أمير عبد اللهيان للميادين: لن نتقبل أي نفوذ إسرائيلي في الخليج

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يجري حواراً خاصاً مع الميادين، ويتناول العديد من المواضيع الإقليمية والدولية، بما فيها الاتفاق النووي الإيراني.

  • أمير عبد اللهيان:
    وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الجمعة، إنّ "كل الأطراف في المنطقة ستربح" في حال التوصل إلى اتفاق في فيينا.

وأضاف أمير عبد اللهيان، خلال حوار خاص مع الميادين، أنّ بلاده اقتربت من نقطة التوافق في المفاوضات النووية، لكن "ما هو مهم بالنسبة إلينا هو كيفية رفع العقوبات والضمانات".

وأضاف أنّ الولايات المتحدة حاولت مرات عدة، خلال الأسابيع الأخيرة، البدء بتفاوض مباشر مع طهران حول المواضيع العالقة، معقّباً: "إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جدية، فعليها أن تظهر حسن النية قبل التفكير في التفاوض المباشر".

وفي سياق متصل، أعلن أمير عبد اللهيان أنّ طهران أبلغت الجانب الغربي بأنّ على الأميركيين "إثبات حسن النية من خلال إلغاء إحدى العقوبات المفروضة" على إيران.

وأوضح أمير عبد اللهيان أنّه في الأسابيع الأخيرة كانت هناك مساعٍ  ومحاولات عديدة من قبل واشنطن كي تكون لهم مفاوضات مباشرة مع الجانب الإيراني حول بعض القضايا العالقة، وهناك ملفّ عالق فيما يتعلق بكيفية رفع العقوبات الحصول على الضمانات الاقتصادية اللازمة لنا كي لا يُعيد الأميركان العقوبات مرة ثانية وكي لا يخرجوا من الاتّفاق النووية مرة أخرى، كما تعلمون المشاريع التي ستُنفَّذ بعد التوافق يمكن بين لحظة وأخرى يمكن أن يعودوا عن هذه المشاريع، وكما تعلمون مثل هذه المشاريع تحتاج لوقت طويل، ولذلك نحن علينا أن نحصل على هذه الضمانات. 

وأفاد بأنّ هناك عقوبات على أشخاص وعلى مؤسسات وعلى مؤسسات حكومية كالحرس الثوري الإيراني، ونحن نتحدث حول هذه المستويات كلها ولكن الطرف الأميركي في العام 2015 كان ميّالاً ومتعطّشاً أن بعد الاتّفاق النووي أن يحصل على اتّفاقٍ  إقليمي يتناسب مع الإرادة الأميركية معنا، حتى أنهم كانوا يشجّعون ممثليهم الأميركان أنه بعد الاتّفاق النووي اعملوا على الوصول الى اتّفاق إقليمي مع الجانب الإيراني، طبعاً أخيراً حصل تبادل رسائل بيننا وبين الجانب الأميركي ولكننا أعلنّاها بصراحة بأنّ تبادل الرسائل هدفها رفع العقوبات عن إيران، وما تمّ الاتّفاق عليه سابقاً في الاتّفاق النووي علينا أن نعود إليه، أما الحوار حول القضايا الاقليمية فهو أمرٌ خاصٌ بأهل المنطقة، لأننا نعتقد أنّ الحوارات حول المنطقة يجب أن تتم بين أبناء المنطقة نفسها، وأبناء المنطقة هم أنفسهم ووحدهم من يقررون مصير منطقتهم، ونحن نعارض أن يقوم الطرف الأميركي بتقرير مصير منطقتنا. 

وقال الوزير الإيراني إنّه سافر إلى موسكو، والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، بهدف الحصول على توضيحات بخصوص المطالب الروسية المتعلقة بالاتفاق النووي، موضحاً أنّ موسكو أبلغت بلاده بأنّها "ستدعم الاتفاق النووي لحظة الوصول إليه".

وأكد أنّ إيران تعمل على الوصول إلى اتفاق "جيد وثابت ومستقر، شرط عدم تجاوز الخطوط الحمر"، مشدداً على أنّ "الكرة الآن في ملعب الأميركيين".

كذلك، أشار إلى أنّ الطرف الأميركي كان "متعطشاً" للتوصل إلى اتفاق إقليمي في العام 2015، بعد توقيع الاتفاق النووي، إلا أنّ طهران "عارضت قيام الطرف الأميركي بتقرير مصير المنطقة".

