انطلاق مؤتمر دعم استقرار ليبيا لدفع المسار الانتقالي
تشهد طرابلس الغرب اليوم الخميس "مؤتمر دعم استقرار ليبيا"، لإعطاء دفع للمسار الانتقالي قبيل الانتخابات الرئاسية. ووزيرة الخارجية الليبية تقول إن المؤتمر سيؤكد ضرورة احترام سيادة ليبيا واستقلالها، ومنع التدخّلات الخارجية في البلاد.
تستضيف طرابلس الغرب، اليوم الخميس، "مؤتمر دعم استقرار ليبيا" الذي يشارك فيه ممثلون لعدة دول، ويهدف إلى إعطاء دفع للمسار الانتقالي قبل شهرين من انتخابات رئاسية مصيرية تشهدها البلاد.
وكان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا طلب من البرلمان تأجيل الانتخابات الرئاسية لمدة عام على الأقل، في غياب توافق على القانون الانتخابي حالياً، ورفض قانون الانتخابات التشريعية، المقررة نهاية العام الحالي، والذي صادق عليه مجلس النواب.
وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إنّ المؤتمر يهدف إلى "التوصل إلى موقف دولي وإقليمي موحّد داعم ومتناسق، يساهم في وضع آليات ضرورية لضمان استقرار ليبيا، وخصوصاً مع قُرب موعد إجراء الانتخابات".
وأضافت المنقوش أنّ المؤتمر يرمي أيضاً إلى "التأكيد على ضرورة احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ومنع التدخّلات الخارجية السلبية"، مشدّدة على أنّ هذه هي "أهمّ المنطلقات لتحقيق الاستقرار الدائم لبلادنا".
وأوضحت أنّ من الأهداف التي يسعى إليها المؤتمر هو "تقديم الدعم الفني في مجال فكّ ودمج العناصر المسلّحة غير المتورطة في أعمال إرهابية وإجرامية وتأهيلها أمنياً ومدنياً".
وسيتطرق المؤتمر إلى مسألة "انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية التي يشكّل استمرار وجودها تهديداً، ليس لليبيا فحسب، بل للمنطقة بأسرها أيضاً"، وفق المنقوش، كما سيتناول "دعم وتشجيع الخطوات والإجراءات الإيجابية التي من شأنها توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، بما يعزّز قدرته على حماية أمن ليبيا وسيادتها ووحدة ترابها".
وأعلنت السلطات الليبية أنّ الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو، ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا يان كوبيتش، سيشاركان في المؤتمر الدولي.
مشاركة دولية وإقليمية في أعمال المؤتمر
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، أمس الأربعاء، أنّه سيشارك في المؤتمر. وذكرت وكالة الأنباء الليبية "لانا" أنّ ممثلين عن كلّ من إيطاليا ومصر والسعودية وتركيا وقطر والجزائر وتونس وتشاد والسودان سيحضرون المؤتمر أيضاً.
وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أعلن في أيلول/سبتمبر الماضي أنه سيعقد مؤتمراً دولياً الشهر المقبل لحشد الدعم الدولي لاستقرار بلاده، محذّراً من أنها تواجه تحديات حقيقية يمكن أن تقوّض الانتخابات المقبلة.
وأصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة إلى ليبيا، في 5 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تقريرها حول الانتهاكات الإنسانية المرتكبة من قبل أطراف الحرب، وأشارت إلى استخدام "حكومة الوفاق الأطفال السوريين كمرتزقة للقتال، وذلك بمساندة تركية"، بحسب تعبيرها.
وشُكّلت حكومة وحدة وطنية في ليبيا مطلع العام الجاري، بعد حوار ليبي-ليبي في جنيف برعاية الأمم المتحدة، على أن تدير مرحلة انتقالية تقود إلى انتخابات حُدّدت الرئاسية منها في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وعُقد في برلين في مطلع العام الماضي مؤتمر دولي حول ليبيا، تعهّدت خلاله الدول بالعمل على إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا والالتزام بعدم إرسال السلاح إليها، للمساعدة في وقف الحرب في هذا البلد.