعدم الانزلاق وراء دعاة الفوضى".

وكشفت مصادر أمنية ومصادر مقربة من رئيس الوزراء التونسي المعزول، هشام المشيشي، عن تواجده في منزله، بعد إشارة تقارير سابقة إلى اعتقاله.

وقالت مصادر للميادين إن وزير الدفاع التونسي وقائد جيش البر يرفضان لقاء عبد اللطيف المكي وعدد من نواب النهضة.

هذا وأفاد مصدران أمنيان بأن الرئيس التونسي كلف المدير العام لجهاز الأمن الرئاسي، خالد اليحياوي، بالإشراف على وزارة الداخلية بعد إقالة الحكومة أمس الأحد، بحسب "رويترز".

يذكر أن الرئاسة أعلنت إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه، وتجميد عمل المجلس النيابي واختصاصاته لمدة 30 يوماً.

هذا وحاصرت مدرعات الجيش مجلس نواب الشعب، قبيل مغادرة رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي قصر قرطاج الرئاسي.

وكان الجيش التونسي قد منع في وقت سابق رئيس البرلمان راشد الغنوشي ونائبته وعدداً من النواب من دخول مبنى البرلمان، في وقت شهدت فيه تونس انتشاراً مكثّفاً للجيش الذي طوّق مبنى البرلمان.

وفيما أكدت مصادر للميادين منع جميع النواب والمسؤولين في الدولة من السفر بقرار من الرئيس سعيّد، اقتحم محتجّون عدداً من مقار حركة النهضة وأحرقوا محتوياتها.

وفي اتصال مع الميادين، قال العضو في البرلمان التونسي والقيادي في حركة النهضة محمد القوماني إن البرلمان مدعو إلى الانعقاد اليوم بصورة طبيعية، واصفاً ما يجري في تونس بالانقلاب.

وفي وقت سابق أمس، عقدت حركة "النهضة" التونسية مؤتمراً صحافياً على خلفية أحداث يوم الأحد، في تونس. وقال القيادي في الحركة علي العريض "إننا ضبطنا أنفسنا حتى لا نردّ على العنف بالعنف، ونعوّل على مؤسسات الدولة".

اخترنا لك