أمير عبد اللهيان للأسد: إيران ترحّب بالاجتماعات الرباعية وستستمرّ بدعم دمشق

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية فيصل المقداد خلال زيارة رسمية إلى سوريا تفقّد فيها أحوال الناجين من الزلزال في اللاذقية، وجدّد خلالها تأكيد دعم طهران لدمشق في وجه الأزمات الإنسانية والعقوبات.

  • أمير عبداللهيان والأسد في دمشق
    أمير عبد اللهيان يلتقي الأسد في دمشق

رحّب الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له، بانضمام الجانب الإيراني إلى الاجتماعات التي بدأت بين دمشق وأنقرة في موسكو الشهر الفائت.

وبحث الأسد مع وزير الخارجية الإيراني، الذي وصل في زيارة رسمية إلى دمشق اليوم، الملفات ذات الاهتمام المشترك، والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وأبرزها انضمام إيران إلى الاجتماعات المعنية في بناء الحوار بين دمشق وأنقرة. 

كما شدّد الأسد على أنّ "مصالح الشعب السوري هي الأساس في أي خطوات سياسية تنتهجها الدولة، ونتائج تلك الخطوات يجب أن تحقق مصلحة الشعب السوري"، مؤكداً أنه "يجب أن يكون هنالك تحضير جيد لهذه الاجتماعات، يستند إلى أجندة وعناوين ومُخرجات محددة وواضحة".

وأشاد بزيارة الوزير الإيراني والوفد المرافق له إلى المناطق المنكوبة في اللاذقية، موضحاً أنها تأتي "استمراراً لما تقوم به إيران في مساعدة الشعب السوري لتجاوز آثار كارثة الزلزال"، مشيراً إلى أنها "تؤكد عمق العلاقات التي تجمع بين الشعبين والبلدين الصديقين".

من جهته، جدّد أمير عبد اللهيان حرص إيران على "الوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم سوريا ووحدة وسلامة أراضيها"، لافتاً إلى أنّ بلاده "لديها ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية وستدعم هذه المواقف في الاجتماعات الرباعية".

وعبّر أمير عبد اللهيان عن "تعاطفه ومواساته للشعب السوري"، مشيراً إلى أنّ بلاده "منذ اليوم الأول لكارثة الزلزال لم تألُ جهداً في المطالبة عبر المنابر الدولية من أجل رفع العقوبات الجائرة المفروضة على سوريا". 

كما عبّر عن "ارتياح بلاده لمسار التقارب بين سوريا والدول العربية"، مشدداً على أنّ "ذلك يصبّ في مصلحة الطرفين والمنطقة برمتها".

أمير عبد اللهيان: نرحّب بالاجتماعات الرباعية.. وسنستمر بدعم سوريا

وعقب لقائه نظيره السوري فيصل المقداد، قال أمير عبد اللهيان إنّ إيران "ترحب بالاجتماعات الرباعية بهدف الوصول إلى تعاون متزايد والخروج من الأزمات".

وأضاف: "في هذا الإطار، أكدنا أهمية الاجتماعات بالصيغة الرباعية بين طهران ودمشق وأنقرة وموسكو"، مشيراً إلى أنّ "محادثاتنا تتمحور حول الأمن والاستقرار المستدام في سوريا".

كما أكّد الوزير الإيراني "ضرورة خروج القوات الأميركية كافة من الأراضي السورية واحترام سيادتها".

وبشأن العلاقات السورية العربية، قال إنّ الجانب الإيراني "مقتنع بأن المحادثات الثنائية والحوارات في المنطقة هي الحل الرئيسي للأزمات وتعبيد طريق التطور في المنطقة"، معبّراً عن "ارتياح إيران الكبير لأنّ الدول الإقليمية اتخذت مواقف واقعية فيما يتعلق بالدور المهم لسوريا وموقعها"، ومرحّباً بانفتاح بعض الدول على دمشق.

وشدّد أمير عبد اللهيان على تعاطف إيران "مع الشعب السوري قيادةً وشعباً بعد الزلزال الأخير"، كما استنكر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمطار حلب، قائلاً إنّ "السلوك الوحشي الإسرائيلي هدفه حرف انتباه الرأي العام عن الأزمات الداخلية في هذا الكيان".

المقداد: رحيل القوات الأميركية ضرورة.. والعقوبات إرهاب

من جانبه، أشار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال المؤتمر المشترك مع أمير عبد اللهيان، إلى أنّ "الأولويات كانت دائماً وستبقى رحيل القوات الأميركية من الشمال السوري".

وأضاف المقداد أنّ "العقوبات الاقتصادية المفروضة علينا وعلى إيران وروسيا ترقى إلى شكل من أشكال الإرهاب الاقتصادي القاتل"، مشيراً إلى أنّ "دولاً غربية اكتشفت بعد الزلزال أنّ العقوبات تأثّر بها الناس".

وأوضح الوزير السوري أنّ دمشق "حاربت لمدة 12 عاماً ضدّ الإرهاب، وتصدت لكلّ الكارثة التي أدّت وستؤدي إليها العقوبات أحادية الجانب على سوريا".

واعتبر المقداد أنّ "الدور الذي قامت به إيران في كلّ تطورات الأزمة السورية كان مهماً"، مؤكداً "ترحيب دمشق منذ البداية بانضمام طهران إلى المباحثات الرباعية حالياً وفي المستقبل".

وشدّد وزير الخارجية السوري على أنه "لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة في ظلّ الاحتلال والوجود الأجنبي". 

كما أكّد أنّ "التنسيق بين طهران ودمشق على أعلى المستويات ولا نجد أنفسنا في موقفين غير متطابقين أبداً"، وأن "مهمتنا الآن في المنطقة هي أن نعيد الأوضاع إلى طبيعتها".

وأضاف أنه "لا يمكن أن نبني عالماً جديداً متعدّد الأقطاب من دون أن نكسب دولاً جديدة تتعامل معنا"، مذكراً بأنّ "إيران كانت من الدول الأولى التي ساهمت في عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال، ومنها وصلت أولى طائرات المساعدات إلى سوريا".

اخترنا لك