وبين أمير عبد اللهيان أنّ الأميركيين حاولوا التواصل مع إيران بشكل مباشر، نحن في شكٍّ من مبادراتكم، ونحن فيما يتعلق بالحوار المستقيم مع الجانب الأميركي سوف ندفع أثمان باهظة، لنفرض أننا مثلاً قمنا بمفاوضات مباشرة ما الأفق الذي نتوقعه؟ هل سيحدث أمرٌ خارج ما نعمل عليه من اتّفاقات؟ طبعاً سوف يكون ضمن ما نعمل عليه الآن للوصول الى اتّفاقات.

وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّه إذا كان الرئيس جو بايدن لديه حسن النية فعليه أن يثبته عملياً، قبل الوصول الى أي اتّفاق وقبل التفكير بالحوار المباشر الإيراني الأميركي. سؤلنا ما هي المبادرات التي يجب أن يقوم بها الجانب الأميركي في هذا الخصوص؟ فكان جوابي في نيويورك أنّ إحدى الخطوات هي تحرير  عشرة مليارات دولار مجمّدة في البنوك الأميركية وإلغاء العقوبات المفروضة على إيران.

وأكد الوزير الإيراني أنّ السياسة الخارجية لإيران "ثابتة لجهة استقلالها السياسي وعدم التبعية للغرب والشرق ولسنا تابعين لا لأميركا ولا لروسيا ونحن لا نقبل التبعية لأي منهما"، قائلاً إنّ حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "تنتهج الدبلوماسية الذكية والانفتاح والتعاون الفعال مع الدول كافة وهذا هو نموذج سياستنا الخارجية الذي نعمل عليه".

وأكد أمير عبد اللهيان أن "الأصول ثابتة" في سياسة بلاده الخارجية، لكن "قد تكون هناك اختلافات في المقاربات بين حكومة وأخرى".

وعن موضوع الأصول في السياسة الخارجية، قال أمير عبد اللهيان إننا نعمل على سياسة خارجية فعالية ومتوازنة وتقوم بالأولوية على علاقات جيدة مع دول الجوار والاقليم، أما الأولوية الثانية هي دول آسيا ولكن مع ذلك كله فإننا نعمل على خلق علاقات طيبة مع كافة دول العالم في القارات الخمس من خلال المحافظة على علاقاتنا الفعالة، وكلّما وُجدَت الأرضية في هذا المجال فإننا نعمل في هذا المجال.

وأوضح أمير عبد اللهيان أنّ حواراته مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كانت حوارات جيدة وبنّاءة، مضيفاً أنّه "حينما نلتقي بنصر الله فإنّنا نستفيد مما يتمتّع به من خبرة وتحليلٍ عالٍ  للقضايا والتحولات، وما يطرحه سماحته من قضايا وما يقدّمه من استشاراتٍ لنا هي حقيقةً مفيدةٌ للغاية وقيّمةٌ للغاية".

وفيما يتعلق بقضايا العالم الإسلامي سمعنا تحليلات السيد نصر الله وكانت أفكاره مهمةً جداً، وكذلك تحدثنا وسلّطنا الضوء على الموقف الضعيف للكيان الصهيوني، بالرغم من تظاهرهم أنهم في الموقف الأقوى إلا أننا نؤكّد أن الكيان الصهيوني في أسوأ وضعٍ في المنطقة. وما سمعناه من سماحة السيد قائمٌ على معلومات وتقييمات من داخل الكيان الصهيوني.

ووصل وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان، أمس الخميس، للقاء رؤساء السلطات الثلاث، كما التقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وأطلعه على نتائج محادثات فيينا ومسألة رفع العقوبات، وفق ما ذكر في المقابلة. 

"لن نتقبل أي نفوذ إسرائيلي في الخليج"

وبشأن موقف الاحتلال الإسرائيلي من المفاوضات النووية، قال أمير عبد اللهيان إنّ "إسرائيل في موقف ضعيف جداً الآن، وتعاني من مشاكل كثيرة"، مشيراً إلى أنّ عملية "سيف القدس" شكّلت "تحولاً كبيراً أثبت ضعف المجتمع الإسرائيلي وهشاشته".

وعلّق وزير الخارجية الإيراني على اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد ورئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت في شرم الشيخ، بالقول إنّ "أي لقاء مع أي مسؤول إسرائيلي خيانة للقدس وفلسطين".

وأضاف: "في علاقاتنا الطيبة مع الإمارات، لا ننسى خطوطنا الحمر في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية"، مؤكداً أنّ إيران "لن تتقبل أي نفوذ إسرائيلي في الخليج، والشعوب سترفض التطبيع".

