إعلام إسرائيلي عن مكتب نتنياهو: بات شخصية غير مرغوب فيها في واشنطن
وسائل إعلام إسرائيلية تكشف أنّ مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يعتقد أنّ الأخير "بات شخصية غير مرغوب فيها في البيت الأبيض"، مستشهدةً بعدم دعوته حتى الآن إلى زيارة واشنطن.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم السبت، أن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعتقد أنّ الأخير "بات شخصية غير مرغوب فيها في البيت الأبيض".
وقالت موريا وولبرغ، مراسلة الشؤون السياسية في "القناة الـ13" الإسرائيلية، إنّ "مصدراً سياسياً تحدث أمس إلى إحدى الشخصيات، التي ترافق نتنياهو في رحلته إلى روما، وتمّ سؤال هذا المرافق عن السبب خلف عدم دعوة الأخير إلى البيت الأبيض" حتى الآن.
وأوضح المصدر لوولبرغ أنّه "بعد الإصرار على السؤال وربطه بالتعديلات القضائية، وعدم الاكتفاء بالإجابة الأولية بأنه يوجد عدة أسباب لذلك، قال المصدر المقرّب إلى نتنياهو، إنّه يجب عليكم أن تسألوا الأميركيين عن سبب عدم دعوة نتنياهو حتى الآن إلى واشنطن".
وأكدت مراسلة "القناة الـ13" أنّ "هذا الجواب يشير إلى أنّ مكتب رئيس الحكومة يعتقد أيضاً أن نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها في البيت الأبيض".
والأسبوع الفائت، أفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّ "الأميركيين يبحثون في إصدار قرار يقضي بمنع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من زيارة الولايات المتحدة"، على خلفية الاتهامات الواسعة له بالعنصرية والإرهاب، ولا سيما بعد دعوته خلال الأيام السابقة إلى "محو قرية حوارة في نابلس من الوجود".
وأجبر ذلك سموتريتش على الاعتذار عدة مرات بسبب هذه الدعوة، التي جاءت في الأصل تعبيراً عن تضامنه مع قطعان من المستوطنين هاجمت القرية الفلسطينية، بحماية من قوات الاحتلال مطلع الشهر، وأحرقت عشرات المنازل والسيارات، وأدّت إلى سقوط شهداء وجرحى فلسطينيين.
الاحتجاجات تعمّ الكيان
يأتي ذلك في وقت خرجت تظاهرات ضخمة شارك فيها نحو 200 ألف من المستوطنين في "تل أبيب" وحدها، احتجاجاً ضدّ خطة التعديلات القضائية، التي تريد إقرارها حكومة بنيامين نتنياهو، للسبت العاشر على التوالي، بينما يتجمّع عدد مماثل من المتظاهرين في عدة مدن رئيسة أخرى.
وأكّد الإعلام الإسرائيلي أنّ "الاحتجاجات، للأسبوع العاشر على التوالي ضد الحكومة الحالية، تستمرّ في حالة تصاعد"، كاشفاً أنّ " أكثر من سبعين مظاهرةً تم تأكيدها اليوم من كريات شمونة الى إيلات"، ولفت إلى أنه "على الرغم من أنّ المظاهرات دخلت الأسبوع العاشر، فإن الناس هنا يستمرون في استعراض القوة".
اقرأ أيضاً: لماذا يظهر سلاح الجو الإسرائيلي كأبرز المعترضين على التعديلات القضائية؟
الانقسام السياسي الداخلي يزداد حدةً
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لـ"القناة الـ12" الإسرائيلية، إنه لا يريد دماً في الشوارع، لكنه لا يريد فوضى أيضاً، واصفاً المحتجين، الذين يقطعون الطرقات، بأنهم "فوضويون"، وأنّ تصرّفاتهم "غير مقبولة".
بدوره، أكّد الرئيس الأسبق لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيهود باراك، أنه "يؤيد عدم الانصياع المدني للتعليمات"، وأضاف: "من يلعب بالنار هنا هو نتنياهو"، بينما حذّر طيارون في سلاح جو الاحتلال من أنه "في حال إقرار القانون، فإنّ ذلك يعني أنّ حكومة نتنياهو حولت النظام السياسي الإسرائيلي إلى ديكتاتورية".
وفي تصريح يعكس مدى حدة الانقسامات في كيان الاحتلال، علّق المستشار القانوني السابق لحكومة الاحتلال، أفيخاي مندلبلبيت، على المظاهرات، بأنه "يفضّل التصادم على تسوية سيئة ستظهر نتائجها السيئة خلال أشهر"، وأكّد أنّ "ما يحدث يمسّ أسس النظام الأساسي الإسرائيلي"، مؤكداً أنّ "الهدف (الذي يريده نتنياهو) هو أن يكون هناك قضاة تابعون لائتلاف نتنياهو، ومدّعون عامون وشرطة تابعون لنتنياهو وائتلافه".
View this post on Instagram
وتحوّلت المظاهرات، التي بدأت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعشرات آلاف المستوطنين، إلى مظاهرات ضخمة ضد سعي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإقرار تعديل قانوني يُضعف سلطات القضاء، في مقابل تعزيز سيطرته على مفاصل مؤسسات الكيان، ومنها الأمنية والعسكرية.
وتشكّل الأزمة الحالية في "إسرائيل"، والتي لا تقف عند حدود الانقسام السياسي، محنةً لم يعتَد الاحتلال على التعامل مع مثيلاتها سابقاً، إذ لم يسبق أن شهد حركة اعتراض واسعة ضدّ حكومة تقودها إحدى الشخصيات السياسية الإسرائيلية الأساسية، مثل نتنياهو.
كما لم تقتصر المظاهرات على فئات أو جماعات محددة، بل اتسعت رقعتها الجغرافية بصورة كبيرة، وصولاً إلى تنظيم احتجاجات فيما يقارب 100 موقع وشارع وساحة في فلسطين المحتلة.
وترفع المظاهرات الحالية شعارات تكتسب تلقائياً تأييداً دولياً واسعاً، إذ إنها تطالب بمحاكمة نتنياهو في قضايا فساد، كما ترفع شعارات تطالب بفصل السلطات، الأمر الذي يفاقم الضغط الدولي عليه.