إيران: تقرير الوكالة الدولية سينعكس سلباً على التعاون والمفاوضات
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده يقول إنّ "إيران ستنتظر اجتماع مجلس المحافظين لدى وكالة الطاقة الذرية لإبداء موقفها"، ويؤكد أنّ التقرير الأخير "سيكون له تأثير سلبي على تعاوننا".
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إنّ "إيران ستنتظر اجتماع مجلس المحافظين لدى وكالة الطاقة الذرية لإبداء موقفها"، معتبراً أنّ "تقرير الوكالة الأخير سينعكس سلباً على العلاقات الثنائية".
وقال خطيب زاده في تصريحات للتلفزيون الرسمي، تعليقاً على اجتماع محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد اليوم الإثنين: "لن نصدر أحكاماً مسبقة وسننتظر نتائج جلسة المحافظين لنعلن موقفنا بما يتناسب والقرار الذي سيتخذ من قبلهم".
وشدّد المتحدث الإيراني على أنه "لا يعتبر القرار غير بناء فحسب، بل سيكون له تأثير سلبي على كلّ من تعاوننا العام مع الوكالة وعلى مفاوضاتنا".
واعتبر خطيب زاده أنّ "تقرير المدير العام للوكالة، بالإضافة إلى كونه غير دقيق ويتجاهل تصرفات إيران، يحاول إلقاء روايات غامضة وشاذة عن برنامجنا النووي وخططنا، ومعظمه مبني على مزاعم تدخلية من قبل الكيان الصهيوني المزيف".
وأعرب المتحدث الإيراني عن أمله في "أن تتراجع الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة عن المسار الخاطئ الذي تتّبعه وبدأته"، مؤكداً على أنّ "كلاًّ من الصين وروسيا وإيران سوف تبدي معارضتها بالتأكيد".
غروسي: نطمح لاستمرار التعاون مع إيران
وصرّح الأمين العام للوكالة، رافائيل غروسي، خلال الاجتماع الدوري الرابع السنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي انعقد في العاصمة النمساوية فيينا لبحث ملف إيران النووي إلى جانب الملف الأوكراني اليوم الإثنين، أنّ "امتلاك إيران الكميات الكافية من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية هو مسألة وقت".
وأضاف غروسي أنّ "الوكالة تطمح لاستمرار عملها مع إيران للتوصل إلى حلّ لبرنامجها النووي ولكن يجب أن توضح إيران القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي، وعلينا الاستمرار في محاولات إيجاد حلّ لأزمة البرنامج النووي الإيراني".
ولفت غروسي إلى أنّ "إيران ترحّب بالمحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بالرغم من كونها "لم تحصل على النتيجة التي كانت تتوقّعها منها".
وكانت أطراف أوروبية وأميركية في الوكالة طرحت مسودة قرار يطلب من إيران "مزيداً من التعاون والشفافية" حول مسائل مرتبطة ببرنامجها النووي.
وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، معلقاً على مسودة القرار، أنّ "الإجراء الأميركي الأوروبي الأخير سيجعل عملية التفاوض أكثر صعوبة وتعقيداً"، مؤكداً أنّ "أي إجراء سياسي تتخذه الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث في الوكالة الدولية سيقابل بردّ مناسب وفعال وفوري من إيران".
كما صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث مع نظيره الإيراني، الجمعة الفائت، أنّ موسكو تعارض "مسوّدة مشروع القرار الأوروبي الأميركي في مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مضيفاً: "المسوّدة تفتقد أيَّ تأثير إيجابيّ، والقضايا التي لا تزال عالقة بين إيران والوكالة يجب حلّها ضمن الإطار التقني للوكالة".
تقرير الوكالة الأخير والتأثير الإسرائيلي
وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية زعم، الإثنين الفائت، أنّ إيران "قريبة من كمية اليورانيوم التي تكفي لصنع قنبلة ذرية". وتحدّث عن "غياب توضيحات وافية من الجانب الإيراني بشأن آثار لمواد نووية تم العثور عليها في ثلاثة مواقع لم تصرّح بأنّها شهدت أنشطة كهذه، هي مريوان ورامين وتورقوزآباد".
وبعد ذلك، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة مفاجئة لغروسي إلى فلسطين المحتلة، والتي وصلها الجمعة الفائت، والتقى خلال الزيارة مسؤولين إسرائيليين من ضمنهم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية نفتالي بينيت.
ورأت إيران أن هذه الزيارة تُظهِر تسييساً في قرارات الوكالة وتؤثّر على "حياديتها"، محذرةً من أن "تؤدي إلى انحراف التعاون في الملف النووي عن مساره الصحيح".
وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أكد في 6 نيسان/ أبريل أنّ بلاده تنسّق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسوية ملف المواقع "التي تعتبر مبهمة"، لافتاً إلى أنّ "كل الاتهامات بشأن وجود هذه الأماكن التي قالوا إنّها مبهمة، مبنية على ادعاءات أصدرها الكيان الصهيوني، وهي باطلة".