اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ.. وسط ترقب لالتزام "إسرائيل" به

اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي يدخل حيّز التنفيذ كما هو مقرّر صباح اليوم الأحد، وسط ترقّب للالتزام الإسرائيلي ببنوده.

0:00
  • فلسطينيون من غزة يحتفلون على آثار منازلهم المدمرة بعد إعلان وقف إطلاق النار (مواقع التواصل)
    فلسطينيون من غزة يحتفلون على آثار منازلهم المدمّرة بعد إعلان وقف إطلاق النار (مواقع التواصل)

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" حيّز التنفيذ اليوم الأحد الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي (06:30 ت غ)، معيداً  الأمل بإنهاء العداون الإسرائيلي وحرب الإبادة التي شنّتها "إسرائيل" على قطاع غزة منذ 15 شهراً، والتي خلّفت عشرات آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين والأسرى، وشرّدت ملايين الغزيين.

وينصّ الاتفاق في مرحلة أولى تمتدّ 6 أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في غزة، وفي المقابل ستُفرج "إسرائيل" عن 737 أسيراً فلسطينياً، بحسب وزارة "العدل" الإسرائيلية.

وخلال المرحلة الأولى سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع "حد نهائي للحرب"، بحسب ما قاله رئيس الوزراء القطري محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني، قبل أيام.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الأسرى الإسرائيليين، وفقاً لما أوضحه بايدن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرّس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الأسرى الإسرائيليين الذين قضوا خلال احتجازهم.

ترقّبٌ في غزة

وفي القطاع الذي مزّقته الحرب، قال العديد من النازحين الفلسطينيين إنهم في عجلة من أمرهم للعودة إلى ديارهم، بينما حذّر "جيش" الاحتلال قبل دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، حذّر سكان غزة من الاقتراب من جنوده أو دخول المنطقة العازلة، أو الانتقال من الجنوب نحو الشمال عبر وادي غزة.

وقال أحمد حمودة، وهو فلسطيني نازح، لوكالة "فرانس برس" في دير البلح (وسط غزة): "نحن ننتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر".

واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في إثر هجوم غير مسبوق لكتائب القسام في منطقة غلاف غزة، أطلقت عليه عملية "طوفان الأقصى"، لتشنّ "إسرائيل" حرب انتقام وإبادة وحصار ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة، حيث وصفته الأمم المتحدة بأنه "لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث".

واستشهد أكثر من 46899 فلسطينياً، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، خلال 470 يوماً من العدوان الإسرائيلي، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية. 

نتنياهو يبدي أولى إشارات عدم الالتزام

وقبيل دقائق من موعد وقف إطلاق النار صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيان يقول فيه إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن يبدأ في الموعد المحدّد، رابطاً ذلك بتقديم حماس قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين لديها.

بينما أعلنت حركة حماس الأحد عن تأخير في تسليم قائمة الأسرى الإسرائيليين "لأسباب فنية ميدانية".

وقبل موعد دخول وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس حيّز التنفيذ في الساعة 8,30 (6,30 ت غ) قالت الحركة في بيان "نؤكّد التزامنا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار ونشير إلى أن تأخّر تسليم الأسماء التي سيتمّ إطلاق سراحها في الدفعة الاولى لأسباب فنية ميدانية".

وقال مكتب نتنياهو: "أصدر رئيس الوزراء تعليماته لـلجيش الإسرائيلي بأنه لن يتمّ بدء وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يدخل حيّز التنفيذ في الساعة 8,30 (بتوقيت القدس) حتى تحصل إسرائيل على قائمة الرهائن التي تعهّدت حماس بتقديمها".

وكان نتنياهو أعلن أمس السبت أن "إسرائيل" تحتفظ بحقّ استئناف القتال في غزة بدعم أميركي، متعهّداً إعادة جميع المحتجزين في القطاع.

وشدّد نتنياهو على أنّ المرحلة الأولى من الاتفاق ومدّتها 42 يوماً هي "وقف إطلاق نار موقت". وأضاف "إذا أجبرنا على استئناف الحرب فسنفعل ذلك بقوة".

تفاصيل حول الاتفاق وتعهّدات الوسطاء

وحدّدت وزارة "العدل" الإسرائيلية الجمعة أسماء 95 أسيراً فلسطينياً سيُفرج عنهم الأحد غالبيتهم نساء وقاصرون، ومعظمهم اعتقلوا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات "لمنع أيّ مظاهر للاحتفال علناً" عند إطلاق سراحهم.

ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق بكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلّح لحركة فتح، وأيهم كمامجي، وهم من أبطال عملية الهروب من سجن جلبوع.

وأفاد مصدران قريبان من حماس بأنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات.

من جهتها، أعلنت مصر التي تؤدي دور الوساطة في الاتفاق، السبت، أن "إسرائيل" ستطلق أكثر من 1890 فلسطينياً معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 أسيراً إسرائيلياً في المرحلة الأولى من الهدنة.

وبحسب الرئيس الأميركي جو بايدن فإن المرحلة الأولى تتضمّن أيضاً انسحاباً إسرائيلياً من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدّد بمجاعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي السبت أنه "تمّ الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يومياً" إلى داخل غزة، بينها "50 شاحنة للوقود".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك