أكثر من 170 قتيلاً.. مطار كابول: عمليات إجلاء المدنيين تسارعت بعد التفجيرات

بعد التفجيرين اللذين حصدا أكثر من 170 شخصاً قرب مطار كابول، مسؤول أمني غربي في المطار يكشف أن عمليات إجلاء المدنيين تسارعت بعد الهجومين والرحلات تُقلع بانتظام، و"الناتو" يعلن أن "طالبان" ستعزّز قواتها لفرض الأمن عند بوابات المطار.

  • عمليات إجلاء المدنيين الأفغانيين في مطار كابول تسارعت بعد التفجيرات (أ ف ب)
    عمليات إجلاء المدنيين الأفغان في مطار كابول تسارعت بعد التفجيرات (أ ف ب)

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني غربي في مطار كابول، طلب عدم نشر اسمه، أن "عمليات إجلاء المدنيين تسارعت بعد الهجومين اللذين استهدفا محيط مطار كابول، وأن الرحلات الجوية تُقلع بانتظام".

بالتوازي، قال دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي ("الناتو") إن "على طالبان التحقيق في شبكة داعش، بعد أن سمحت للآلاف بمغادرة السجون"، مشيراً إلى أن "الحركة ستعزز قواتها لإدارة الحشود، وفرض الأمن عند بوابات مطار كابول".

بدوره، أكد مسؤول في "طالبان" أن حرّاس الحركة سيضعون أبراج مراقبة حول كل المطارات الأفغانية، من أجل المحافظة على أمنها.

ووصف المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، انفجار مطار كابول بالهجوم الإرهابي، وأدانه.

بدوره، قال المتحدث باسم "طالبان" في الدوحة سهيل شاهين، في تغريدة له في "تويتر"، إن "انتحاريَّين إثنين ومسلَّحِين هاجموا الحشود المتدفقة إلى مطار كابول في منطقة تقع تحت سيطرة القوات الأميركية"، مضيفاً أن "الإمارة الإسلامية تهتم بحماية شعبها، وستحافظ على أمنه من أي أعمال إرهابية".

وبينما أعلنت وزارة الصحة الأفغانية، في وقت سابق، ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير مطار كابول إلى 110، بينهم 28 من "طالبان" و13 جندياً أميركيّاً، تحدّثت وسائل إعلام أفغانية عن ارتفاع عدد ضحايا الانفجارات في محيط مطار كابول إلى 170 شخصاً.

من جهته، أكّد مسؤول في حركة "طالبان" مقتل ما لا يقل عن 28 عنصراً من الحركة في تفجيري كابول.

ودعا مجلس الأمن جميع الأطراف ذات الصلة إلى "احترام الإجلاء الآمن للمدنيين وتسهيلهم"، مشيراً إلى أن "مكافحة الإرهاب في أفغانستان مهمة من أجل عدم استخدام أراضيها لمهاجمة أي دولة".

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية ("البنتاغون") اليوم أن القوات المسلحة الأميركية، التي تسيطر على مطار كابول، "تستطيع مواصلة عمليات الإجلاء الجوية حتى اللحظة الأخيرة"، وذلك مع اقتراب موعد 31 آب/أغسطس لسحب جميع الجنود الأجانب من أفغانستان.

وقال المتحدث باسم "البنتاغون" جون كيربي "إننا لا نزال نعتزم إنهاء هذه المهمة مع نهاية الشهر" الحالي، مضيفاً "مع اقترابنا من هذا الأمر، سترون بعض التحركات بهدف إخراج قواتنا وبعض معداتنا، لكننا سنكون قادرين على إجلاء الاشخاص جواً حتى اللحظة الأخيرة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي، قوله إن المسؤولين العسكريين أبلغوا إلى الرئيس الأميركي أن الأيام القليلة المقبلة ستكون "أكثر خطورة".

وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس بايدن أعطى القادة العسكريين "السلطة الكاملة للقيام بعمليات ضد أهداف لداعش".

وأمس الخميس، قال قائد القوات المركزية الأميركية، الجنرال كينيث فرانك ماكينزي، إن "الولايات المتحدة عازمة على الردّ على تنظيم داعش بعد الهجوم على مطار كابول". وأعلن "البنتاغون" سقوط 12 قتيلاً و15 جريحاً في صفوف الجنود الأميركيين.

وتعليقاً على التفجيرات، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، "أتحمل مسؤولية كل ما حدث مؤخراً في أفغانستان، وقلوبنا منفطرة". 

وأضاف أن "الهجوم الذي وقع في كابول نفّذته مجموعة تسمى داعش - خُراسان"، وتوجّه إلى الذين شنّوا الهجوم قائلاً: "إننا لن نغفر لكم، ولن ننسى، وسنصطادكم".

وأعلن وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، وقوفه على مسافة واحدة من كل الأطراف المتحاربة في أفغانستان، رافضاً استمرار الوجود الأجنبي فيها، وداعماً الانسحاب الأميركي في موعده.

واعتبرت روسيا، من جهتها، أن هجوم كابول يؤكد التوقعات التي تفيد بـ"استغلال الإرهابيين للفوضى" في أفغانستان.

وقال السكرتير الصحافي للرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن "روسيا لم تعترف بطالبان بعدُ، وهي تتابع عن كثب تطورات الوضع".

 

مع بدء الولايات المتحدة تطبيق خطة الانسحاب من أفغانستان، بدأت حركة "طالبان" تسيطر على كل المناطق الأفغانية، وتوجت ذلك بدخولها العاصمة كابول، واستقالة الرئيس أشرف غني ومغادرته البلاد. هذه الأحداث يتوقع أن يكون لها تداعيات كبيرة دولياً وإقليمياً.

اخترنا لك