إعلام إسرائيلي: الجميع يعلم ما هي تداعيات اغتيال شخصية مثل العاروري
وسائل إعلام إسرائيلية تصف تصريحات نتنياهو باغتيال قادة المقاومة وملاحقتهم في كل مكان بأنّها "ليست دقيقة"، مشيرةً إلى أنّ الكل يعرف ما هي تداعيات اغتيال شخصية مثل صالح العاروري.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أنّ كلام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وتهديده بملاحقة قادة المقاومة "ليس دقيقاً".
وكان نتنياهو صرّح في جلسة لحكومة الاحتلال، في وقتٍ سابق اليوم، بأنّ "حماس ومن تدعمهم إيران يدركون جيداً أننا سنقاتل بكل الوسائل ضد محاولاتهم لإنتاج العنف ضدنا في الضفة وغزة وفي كل مكان آخر".
وأكّد نتنياهو أنّ "من يحاول إلحاق الأذى بنا، من يمول ومن ينظم، ومن يرسل العنف ضد إسرائيل سيدفع الثمن كاملاً".
وتعليقاً على تصريحات نتنياهو، قال معلق الشؤون الفلسطينية في "القناة 12"، أوهاد حمو، إنّ تهديد نتنياهو بملاحقة قادة المقاومة في "غزة والضفة وفي كل مكان آخر ليس مؤكداً أنّه دقيق، فالكل يعرف ما هي تداعيات اغتيال شخصية مثل صالح العاروري".
وأضاف حمو أنّ "الاغتيالات المركزة ضد مسؤولي حماس لم نشهدها منذ سنوات طويلة، باستثناء حصول ذلك في عمليات عسكرية في غزة".
وتابع: "ليس عبثاً أنّ صالح العاروري، الرقم الثاني في قيادة حماس، والشخصية الأقوى والأهم اليوم، هو المطلوب رقم واحد لإسرائيل".
كما أنّه "ليس عبثاً تركه تركيا وانتقاله إلى لبنان، لأنّه يشعر هناك، تحت جناح حزب الله في ضاحية بيروت، بأنّه آمن جداً".
وأوضح أنّ "قضية الاغتيالات هي الشغل الشاغل في الأيام الخمسة الأخيرة، وخصوصاً بعد كلام نتنياهو اليوم الذي حظي بأصداء كبيرة".
وأضاف أنّ "حماس أطلقت تهديدات مفادها أنّ إسرائيل إذا عادت إلى سياسة الاغتيالات سواء في قطاع غزة أو في الخارج، فإنّ هذا سيؤدي إلى فتح حرب شاملة في العديد من الجبهات، مع تلميح إلى جبهة لبنان عبر حزب الله".
وفي السياق، قال الإعلام الإسرائيلي إنّه "في إسرائيل يوجد فهم بأنّ اغتيال العاروري معناه حرب شاملة في عدّة ساحات".
العاروري يظهر بالزي العسكري
وعقب تصريحات نتنياهو وتهديده باغتياله، انتشرت صورة لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري مرتدياً الزي العسكري وأمامه بندقيته.
وفي السياق، أكّد المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، اليوم الأحد، أنّ تهديد الاحتلال باغتيال قادة المقاومة "ورقة ليست جديدة"، ولكن لن "ينجح الاحتلال في تحقيق أهدافه".
وفي تصريحٍ للميادين، حمّل القانوع الاحتلال مسؤولية أي حماقة قد يرتكبها لأنّها "ستُفجر المنطقة بأكملها"، مؤكّداً أنّ "الرد على أي حماقة سيكون غير مسبوق ".
وفي وقتٍ سابق اليوم، أكّدت حركة "حماس"، أنّ تهديدات نتنياهو، باغتيال العاروري وقادة المقاومة هي "تهديدات جوفاء، لم ولن تنجح في إضعاف المقاومة".
