ألمانيا وفرنسا وبولندا "موحّدة" في سبيل تجنّب حرب في أوروبا
بعد جولة الرئيس الفرنسي على عدد من الدول الأوروبية وزيارته روسيا، فرنسا وألمانيا وبولندا تؤكد أنها "موحدة" في سبيل تجنّب اندلاع حرب في أوروبا.
أكّدت فرنسا وألمانيا وبولندا أنّها "موحّدة" في سبيل تجنّب اندلاع حرب في أوروبا، وذلك خلال جولة دبلوماسية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قادَته مساء الثلاثاء إلى برلين، بعد أن زار موسكو وكييف.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الثلاثاء، إنّ "برلين موحدة مع باريس ووارسو حول هدف المحافظة على السلام في أوروبا".
بدوره، شدّد الرئيس البولندي، أندريه دودا، على أنّ "تجنّب حرب في أوروبا أمرٌ ممكن". وقد جاء اللقاء في برلين، حيث اجتمع شولتس مع الرئيس البولندي ورئيس فرنسا في ختام يومين زار خلالهما ماكرون كلاً من كييف وموسكو.
وقال دودا: "علينا إيجاد حلّ لتجنّب اندلاع حرب. سبق أن قلت: هذه مهمتنا الرئيسية. أعتقد أنّنا سنحقّقها".
وشدد ماكرون على ضرورة "إيجاد طرق ووسائل معاً للانخراط في حوار حازم مع روسيا"، مشدّداً على أن هذا هو "المسار الوحيد لتحقيق السلام في أوكرانيا".
حلول ملموسة
وفي كييف، أعلن ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أنه انتزع من أوكرانيا وروسيا "تعهّداً مزدوجاً" باحترام اتفاقيات مينسك للسلام التي أبرمت في العام 2015 بشأن النزاع في شرق أوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك أعقب محادثاته مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "لا يمكننا التقليل من شأن لحظة التوتر التي نعيشها".
وتابع: "لا يمكننا حل هذه الأزمة عبر عقد محادثات على مدى بضع ساعات.. ستسمح لنا الأيام والأسابيع والشهور المقبلة بتحقيق تقدّم".
وأكّد الرئيس الفرنسي أنّ ثمة إمكانية للمضيّ قدماً باتّجاه خفض حدّة التوتّر مع روسيا بشأن أوكرانيا.
وأوضح ماكرون، أمس الثلاثاء، أنه حصل من نظيره الروسي فلاديمير بوتين أثناء محادثاتهما على تأكيد "بعدم حصول تدهور أو تصعيد" في الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.
من جهته، أعرب زيلينسكي عن أمله بأن يمهّد اجتماع مرتقب الخميس في برلين لكبار المسؤولين الطريق لقمة تجمع قادة كل من روسيا أوكرانيا وفرنسا وألمانيا، بهدف إعادة إحياء خطة السلام المجمّدة.
وكان ماكرون أول رئيس دولة غربية يلتقي بوتين منذ تصاعد التوتر في كانون الأول/ديسمبر. وسيلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس بوتين في موسكو في 15 شباط/فبراير، بعد محطة له في كييف أيضاً.
وقال بوتين، الذي طالب حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة بضمانات أمنية واسعة، بعد محادثاته مع ماكرون، إنّ موسكو "ستبذل كل ما بوسعها لإيجاد تسويات تناسب جميع الأطراف".
وأشار إلى أن ثمة مقترحات تقدّم بها ماكرون بإمكانها أن "تشكّل أساساً لخطوات إضافية" باتّجاه تخفيف حدة الأزمة المرتبطة بأوكرانيا، من دون أن يقدّم تفاصيل، ولم يتطرق إلى الخطوات التي يعتزم اتّخاذها بشأن عشرات آلاف الجنود الروس المنتشرين عند حدود أوكرانيا.
وندد بوتين مجدداً برفض الدول الغربية الموافقة على شرطه وقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، وسحب جنوده ومنشآته العسكرية من أوروبا الشرقية، نافياً أن يكون قد هدد أوكرانيا. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن بوتين وافق على البحث في مقترحات قدّمها ماكرون.
كذلك، أشار قصر الإيليزيه إلى تعهّد الجانبين "بعدم إطلاق مبادرات عسكرية جديدة، ما من شأنه التهيئة لاحتواء التصعيد".
خطوط حمر
وحدّدت كييف، يوم الإثنين، 3 "خطوط حمر" تقول إنها لن تتجاوزها من أجل التوصل إلى حل، وهي: "عدم تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بسلامة الأراضي الأوكرانية، وعدم الخوض في أي محادثات مباشرة مع الانفصاليين، وعدم السماح بأي تدخل في سياستها الخارجية".
عسكرياً، تعهّدت روسيا بسحب قواتها المنتشرة في بيلاروسيا، في إطار مناورات عسكرية تنتهي في شباط/فبراير.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيكسوف: "لم يقل أحد إن القوات الروسية ستبقى في بيلاروسيا".
وواصلت موسكو، الثلاثاء، تعزيز قواتها قرب أوكرانيا، وأعلنت أنّ 6 سفن حربية في طريقها من البحر المتوسط إلى البحر الأسود للمشاركة في مناورات بحرية دولية مقررة مسبقاً.
في المقابل، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، لقناة تلفزيونية محلية، إنّ "كييف تخطّط لإجراء تدريبات خاصة بها تستخدم خلالها صواريخ مضادة للمدفعية زوّدها بها الغرب وطائرات قتالية مسيّرة تركية، وذلك ردّاً على التدريبات الروسية-البيلاروسية".
وأرسلت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة تعزيزات عسكرية إلى أوروبا. وقد وصلت دفعة أولى من العسكريين الأميركيين قوامها 100 جندي إلى رومانيا. وقبل أيام، أعلن رئيس مكتب الأمن القومي البولندي بافيل سولوخ أنّ الولايات المتحدة ستنشر قريباً نحو 2500 جندي إضافي في بلاده.
كما أنّ الجيش الأميركي وضع قبل أيام حوالى 8500 جندي في الولايات المتحدة في حالة تأهب، ليكونوا مستعدين لنشرهم في أوروبا، وهو ما يهدف إلى حدٍ كبير إلى تعبئة صفوف قوّة الرد السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي إذا استدعاهم التحالف للخدمة.