أمير عبد اللهيان: لا أميركا ولا "إسرائيل" قادرتان على القضاء على حماس والمقاومة
وزير الخارجية الإيراني يقول، على هامش الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين، إنّ "إسرائيل" ارتكبت جرائم حرب في غزة، ويدعو إلى ضرورة محاكمة المجرمين في المحاكم الدولية.
دعا وزير الخارجية الإيراني، حسین أمیر عبد اللهیان، المنظمات الدولية إلى "أداء دور في التعامل مع الجرائم، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدّت إلى استشهاد نحو 16200 فلسطيني، مشدداً على ضرورة "محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية".
ودان أمير عبد اللهيان، خلال کلمته في الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين في موسكو، جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وقدّم اقتراحات من أجل وقف هذه الجرائم، وحلول تهدف إلى تطوير التعاون بين الدول المطلة على هذا البحر.
ورأى وزير الخارجية الإيراني أنّ مبادرة الدول المطلة على بحر قزوين ويقظتها مهمتان فيما يتعلق بالتطورات في فلسطين، مشيراً إلى أنّ "الأوضاع في غزة تحولت من أزمة إلى كارثة إنسانية كبيرة".
وأضاف أمير عبد اللهيان أنّ "إسرائيل أعلنت، في بداية الحرب، أنها لا تسعى لتغيير التركيبة السكانية لغزة، أو تهجير شعبها قسراً"، مؤكّداً أنّ "سلوك إسرائيل يُظهر أنها، منذ البداية، خططت من أجل تهجير سكان غزة إلى صحراء سيناء المصرية، لكنها لم تعلن ذلك بسبب الضغوط الدولية"، معرباً عن اعتقاده أنّ "موقف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، صريح، ويرفض التهجير" لسكان غزة.
وأشار إلى أنّ أكثر من 60 في المئة من سكان شمالي غزة رفضوا النزوح جنوباً، على رغم القصف الشديد الذي تعرّضوا له، مشدداً على ضرورة "الاهتمام بالتطورات في غزة على أساس أنّ انعدام الأمن في أي نقطة من منطقتنا يترك تأثيره في الأمن في مناطق أخرى".
ورأى وزير الخارجية الإيراني أنّ ما قام به الاحتلال فی عدوانه على غزة يشكل جريمة حرب، ويتناقض مع المبادئ والقوانين والحقوق الدولية، كما أنه يستدعي المتابعة ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم.
اقرأ أيضاً: حصيلة شهداء غزة تتجاوز 16200 بينهم أكثر من 7 آلاف طفل
ومن أجل إجبار "إسرائيل" على وقف الاعتداءات الدموية على قطاع غزة والضفة الغربية، اقترح أمير عبد اللهيان "وقف تصدير البضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحظر استيراد البضائع التي تصنعها إسرائيل"، مشدداً على "ضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وتقریر مصیره".
كما شدد على ضرورة "الاعتراف بحركة حماس منظمة تحريریة، وتشكيل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلی فلسطین".
وبالنسبة إلى الدور الأميركي في حرب غزة، قال أمير عبد اللهيان إنّ الولايات المتحدة أوفدت أخيراً شخصاً يدعى بريت مكغورك (منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمالي أفريقيا)، إلى المنطقة، وكلفته مهمة تقديم مبادرات لإدارة غزة في فترة ما بعد حماس، معرباً عن سخريته من أنّ "الولايات المتحدة تظن أن في إمكانها اتخاذ القرار بشأن مستقبل غزة نيابةً عن الشعب الفلسطيني".
وتوجّه وزير الخارجية الإيراني إلى واشنطن قائلاً إن "على الأميركيين أن يعرفوا أنّ حماس اليوم في ذروة قوتها، وأنهم عاجزون عن القضاء عليها"، مؤكداً أنه "وفق ما سمعناه من قادة المقاومة، فالمقاومة قادرة على تحمل الوضع الراهن أشهراً طويلة، وفي إمكانها مواصلة هجماتها على المحتلين"، وأنّ "الحرب لن تثمر للصهاينة".
وأكد أن "لا أميركا ولا "إسرائيل" قادرتان على القضاء على حماس والمقاومة".
ونصح أمير عبد اللهيان الأميركيين، عبر قوله: اتركوا فلسطین للفلسطينيين، ولا تسببوا هزيمة مدوية أخرى لبلدكم عشية الانتخابات".
وفي وقت سابق اليوم، أكّد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنّ "ما يحدث اليوم من إبادة جماعية ومجازر بحق أطفال غزة مؤسف للبشرية جمعاء، ولا سيما لزعمي حقوق الإنسان"، مؤكّداً أنّ "دماء الأبرياء الفلسطينيين ستُنهي حكم الاحتلال، وسنشهد انتصار فلسطين".
وأعلن رئيسي، أمس الاثنين، أنّه بحث مع نظيره الكوبي، ميغيل دياز كانيل، في ملف "القضية الفلسطينية وسبل دعمها"، مندداً بـ"الدعم الأميركي لكيان الاحتلال، وعجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان".
وشدّد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أمس، خلال لقائه الرئيس الكوبي على أنّه "يجب استغلال قدرات إيران وكوبا لتشكيل تحالف وائتلاف بين الدول التي ترفض الإملاءات والغطرسة الأميركية، ولديها موقف واحد تجاه سياسات واشنطن".