إمبراطورية مردوخ لترامب: انتهى دورك.. والأخير يرد: إنه التواطؤ مجدداً
وسائل الإعلام التابعة لإمبراطور الإعلام الأميركي روبرت مردوخ تقول إنّ الرئيس ترامب تعرّض لسقوطٍ كبير، والأخير "سنفوز".
تحاول وسائل الإعلام المحافظة التابعة لإمبراطور الإعلام الأميركي روبرت مردوخ، ولا سيما في أعقاب كارثة انتخابات التجديد النصفي للحزب الجمهوري إرسال رسالة "دقيقة" إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مفادها أنّه "انتهى دورك".
وأشادت صحيفة "نيويورك بوست"، الأربعاء الماضي، وهي صحيفة شعبية يسيطر عليها مردوخ، بفوز حاكم فلوريدا دي سانتيس في ليلة الانتخابات، باعتباره "المستقبل" للحزب الجمهوري.
ويوم الخميس الماضي، وجّهت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الانتقادات لترامب الذي "لم يستطع بناء جدار" و"تعرّض لسقوطٍ كبير"، تاركاً الأمر للآخرين لإعادة تجميع أجزاء الحزب.
وفي السياق نفسه، قال رئيس مجلس النواب السابق، نيوت غينغريتش في برنامج "فوكس آند فريندز": "أعتقد أنّ الحاكم دي سانتيس هو الفائز الأكبر في الانتخابات النصفية"، مضيفاً: "إنّه من شبه المؤكد أن يصبح نقطة تجمع لكل شخص في الحزب الجمهوري يريد تجاوز ترامب".
كما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" التي يملكها مردوخ، مقالاً لمجلس التحرير المحافظ بعنوان "تسونامي دي سانتيس في فلوريدا"، وكتب مجلس التحرير أنّه "ليس هناك شك في أن نجاحه في فلوريدا سيجذب انتباه الناخبين خارج الولاية، ونراهن على أنّ ترامب كان يراقب بحزن".
من ناحيته، قال شخص مطلع على كيفية إدارة مردوخ للشركات عندما سُئل عن حقيقة أن وسائل إعلام الملياردير كانت تُركّز الاهتمام على دي سانتيس كمستقبل للحزب الجمهوري: إنه "ليس من قبيل الصدفة".
وأضاف أنّ "التغطية من وسائل الإعلام لمردوخ لا تعني أنها سوف تنقلب بالكامل على ترامب، فمردوخ قد يستخدم نفوذه لتغيير الموازين ودفع الجمهوريين نحو دي سانتيس إذا تواجه الاثنان في الانتخابات التمهيدية الجمهورية لعام 2024.
من جانبها، ذكرت ماغي هابرمان، وهي مراسلة في صحيفة "نيويورك تايمز" ومحللة سياسية في "سي أن أن"، في كتابها الأكثر مبيعاً أنّه بعد انتخابات العام 2020، علّق مردوخ على ترامب قائلاً: "يجب علينا التخلص من هذا الرجل".
وعلى الرغم من أنّ حاكم فلوريدا لم يؤكد أو ينفِ عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2024، لكنه أصبح يشكّل تهديداً كبيراً لترامب من جهة، وللديمقراطيين من جهةٍ أخرى، بعدما أظهرت استطلاعات رأي سابقة في بعض الولايات تجاوزه شعبية الرئيس السابق.
اقرأ أيضاً: حاكم فلوريدا ينافس ترامب على زعامة "الجمهوريين".. من هو رون دي سانتيس؟
ترامب يردّ على انقلاب مردوخ
من جهته، قال ترامب إنّ "إمبراطورية مردوخ متضامنة مع دي سانتيس، وهو حاكم ولاية ليس لديه تميّز بل يُصنّف كجمهوري عادي جداً لكنّه يتمتع بعلاقاتٍ عامة رائعة، فسياسته في التعامل مع جائحة كورونا كانت عادية جداً، مضيفاً أنّ ولايته (فلوريدا) لديها ميّزة الرخاء والطقس الجيد حيث سيقصدها بالناس بغض النظر عمن هو حاكمها كما فعلت أنا.
وذكّر ترامب بموقفٍ جرى مع دي سانتيس، وقال: "جاء رون إليّ في حالةٍ يائسة في عام 2017. لقد كان منتهياً سياسياً، وخسر بأغلبية ساحقة أمام مفوض الزراعة الجيد جداً آدم بوتنام، الذي كان لديه الكثير من الأموال ويُسجّل نسبةً عالية في استطلاعات الرأي".
وأضاف في بيانه أنّ دي سانتيس كان يُسجل "نسبة موافقة منخفضة، وليس في يده الكثير من رأس المال، لكنه قال إنه إذا أنا أيدته، فيمكنه الفوز. لم أكن أعرف آدم فقلت: "لنجرب الأمر يا رون". وعندما أيدته، كان الأمر كما لو أنّ هناك سلاح نووي وانفجر".
وأشار في البيان إلى أنّه بعد سنوات، تبين أنَّ بوتنام استخدم الكلمات الدقيقة في وصف تأييدي لرون، وقال: "لقد انتقلت من صنع النصر بدون منافسة، إلى التعرض للضرب على الفور بعد تأييدك لدي سانتيس".
ولفت ترامب في بيانه إلى أنّه جعل رون يتقدم على "نجم" الحزب الديمقراطي أندرو جيلوم (الذي تم الكشف عنه لاحقاً على أنه مغفل)، وقد أمّنت له ذلك من خلال إقامة تجمعين ضخمين حضرها عشرات الآلاف من الأشخاص. كما قمت بإصلاح حملته التي كانت قد انهارت تماماً".
وأوضح بيان ترامب أنّ "هذا تماماً هو ما حصل في العامين 2015 و2016. لقد كان هناك هجوم إعلامي (تواطؤ)، عندما حاربتني قناة "فوكس نيوز" حتى فزت في النهاية، وبعد ذلك لم يكن من الممكن أن يكونوا ألطف أو أكثر دعماً".
وقال ترامب: "سيستمرون في ملاحقتنا أي سيلاحقون حركة (اجعل أميركا عظيمة مرّةً أخرى)، لكن في النهاية، سنفوز".
وأقرّ ترامب، قبل أيام، بأنّ نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس كانت "مخيبة للآمال إلى حد ما"، لكنّه قال إنّها تمثّل "نصراً كبيراً" بالنسبة إليه.
وفي وقتٍ سابق، قال مستشار ترامب، لشبكة "سي أن أن"، إنّ "ترامب غاضب ويصرخ على الجميع بعد نتائج الحزب الجمهوري المخيّبة للآمال، الليلة الماضية، في الانتخابات النصفية".
اقرأ أيضاً: ما تأثير الانتخابات النصفية في السياسة الخارجية الأميركية؟