وتابع أمير عبد اللهيان أنّ "الكيان الصهيوني الآن في موقف ضعيف جداً، الإسرائيليون يعملون من خلال الدعايات الإعلامية والمسرحيات الإعلامية بأنهم موجودون على الساحة، ولكن في الحقيقة والواقع الكيان الصهيوني يعاني من مشاكل كثيرة، علينا ألا ننسى بأن عمليات سيف القدس كانت تحوّلاً كبيراً أثبت ضعف وهشاشة المجتمع الإسرائيلي، وكما أنه قبل عدة أيام ما حدث في القطاع في الضفة الغربية أثبت هشاشة المجتمع الاسرائيلي، الإسرائيليون في سعيهم لتطبيع علاقاتهم مع بعض الدول العربية كالإمارات مثلاً يحاولون من خلال هذا التغطية عى نقاط ضعفهم ومشكلاتهم التي يواجهونها".

واعتبر أمير عبد اللهيان أنّ "الاجتماع الأخير في شرم الشيخ خيانةٌ لقضية القدس وقضية فلسطين، والإسرائيليون عليهم أن يخرجوا من الخليج وسيُثبت التاريخ قريباً بأنّ الخليج ومنطقتنا لن تتقبّل أي نفوذ إسرائيلي".

وقال أمير عبد اللهيان إنّ الإسرائيليين عاجزون من خلال مسرحياتهم تلك أن يغطوا على ضعفهم فالمقاومة الفلسطينية ومقاومة شعوب المنطقة هي التي ستقف حائلاً أمام تطبيع علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني، والصهاينة ليس لهم خيار سوى الرجوع الى الحصون والقلاع التي بنوها.

وحول عودة العلاقات العربية مع سوريا، قال أمير عبد اللهيان إنّ اعتراف هذه الدول بـ"سياساتها الخاطئة" تجاه سوريا "أمر مهم"، معتبراً أنّ لقاء شرم الشيخ، بعد زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات مباشرة، "لم يكن أمراً جيداً".

وأضاف أنّ إيران ترحّب بتقوية العلاقات السورية مع دول المنطقة وكافة دول العالم، مثلاً منذ عام 2011 أكثر من 100 دولة وقفت ضد الحكومة السورية الآن نجدهم واقفين طوابير كي يلتقوا بالدكتور بشار الأسد، وهذا يدل على أن تلك الدول كانت سياسات خاطئة، واعترافهم بهذا هو أمر مهم جداً.

العلاقات السعودية-الإيرانية والملف اليمني

وقال وزير الخارجية الإيراني إنّ العلاقات الإيرانية-السعودية "تواجه مشاكل وتحديات ونحن نعتقد أننا لسنا السبب في هذه العلاقات مع العربية السعودية ومن خلال الأدوار الأربعة للحوارات التي قمنا بها، الحوارات المباشرة مع المملكة العربية السعودية في بغداد وبحضور الجانب العراقي، كانت لدينا حوارات ومحادثات مع الطرف السعودي وأعلنّا أننا على استعداد لعقد جولة خامسة من هذه الحوارات، طبعاً من الجانب السعودي لم نجد أن هناك تطوراً في هذا الحوار، وفي المقابل كنّا نسمع من الطرف السعودي أقوالاً متضاربة، مثلاً قبل فتر محددة الأمير محمد بن سلمان طرح تصريحات بعضها كانت جيدة ولكن في المقابل سمعنا أصواتاً أخرى ليست جيدة"، مضيفاً: "نعمل جاهدين على إبقاء باب الحوار مفتوحاً ولكن السعوديون لا يريدون علاقات طيبة مع إيران".

وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّ "بعض السلوكيات المتناقضة وغير المناسبة من جانب السعودية تؤثر في العلاقات. ومن بين هذه السلوكيات إعدام 81 شخصاً".

ولفت إلى أنّ السعودية "هي التي بادرت سابقاً إلى قطع العلاقات مع إيران"، متابعاً: "لدينا عتب وملاحظات على سياسات السعودية، لكننا لم نقطع علاقاتنا معها".

وذكّر أمير عبد اللهيان بأنّه "قبل أقل من شهر كان الرئيس الإيراني في قطر وفي الفترة المقبلة سوف يزور عمان أيضاً، إنّ علاقاتنا متينة ومتوازنة مع الكويت والامارات أيضاً، وبعض دول المنطقة أيضاً، وكذلك علاقاتنا مع العراق وسوريا ولبنان هي علاقات طيبة، وهذه هي دول عربية. إذاً العالم العربي ليس مختصراً بالسعودية فقط، وعلاقاتنا مع الدول العربية متوازنة وقوية".

