إيران تنفي ادعاء أميركا وجود إيرانيين في القرم لمساعدة روسيا على استخدام المسيّرات

الخارجية الإيرانية تؤكد أن إيران لا تصدّر الأسلحة إلى أي من طرفي الحرب في أوكرانيا، وتقول إن واشنطن تبعث برسائل إلى طهران من أجل التفاوض، لكنها تتعامل بكثير من النفاق والكذب.

  •  المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (أرشيف).
    المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (أرشيف).

أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني أن "إيران أعلنت مراراً وتكراراً موقفها بشأن الحرب الأوكرانية، لكن أميركا والدول الأوروبية هي التي تسببت باندلاع هذه الحرب، والآن تتّهم إيران بأنها أصبحت طرفاً فيها".

وأكّد كنعاني، في تصريح له خلال مؤتمره الأسبوعي، اليوم الاثنين، أن إيران " لا تصدّر الأسلحة إلى أي طرف من طرفي الحرب"، وأضاف: "أعلنا ذلك مراراً ونحن مستعدون للمساهمة في إنهاء هذه الحرب".

ورأى كنعاني أن "الدول الغربية هي التي تقف إلى جانب أحد طرفي الحرب وليست إيران"، رافضاً "التهم الموجهة بصورة قاطعة".

وأكّد أنه "لا صحة لادعاء أميركا وجود عناصر إيرانية في القرم لمساعدة روسيا في استخدام الطائرات المسيّرة".

ورداً على الادعاءات بوجود موظفين إيرانيين في القرم، أكد كنعاني: "نحن ننفي ذلك بشدة.. الحرب التي يتبعونها عبر وسائل الإعلام هي من أجل صرف نظر الرأي العام عن أفعالهم في تسليح جانب واحد من الحرب، هذه أخبار كاذبة".

وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق أن واشنطن تبحث في فرض عقوبات جديدة ضد إيران، رداً على مزاعم مفادها أنها تزوّد روسيا طائرات مسيّرة تُستخدم في الصراع في أوكرانيا، وهو ما نفته روسيا وإيران.

الأميركيون يبعثون برسائل للتفاوض

إلى ذلك، قال كنعاني إن "الأميركيين يبعثون برسائل إلى إيران للتفاوض، لكنهم يتعاملون بكثير من النفاق والكذب"، متسائلاً:" إذا كانوا يعارضون (أميركا) الاتفاق فلماذا يريدون العودة إلى التفاوض؟".

وأوضح كنعاني أن "الولايات المتحدة تريد العودة إلى الاتفاق النووي وفي الوقت نفسه لا تريد دفع ثمن هذه العودة".

وأضاف: "واشنطن تتبع سلوكاً مخادعاً وتبعث برسائل إلى طهران عبر وسطاء، وفي الوقت نفسه تدعي أنها غير راغبة في مواصلة المفاوضات. مطالب إيران بخصوص المفاوضات النووية قانونية وواضحة ومعقولة".

ورأى كنعاني أن "على الأميركيين أن يعلموا أن إيران دولة مقتدرة ولا يمكنهم إجبارها على تقديم الامتيازات من جانب واحد".

وأضاف: "الأميركيون وخلال أحداث الشغب الأخيرة، كرروا الخطأ السابق نفسه". مؤكّداً أن "إيران تجاوزت هذه الأحداث".

وأشار إلى أن "الاتفاق الذي حصل مع أميركا من خلال وسيط بشأن الإفراج المتبادل عن السجناء لا يرتبط بالمفاوضات النووية".

وأبدى تفاؤله بشأن "تحرير أرصدة إيران المجمدة"، معتبراً أنها أيضاً غير مرتبطة بالاتفاق النووي".

وراى كنعاني أن "بعض سفارات الدول الأجنبية تصرّفت بطريقة غير دبلوماسية في الأحداث الأخيرة في إيران"، وقال: "استدعينا بعض السفراء وأبلغناهم اعتراضنا الشديد على طبيعة تعاملهم مع هذه الأحداث".

وفي السياق نفسه، ذكر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس، أنّ "واشنطن بعثت برسالة جديدة إلى إيران بشأن المفاوضات المتعلقة ببرنامج إيران النووي"، مشيراً إلى أنّ "تقييم طهران للرسالة هو أنّ الجانب الأميركي يضع الاتفاق على رأس أولوياته".

تنفيذ التوافقات مع السعودية

وبشأن المفاوضات الإيرانية السعودية، قال كنعاني: "أجرينا مفاوضات إيجابية مع السعودية في المراحل السابقة ونأمل تنفيذ التوافقات التي حصلت معها".

وأشار إلى أن البلدين مهمان جداً على صعيد المنطقة، وأن هناك عدداً من فرص التعاون بين البلدين.

وعن الموضوع السعودي، كان كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون الدولية،علي أكبر ولايتي، قال في حديث إلى الميادين نت إن "إيران جارة للسعودية، وليس لديها مشكلة، وعلينا أن نعيش معاً"، وقال "يمكن حل النزاعات بطريقة أفضل"، وإنه "بسبب الاحترام المتبادل والاحتياجات القائمة، هناك إمكانية لحل بعض الخلافات في وجهات النظر والآراء".

بريطانيا اتخذت سياسة غير بناءة

من جهة أخرى، أسف كنعاني على وقف الحكومة البريطانية من الأحداث الأخيرة في إيران، وقال إن بريطانيا "اتخذت سياسة غير بناءة فيما يتعلق بأحداث إيران الأخيرة".

وأضاف: "بريطانيا فرضت عقوبات على بعض الشخصيات والمؤسسات الإيرانية، ونحن رددنا أيضاً، وفرضنا عقوبات على مؤسسات وشخصيات بريطانية تدعم الإرهاب".

وختم بالقول: "بعض الدول الغربية تدعم مثيري الشغب في إيران، في حين أنها تقدّم الدعم إلى جهات لها تاريخ طويل في ممارسة الإرهاب ضد الشعب الإيراني".

يشار إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت في وقت سابق السفير البريطاني في طهران سيمون شيركليف، وسلّمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة.

وشهدت أوروبا دعوات إلى التحرك ضدّ إيران على خلفية سياسية، مستغلين حادث وفاة الشابة مهسا أميني وما تبعها من تحركات وأعمال شغب في الشارع الإيراني للتصويب على النظام.

اخترنا لك