أزمة اللاجئين عند حدود بيلاروسيا - بولندا مستمرة.. ما أبرز المواقف الدولية؟
مواقف دولية متعدّدة تستمرّ في الصدور بخصوص أزمة اللاجئين عند الحدود البيلاروسية البولندية.
تتوالى ردود الفعل الدولية بشأن الأزمة الإنسانية عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، حيث يوجد الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من دول الشرق الأوسط، ويعيشون في ظروف إنسانية وطبيعية صعبة، وفي ظل درجات حرارة متدنية.
روسيا: مستعدّون لتقديم المساعدة
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثةً هاتفيةً بالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بحسب ما أفادت به الخدمة الصحافية للكرملين، اليوم الثلاثاء.
وجاء في بيان الكرملين أنَّ "تبادُل الآراء بشأن أزمة الهجرة عند حدود بيلاروسيا مع دول الاتحاد الأوروبي مستمرٌّ، مع الأخذ في الاعتبار المحادثة الهاتفية السابقة التي أجراها ألكسندر لوكاشينكو بالمستشارة الألمانية بالنيابة أنجيلا ميركل".
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، إنَّ "روسيا تتخذ جميع الخطوات الممكنة من أجل حلّ أزمة الهجرة عند الحدود البيلاروسية البولندية، وهي مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة".
وأضاف لافروف "أننا نبذل قصارى جهدنا للمساعدة على حلّ هذه الأزمة"، وتابع "تَواصَل ممثلو عدد من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، مع الرئيس بوتين. نحن مطالَبون بتقديم المساعدة، وعلى استعداد لتقديم هذه المساعدة".
ألمانيا: ميركل ناقشت مع لوكاشينكو تقديم مساعدات إنسانية
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ناقشا، عبر الهاتف، "قضية تقديم مساعداتٍ إنسانية إلى اللاجئين والمهاجرين".
وتُعتبر هذه المحادثات أول اتصال معروف بين رئيس روسيا البيضاء ومسؤول غربي كبير، منذ أن أثارت الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء، العامَ الماضي، احتجاجات حاشدة من جانب المتظاهرين الذين اتهموا لوكاشينكو بتزوير الانتخابات، وهي تهمة ينفيها.
فرنسا: بيلاروسيا تستغل اللاجئين
واليوم أيضاً، اتهمت الحكومة الفرنسية بيلاروسيا بتدبير "مسرحية مروِّعة" عند الحدود مع بولندا، من خلال استغلالها "آلاف المهاجرين اليائسين".
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابريال أتال، في مؤتمرٍ صحافي، "إنهم يأخذون آلاف المهاجرين اليائسين، يحشدونهم عند الحدود، ويلتقطون بأنفسهم الصور بهدف إثارة انقسامات بيننا وشرذمتنا في أوروبا، وبثّ الخوف بين الأوروبيين".
وسُئِل أتال عما إذا كانت باريس تؤيد بناء بولندا جداراً عند حدودها، فأبدى "تضامن" فرنسا معها، مؤكِّداً أنه "لا يعود إلينا إعطاءُ دروس لدول تواجه أوضاعاً كهذه".
وشدَّد أتال على أن "أوروبا موحَّدة منذ بدء هذه الأزمة"، في الوقت الذي يُعِدُّ التكتل مع الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا.
وتعليقاً على المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، ذكّر المتحدث بأنهما "اتفقا على تدابير لقَطع الطُّرُق التي يستخدمها المهرّبون، وخصوصاً السماح للمفوضية السامية للاجئين بالتدخل وتنظيم عمليات عودة إنسانية للاجئين".
أميركا: سنفرض عقوبات مع الاتحاد الأوروبي
وأعلنت الولايات المتّحدة، أمس الإثنين، أنّها "تُعِدّ بالتنسيق مع الاتّحاد الأوروبي" فرضَ عقوبات جديدة ضدّ نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، ردّاً على ما وصفته بـ"استغلاله اللاإنساني للمهاجرين العالقين عند حدود بلاده مع بولندا"، في حين وافق الاتحاد الأوروبي، يوم أمس الإثنين، على تشديد العقوبات على بيلاروسيا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على حزمة خامسة من العقوبات التي سيتم إقرارها في الأيام المقبلة. وأضاف أنهم سيستهدفون شركات طيران ووكالات سفر وأفراداً متورطين في "هذا الاستغلال غير القانوني للمهاجرين".
وصرّح وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بأن "هذا النظام اللاإنساني والمتمثّل في استخدام اللاجئين أدوات لممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي، تفاقَمَ خلال الأيام الماضية"، وتعهَّد استهداف المتورطين فيما سمّاه "الإتجار بالبشر".
وبعد أن أعلن الاتّحاد الأوروبي أنّه يحضّر لفرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا، حذّر لوكاشينكو من أنّه جاهز للردّ إذا نفّذت بروكسل وعيدها، مؤكِّداً، في الوقت نفسه، أنه يريد تجنّب أن تتحولّ أزمة المهاجرين إلى "مواجهة".
وهناك عالقون تتراوح بين 2000 و3000 مهاجر، أغلبيتهم العظمى من إقليم كردستان العراق، عالقون عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، بينما درجات الحرارة دون الصفر.