فيما بتعلق بالحج كذلك تحدثنا مع الجانب السعودي وهناك خطوات تمّ انجازها، وأعتقد أننا نستطيع أن نوسّع هذا المجال سواءً في الحوار أو بفتح مزيد من الخطوات.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع السعودية، قال أمير عبد اللهيان: "أنا أقرّ وأقول إنّ السعوديين لا يريدون علاقات طيبة معنا، هم قطعوا العلاقات معنا، ونحن لا ننسى بأنه في إحدى الفترات 460 حاجاً إيرانياً استُشهدوا في حادثة منى في الحج، وحوالى عشرة آلاف حاج من مختلف دول العالم قد استُشهدوا في حادثة منى، نحن سألنا الجانب السعودي عن السبب الذي أدى لوقوع هذه الكارثة والفاجعة وأجابونا بعد أشهر لأننا فقط للحظة فقدت الشرطة السعودية السيطرة وأدى ذلك الى مقتل عشرة آلاف حاج مسلم منهم 460 حاج إيراني، في مقابل السفارة السعودية في طهران حينما قُطعَت عنق الشيخ النمر فإن السعوديين كانوا يعلمون أن بهذا العمل فإن الرأي العام الإيراني لن يتحمل مثل هذين الأمرين، مقتل 460 حاجاً إيراني هذا الأمر لا يمكن أن يتقبله الرأي العام الإيراني، وبالتزامن تمّ إعدام الشيخ النمر، وفوق ذلك كانت هناك حملة إعلامية شديدة من قبل السعوديين على إيران".

وأضاف أنّهم "كانوا يدّعون ويتبجّحون بأنهم يريدون أن يطيحوا بإيران، وكان هذا الكلام صدىً لما كان يتبجّح به ترامب، في ظل هذه الظروف طبعاً ليس من الغريب أن يتجمّع الإيرانيون أمام السفارة السعودية، وكان من المتوقع للحظة أن تخرج الأمور عن السيطرة وكل ما حدث من نتيجة أنه تمّ إلقاء مادّة حارقة على الطابق الأول من السفارة السعودية دون أن يتعرّض أحد من السعوديين للأذى في السفارة السعودية، إلا أننا تفاجأنا أنّ السعوديين بادروا سريعاً إلى قطع علاقاتهم مع إيران". 

وأردف قائلاً: فيما يتعلق بالمنطقة والعالم الإسلامي، نعم لدينا ملاحظات وعتب على السياسات السعودية، ولكننا لم نقطع علاقاتنا معها، ونحن نعتقد أننا كدولتين جارتين نستطيع من خلال علاقاتنا الطبيعية أن نُقيم علاقات لخدمة شعبينا وخدمة الشعوب المسلمة في المنطقة.

 وفي ما يخص الشأن اليمني، قال أمير عبد اللهيان إنّ ربط كل ما يحصل في اليمن بإيران هو تقييم "غير صحيح" وخاطئ، مضيفاً أنّ روح الشعب اليمني ومقاومة الشعب اليمني هذا الأمر مترسّخٌ لديهم فمثلاً إذا كان اليمنيون الآن يدافعون عن سيادتهم هذا الأمر خاص باليمنيين ولا شأن لنا به، ولكننا في المقابل نرحّب بتوّقف الحرب ونرحّب بوقف الحصار ونرحّب بأي حوار بين الأطراف اليمنية، نحن نرحّب بهذه الأمور، وفي أي مجال نستطيع أن نساهم في وقف الحرب ورفع المعاناة الإنسانية فإننا لن نقصّر في ذلك، وكذلك لن نقصّر في إعادة اليمنيين إلى طاولة الحوار لأننا كدولة مهمة في المنطقة وصديقة لكافة دول المنطقة نستطيع أن نقوم بدورنا في هذا الجال ولن نقصّر في ذلك.

وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّ طهران أبلغت الرياض بأنّ "الوضع في اليمن خاص بالشعب اليمني الذي يعود إليه القرار بشأنه".

"نرحّب بتعزيز العلاقات مع مصر"

أما في ما يتعلق بمصر، قال أمير عبد اللهيان إنّ جمهورية مصر هي دولة كبرى ولها دورٌ مهم في العالم العربي، وحتى لو لم يكن لها دور في العالم العربي والإسلامي إلا أنّ لها من المكانة مؤثرة، ونحن نعرف بأنّ هناك علاقات عميقة تجمع الشعبين الإيراني والمصري، وهذه العلاقات عريقة سواءً من الناحية الدينية والعقائدية، وفي السنوات الأخيرة حدثت تحولات وتطورات في مصر بدءاً من الصحوة الإسلامية حتى التطورات الأخرى في الشارع المصري، مضيفاً أنّه "ما حدث في مصر مؤخراً بعد الربيع العربي نحن لم نكن سعداء كثيراً في ما حدث، ولكن بعد وصول الرئيس السيسي إلى الحكم وكنتُ آنذاك وزيراً للخارجية وقد حضرتُ من قبل إيران مراسم أداء القسم للرئيس السيسي، وقد أبلغت القيادات السياسية المصرية الجديدة رسالة مفادها بأننا على الرغم من انتقاداتنا لبعض الأحداث التي جرت في مصر إلا أنّ سياسة إيران تقوم على تعزيز العلاقات مع الجمهورية المصرية على أسس متينة ومتوازنة". 

