إعلام إسرائيلي: نتلقّى بخضوع الاتفاقات بين واشنطن وطهران.. والسبب نتنياهو
رئيس الوزراء السابق للاحتلال الإسرائيلي، إيهود باراك، يؤكّد أنّ "التفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران أمر مقلق، ونتيجة أخطاء صعبة جداً لنتنياهو"، موضحاً أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي لديها تأثير ضعيف في مجريات المفاوضات النووية.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، أنّ "إسرائيل" تتلقى "بخضوع" الاتفاقات المتبلورة بين واشنطن وطهران في الموضوع النووي.
وقالت غيلي كوهين، مراسلة الشؤون السياسية في قناة "كان" الإسرائيلية، إنه "على رغم ارتفاع اللهب في المواجهة بخصوص القضية الإيرانية بين (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو و(سلفه يائير) لابيد، يجب القول بصراحة إنّ إسرائيل تتلقى بخضوع الاتفاقات المتبلورة بين واشنطن وطهران في الموضوع النووي".
وأضافت أنه "في الحقيقة، ليس لدى إسرائيل الكثير لتفعله، وفي الشهر المقبل يتوقع زيارة (الرئيس إسحاق) هرتسوغ لواشنطن، وليس من المؤكد أنّه سيكون لديه تأثير في الاتفاقات المتبلورة" بين واشنطن وطهران.
باراك: التفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران أمر مقلق
وفي سياق متصل، نقلت "القناة الـ12" الإسرائيلية، عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، أنّ "التفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران أمر مقلق، ونتيجة أخطاء صعبة جداً لنتنياهو".
وقال باراك، أحد أبرز معارضي نتنياهو اليوم، إنه "بخصوص (الاتفاق) النووي الإيراني، فإنّ الوضع مقلق وتطوّر سيئ، فالتفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران هي أمر مقلق، ونتيجة أخطاء صعبة جداً لنتنياهو في الماضي".
وأوضح باراك أنّه "في عام 2015 وفي عام 2018، لم يكن لإسرائيل في الواقع أيّ تأثير، ونتنياهو له دور مركزي في أنّ إسرائيل كانت على الطرف الآخر من الكفاح العالمي ضدّ إيران، واليوم يجب بذل جهد لإعادة أن يكون الأمر مشكلة لكلّ العالم".
اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي عن نتنياهو: لم نعد قادرين على التأثير في المسار الإيراني الأميركي
وأضاف أنّ "الأمر الثاني هو أن نتنياهو مسؤول مباشر عن عدم وجود أيّ تأثير لنا في الوضع الحالي، فالولايات المتحدة تريد الوصول إلى تفاهمات من بين عدة أمور، لأنّ إيران هي فعلياً دولة على الحافة النووية، وطهران ليست معنية بالاعتراف بذلك، لأنها ستتلقى مزيداً من العقوبات".
وتابع: "كذلك الولايات المتحدة.. هي ليست معنية بالاعتراف بذلك، لأنها ستُسأل كيف سمحت للأمر بالحدوث. ولذلك، فالطرفان يُفضّلان الوصول إلى تفاهمات أقل الممكن، وليس إلى اتفاق، كي لا يصبح الأمر مشكلة فعلية حتى الانتخابات الأميركية".
وأشار السياسي الإسرائيلي إلى أنّ الاحتلال "عليه المحافظة على قدرة العمل المستقبلية الخاصة به، وهذا لا يعني أن لدى إسرائيل خيارات بسيطة فيما يجب فعله، في حين أنّ الولايات المتحدة تقوم بتفاهمات، و(الأمر نفسه تفعله) روسيا والصين مع إيران".
ويأتي هذا الانتقاد لأداء الحكومة الإسرائيلية في وقت تتصاعد الأصوات ضدّ نتنياهو وتزداد حدية معارضته، إذ أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أمس، في مقال عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ "تجميد المحادثات في مقر الرئيس الإسرائيلي أمر جيد".
وقالت إنّ "هذه المحادثات حاول من خلالها إسحاق هرتسوغ المحافظة على حكومة نتنياهو موحدة، وهدف إلى توفير شرعية دولية له، وتهدئة الاحتجاج وكسب الوقت". ولفتت، في هذا السياق، إلى أن "بنيامين نتنياهو فقد السيطرة على الليكود والحكومة، وبالطبع على "إسرائيل" التي تتدهور إلى هاوية".
وقبل أكثر من شهرين، أعلن نتنياهو تعليق مشاريع قوانين التعديلات القضائية، لإتاحة المجال أمام التوصل إلى تفاهمات بشأنها مع المعارضة. ومنذ ذلك الوقت، تجرى مباحثات بين المعارضة والائتلاف الحكومي برعاية هرتسوغ، من دون أن تلوح في الأفق بوادر اتفاق.
وتقول المعارضة إنّ هذه المشاريع "تهدف إلى إضعاف القضاء، وخصوصاً المحكمة العليا الإسرائيلية". وظلّت، منذ 23 أسبوعاً، تُنظّم احتجاجات إسرائيلية أسبوعية غير مسبوقة للمطالبة بوقف هذه المشاريع.