إيران تدين تبنّي الوكالة الذرية للمشروع الغربي.. وتؤكد: سنرد بشكل حاسم

ممثلية إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدين "بشدّة" تبنّي الوكالة قراراً "ينتقد إيران على عدم تعاونها"، وتؤكد أنّها "سىتتخذ الإجراء اللازم رداً على ذلك".

  • إيران
    ممثلية إيران لدى "الوكالة الذرية" تدين تبنّي الوكالة المشروع الغربي... وتعد بالردّ

أدانت ممثلية إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بشدّة"، اليوم الأربعاء، قرار مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتبنّي مشروع قرار غربي (قدمته فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة) "يطالب طهران بمزيد من التعاون والشفافية".

ويأتي ذلك بعد أن أفادت وكالة "فرانس برس"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، بأنّ "الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبنّت قراراً ينتقد إيران على عدم تعاونها". 

وأكّدت ممثلية إيران أنّها "سىتتخذ الإجراء اللازم رداً على ذلك"، مشيرةً إلى أنّ "من حق إيران إعادة النظر في سياستها ونهجها تجاه الوكالة الذرية"، ومشددةً على أنّ "هذا القرار الذي تبنّاه مجلس الحكام وجّه ضربةً كبيرة للوكالة". 

وأوضح مسؤول ممثلية إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد رضا غائبي، أنّ "قرار مجلس الحكام هو لأهداف سياسية مغرضة من قبل بعض الأعضاء"، مؤكّداً أنّ "الادعاءات الواردة في تقرير مدير الوكالة حول الأماكن المذكورة في إيران، تعتمد على أكاذيب الكيان الصهيوني". 

ولفت غائبي إلى أنّ "توجيه دعوة إلى إيران للتعاون مع الوكالة بعد إصدار هذا القرار، خطوة مثيرة لليأس ولا معنى لها"، معتبراً أنّ "ذلك القرار جرس إنذار ولم يشجع إيران على تعزيز تعاونها معها". 

الخارجية الإيرانية: سنتخذ إجراءات عملية متقابلة

وفي السياق، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ "تبنّي مجلس محافظي الوكالة لمشروع القرار المقدم من أميركا والترويكا الأوروبية خطوة سياسية غير بنّاءة وغير صحيحة".

وأضافت أنّ "تبني القرار بناءً على تقرير متسرّع وغير متوازن من مدير الوكالة مبني على معلومات كاذبة ومفبركة من الكيان الصهيوني لن تكون نتيجته سوى إضعاف مسار التعاون والتعامل بين إيران والوكالة".

وتابعت: "إيران أثبتت حسن نواياها وكانت تتوقع أن تتعامل الوكالة الذرية أيضاً بنهج مستقل وحيادي ومهني وواقعي". كما أضافت وزارة الخارجية الايرانية "يبدو أن البعض نسي أن مجلس حكام الوكالة وفي الـ 15 من كانون الأول عام 2015 أغلق كل الملفات وللأبد".

وشددت الخارجية الإيرانية على أن "إيران تعتبر واحدة من أكثر الدول الأعضاء في الوكالة شفافية في الكشف عن برنامجها النووي السلمي".

كما لفتت إلى  أنه "خلال الأعوام الماضية تعاملت طهران مع الوكالة بشكل بنّاء"، موضحةً  أن "عمليات تفتيش الوكالة الذرية داخل إيران يثبت ذلك".

وزارة الخارجية الإيرانية قالت إنها "ستتخذ إجراءات عملية متقابلة من خلال نصب أجهزة طرد مركزي متطورة، وإيقاف عمل كاميرات المراقبة من ضمن ذلك".

خطيب زاده: الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة يتحملان المسؤولية

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده من جهته، أنّ "أميركا والترويكا الـأوروبية قدّمتا أهدافاً قصيرة الـأمد للوكالة، ضد إيران، صاحبة أكثر برنامج نووي سلمي شفاف على صعيد العالم، وذلك بناءً على سوء محاسباتها وتلقّيها استشارات خاطئة". 

وفي تغريدةٍ في "تويتر"، شدّد خطيب زاده على أنّ "الترويكا الأوروبية وأميركا يتحملان المسؤولية المباشرة عن تبعات القرار الصادر عن محافظي الوكالة"، مؤكّداً أنّ "ردّ إيران سيكون حاسماً وملائماً". 