وأضاف: "الآن نحن لدينا علاقات طيبة مع مصر في بعض المجالات، ولكن في المجال السياسي بالرغم من وجود المشتركات بيننا إلا أنها لم تصل إلى ذلك المستوى، نحن لن ننسى المواقف المصرية تجاه القضية السورية، إنّ مواقف السيد السيسي في مقاربة القضية السورية كانت مختلفة، ولذلك هناك نقاط مشتركة بين البلدين يمكن البناء عليها لتحقيق علاقات طيبة. ونحن دائماً نؤكّد بأننا نرحّب بأي تعزيز للعلاقات مع جمهورية مصر العربية باعتبارهادولة مهمة على المستوى العربي والإسلامي".

اقتراحات إيرانية للتنمية في لبنان 

وفي سياق حديثه عن الأوضاع الاقتصادية في لبنان، أبدى أمير عبد اللهيان استعداد بلاده لـ"تقديم المساعدة للبنان وشعبه لتجاوز هذه الأزمة الصعبة".

وأكد أنّ إيران قدّمت اقتراحات للمسؤولين اللبنانيين بإنشاء معملي طاقة في الجنوب والشمال، ومدّ لبنان بالغاز الإيراني، مضيفاً: "أبلغنا أصدقاءنا في لبنان بأنّ الجانب الأميركي لن يساعدهم، ولن يسمح للآخرين بمساعدتهم".

وقال أمير عبد اللهيان إنّ رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، رحّب بأفكار إيران، لكنّه ربط توقيت تحققها بالتوصّل إلى اتفاق نووي، مضيفاً: "نحن قلنا للسيد ميقاتي بأننا مستعدون وبصورة إنسانية أن نقوم بمبادرة قبل الاتّفاق النووي وبعد الاتّفاق النووي، ليس من الضروري أن نوكد الأمور للاتّفاق النووي".

وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّ إيران تصدّر الكهرباء والغاز للعراق، والعراق حصل على استثناء في هذا الخصوص، اللبنانيين يستطيعون أن يقوموا بذلك أيضاً ويطلبوا استثناءً لهم فيما يتعلق بطلب المساعدات من إيران. نحن لا نمانع أن تقوم الأطراف الأخرى بمساعدة لبنان، بل نحن نرحّب بأي مساعدة حتى لو كانت من طرف السعودية، نحن يسعدنا ذلك، أي دولة تساعد لبنان نحن نرحّب بهذا الأمر كجمهورية إسلامية إيرانية، كما أننا نحن بدورنا أيضاً نُسعَد بتقديم المساعدات للجانب الإيراني.

وأوضح أمير عبد اللهيان أنّ لبنان يشهد اليوم أزمة دواء ومواد غذائية سبب الأزمة الأوكرانية لا سيّما بما يتعلق بموضوع الطحين، هذه الأمور خلقت مشكلات في لبنان، إن إيران مع ذلك مستعدة للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه المجالات كلها. وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّ لقائه قبل 3 أسابيع مع وزير خارجية الحكومة المؤقّتة في أفغانستان السيّد ملّا متّقي الذي زار إيران، قال لي إنّه طوال 20 عاماً عندما كانت أفغانستان تحت الاحتلال الأميركي، لم يبنِ الأميركان عيادة ولو على مستوى غرفة واحدة لصالح الشعب الأفغاني، لم يقوموا بأي أمرٍ يخدم الشعب الأفغاني، نحن نتفهّم ما قاله الوزير متّقي، وقلت لأصدقائنا في لبنان بأن الجانب الأميركي هذا ديدنه لن يساعدكم ولن يسمح للآخرين بأن يساعدوكم.

وختم حديثه بقوله: "اليوم نحن في بيروت لكي نعلن بأننا الى جانب الشعب اللبناني، وكافة الشعب اللبناني وكافة الشعب اللبناني هم أصدقاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكل ما يحقق أمن لبنان ورفاهه وتقدمه ورفاهه نعتبره تقدّماً ورفاهاً لنا".

لمتابعة الحلقة كاملة، انقروا على الرابط:

اخترنا لك