أوكرانيا تُشيد بـ"جهود روسيا والدول الغربية" في نزع فتيل الأزمة
على خلفية المباحثات الأميركية الروسية التي جرت في جنيف أمس، الرئاسة الأوكرانية ترحّب بجهود موسكو والدول الغربية في خفض منسوب التوتر فيما يخص أزمة أوكرانيا.
رحّبت الرئاسة الأوكرانية، اليوم الثلاثاء، بـ"جهود" الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وروسيا، والهادفة إلى خفض منسوب التوتر بشأن أوكرانيا، في إطار سلسلة من المحادثات بين موسكو والدول الغربية خلال الأسبوع الراهن.
وقال الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية، سيرغي نيكيفوروف، في تصريحٍ مصوّر إنه "لا يسعنا إلاّ أن نُشِيد بالنيّات والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا وحلف شمال الأطلسي بغية خفض التوترات، وحلّ كل المسائل المشتركة حول طاولة المفاوضات".
وطالبت موسكو بضمانات أمنية واسعة من واشنطن ومن دول حلف شمال الأطلسي، بينما تُصرّ على أنها تلقّت في السابق تعهداً مفاده أن حلف شمال الأطلسي لن يتوسّع ليضم أوكرانيا وجورجيا.
وبعد محادثات في جنيف، أمس الإثنين، اتفق المسؤولون الروس والأميركيون على مواصلة الحوار، من دون تسجيل أي اختراق يُذكَر.
وقال نيكيفوروف في تصريحه "نثق بشركائنا وبتصريحاتهم بأن أي قرار بشأن مصير أوكرانيا لن يُتَّخَذ من دوننا".
وأكد أنّ كييف "تريد حل النزاع" في شرق يالبلاد بين قواتها و"انفصاليين" مؤيدين لموسكو "في أقرب وقت ممكن، وبالوسائل السلمية بصورة خاصة".
كييف: موسكو لا تملك حق التصويت على انضمام أوكرانيا إلى الأطلسي
وأكد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، اليوم، أنّ روسيا "لا تملك حق التصويت" بشأن انضمام محتمل لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، في حين تطالب موسكو بضمانات بعدم توسيع الحلف في اتجاه حدودها.
وقال كوليبا لموقع "رب سي - أوكرانيا"، عشية اجتماع يضم ممثلين روساً ومن حلف الأطلسي في بروكسل، إن "روسيا لا تتمتع بحق التصويت بشأن عضوية أوكرانيا في حلف الأطلسي. هذا خط أحمر لن يتم تخطيه من جانب أوكرانيا، ولا من جانب حلفائنا" الغربيين.
وأضاف أن "الغرب لن يقبل منح روسيا ضمانات قضائية بشأن عدم توسيع الحلف نحو الشرق، لأنّ ذلك بمثابة فشل استراتيجي له".
واتَّهم روسيا بإجراء هذه المحادثات بهدف "رفع مستوى مطالبها إلى أبعد الحدود، وعرض مطالب غير مقبولة منذ البداية".
ويتهم الأميركيون والأوروبيون موسكو بتحضير هجوم ضد جارتها أوكرانيا، حليفة الغرب. وتؤكد موسكو، من جهتها، أن انتشار عشرات آلاف الجنود الروس عند الحدود الأوكرانية كان بمثابة رد فعل على تنامي وجود حلف الأطلسي فيما تعتبره موسكو منطقة نفوذها.
وتعتبر أوكرانيا أن أي محادثات بشأن "الضمانات الأمنية في المنطقة الأورو - أطلسية يجب أن تبدأ بخفض روسيا التصعيد الأمني قرب الحدود الأوكرانية"، وفقاً لقول كوليبا.
وأشار إلى أنّ "أمن المنطقة الأورو - أطلسية لا يمكن أن يتحقق ما دامت أوكرانيا في خطر".
ويطالب الروس بتوقيع معاهدات تمنع أي تمدد مقبل للحلف وإنهاء العمليات العسكرية الغربية على طول الحدود الروسية، مهددين بذلك الهيكلية الأوروبية الأمنية المبنية عقب الحرب الباردة، عندما انضمت عدة دول، كانت جزءاً من الكتلة الشيوعية السابقة، إلى الحلف الأطلسي.
ويعتبر الأميركيون والأوروبيون هذه المطالب غير مقبولة، لكنهم يقولون إنهم مستعدون لمناقشة حلول مع الروس من أجل إيجاد مخارج للتوترات، وتجنُّب صراع مسلح جديد في أوكرانيا، بصورة محدَّدة.