وأمس الثلاثاء، نشرت الميادين نصّ مشروع القرار الغربي بشأن إيران، الذي يتضمّن تشديداً على "أهمية امتثال إيران لالتزاماتها بشأن الضمانات، والحاجة إلى تعاونها على نحو كامل".

ويتحدّث مشروع القرار عن أنّ "موادَّ نووية غير معلَن عنها كانت موجودة في مواقع غير معلَنة في إيران"، مشيراً إلى أنّ هناك "تقييماً يُفيد بوجود موادَّ نووية استُخدمت في إيران من دون الإعلان بشأنها، وفق ما يقتضيه اتفاق الضمانات".

ويشير نصّ المشروع، أيضاً، إلى أنّه "لن يكون في وسع الوكالة تأكيد صحة اكتمال امتثال إيران (للاتفاق)، ما لم تقدّم تفسيرات ذات صدقية من الناحية التقنية"، داعياً طهران إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل الوفاء بالتزاماتها القانونية (تجاه الوكالة)".

إيران توقف جزءاً من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، اليوم الأربعاء، إنّ "سلوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يتناسب للأسف والتعاون الإيراني".

وأضاف كمالوندي أنه "في ظل تحرك الولايات المتحدة والترويكا الـأوروبية الأخير لاستصدار قرار ضد إيران، اتخذنا اليوم قراراً بإيقاف جزء من التعاون غير الملزم لإيران، والذي كان مبنياً على حسن النيّات الإيرانية، مثل تسجيل بعض الأنشطة، وكاميرات المراقبة التابعة للوكالة، وشبكة جهاز قياس مستوى التخصيب، وجهاز فلومتر (قياس التدفق)، وغيره".

بدوره، أكّد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، اليوم الأربعاء، أنّه "ليس لدى إيران أي أنشطة نووية سرية وغير مكتوبة، وليس لديها أيّ موقع نووي غير مُبلّغ عنه".

وفي كلمة له على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، قال إسلامي إنّ "الوثائق التي اعتمدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثائق كاذبة"، لافتاً إلى أنّ "الإجراء الأخير لأميركا والترويكا الأوروبية هو حركة سياسية لمواصلة سياسة الضغط الأقصى مدعومة فكرياً واستراتيجياً من الكيان الصهيوني". 

موسكو عارضت.. وطهران انتقدت لقاء غروسي بمسؤولين إسرائيليين

وفي وقتٍ سابق اليوم، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  خلال اتصالٍ هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، معارضة بلاده الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الأوروبية داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشدّداً على أنّها "لا تساعد في حل القضايا العالقة". 

وحمّل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، متبنّي القرار المعادي لإيران في مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية "المسؤولية عن كل تبعات تهديداتهم"، مؤكداً أنّ الاتفاق في فيينا "في متناول اليد لو تحلّت أميركا والدول الأوروبية الثلاث بالواقعية".

وقال أمير عبد اللهيان، في وقت سابق اليوم: "لقد أوضحنا بصراحة للترويكا الأوروبية ولروسيا والصين أننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا كان الطرف المقابل يسعى إلى التهديد، وإصدار قرار من مجلس محافظي الوكالة الدولية ضدّنا". 

وأضاف أنه "يجب أن نقول إننا قمنا بالعديد من المبادرات حتى الآن، بل إننا طرحنا موضوع تبادل الرسائل مع الجانب الأميركي على الطاولة حتى نفتح الطريق بسلوك منطقي وحكيم".

يُشار إلى أنّ تبنّي الوكالة الذرية لذلك القرار يأتي بعد لقاءٍ "مفاجئ" بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، في الـ 3 من حزيران/يونيو الحالي، طلب خلاله بينيت من غروسي نقل "رسالة واضحة" إلى إيران تقول: "إذا لم ينجح المجتمع الدولي عبر المسار الدبلوماسي في وقف سباق إيران نحو القنبلة، فإن إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن نفسها والعمل ضدّ إيران من أجل كبح برنامجها النووي". 

وانتقدت إيران زيارة المدير العام للوكالة الذرية رافايل غروسي "إسرائيل"، حيث التقى رئيس وزرائها نفتالي بينيت، معتبراً أنّ هذه الزيارة "تناقض مبدأ الحيادية" الذي يجب أن تتمتع به الوكالة الأممية.

اخترنا لك