وأضافت الحركة في بيان أنّ "العاروري وإخوانه جميعاً وشعبنا الفلسطيني الصامد المرابط، الذي قدم قافلة طويلة من الشهداء، ماضٍ بعزم ويقين في مقاومة الاحتلال حتى استعادة كل الحقوق المشروعة لشعبنا، وعلى رأسها حرية القدس والمسجد الأقصى المبارك".
وأكّدت "حماس" أنّ "على العدو الصهيوني المرتبك بفعل ضربات المقاومة أن يعي أنّ أي مساس بقيادة المقاومة سيواجَه بقوة وحزم".
الاحتلال لا يقلّل من شأن العاروري
وبالتزامن، تحدّث موقع "زمان إسرائيل" عن تردد اسم صالح العاروري كثيراً في الآونة الأخيرة، "ليس فقط في أروقة المؤسسة الأمنية، بل أيضاً في وسائل الإعلام العالمية، وخاصة في وسائل الإعلام العربية".
وبحسب الموقع، فإنّ العاروري يُعدّ "شخصية مركزية في حماس لأسباب ليس أقلها الكاريزما التي يتمتع بها وحنكته"، لافتاً إلى أنّ "مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية لا يقللون من شأنه على الإطلاق".
وأشار إلى أنه "في نهاية الأسبوع الماضي، أجرى العاروري مقابلة طويلة مع قناة الميادين، حيث، إلى جانب تحليل مثير للاهتمام للغاية للسياسة الإسرائيلية في استخدام القوة في الضفة الغربية، أطلق تهديدات صريحة للمستوى السياسي في القدس".
وأكد الموقع أنّ أسوأ ما في المقابلة من وجهة النظر الإسرائيلية هو "الإشارة الصريحة إلى توحيد الساحات".
وكان العاروري قد أكّد، في حوارٍ خاص بالميادين، الجمعة، أنّ تكرار الاحتلال الإسرائيلي التهديد باغتياله لن يترك أثراً أو تغييراً، مُشدّداً على أنّ المقاومة في الضفة الغربية ستتعزّز وتتمدّد وتزداد تأثيراً.
"التهديدات الإسرائيلية لا تغيّر في قناعاتي ولا في موقفي ولا في مساري قيد أنملة".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 25, 2023
نائب رئيس المكتب السياسي لحركة #حماس الشيخ #صالح_العاروري في #حوار_خاص مع #الميادين#فلسطين pic.twitter.com/WeBf4mf9tJ
ولفت العاروري إلى أنّ تمدّد المقاومة إلى سائر مناطق الضفة الغربية يمثّل "كابوساً للاحتلال، ويسبّب له هستيريا وتوتراً وخوفاً"، مؤكّداً أنّ المقاومة تحبط سياسات الاستيطان والتوسّع في الضفة الغربية، والتي تعتمدها حكومة الاحتلال الفاشيّة، وأنّها، عبر تمدّدها، ستجبر الاحتلال على الفشل والتراجع".
وفي وقتٍ سابق، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود خشية من رد من قطاع غزة، أو من لبنان، إذا تم المسّ بشخصيات كبيرة من حركة "حماس" في لبنان.
وهذه الخشية الإسرائيلية مردّها إلى ما ذكره الأمين العام لحزب الله، السيد نصر الله، في خطاب "يوم القدس العالمي"، منتصف نيسان/أبريل الفائت، حين هدد بأنّ "أي حدث أمني يستهدف أي أحد في لبنان، ستردّ عليه المقاومة بالحجم والطريقة الملائمين من دون تردد".
وأكّد السيد نصر الله حينها أنّ "تهديدات العدو لا تؤثر فينا على الإطلاق، بل تزيد فينا عزماً وقوةً على المحافظة على ما أنتجه ميزان الردع على حماية لبنان، وعلى مواجهة أي اعتداء أو عدوان يمكن أن يستهدف أحداً في لبنان، من دون تردّد، إن كان لبنانياً، أو فلسطينياً، أو إيرانياً، أو سورياً، أو أي أحد مقيم بلبنان، وموجود في الأرض اللبنانية، كمقيم أو كضيف".