بريطانيا أول دولة غربية تبدأ التطعيم الجماعي بلقاح كورونا

أصبحت بريطانيا أول دولة في الغرب تبدأ بالتطعيم ضد وباء كورونا، في مسعىً عالمي حيث تتسابق الشركات التي أجرت تجارب على بدء توزيعه على العالم.

  •  بدأ العاملون في مجال الصحة ببريطانيا تطعيم الناس بلقاح طورته شركتا فايزر وبيونتك
    مارجريت كينان 91 عاماً أول شخص في العالم يتلقى اللقاح ضد كورونا

بدأت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، التطعيم الجماعي لسكانها ضد وباء فيروس كورنا المستجد "كوفيد-19"، لتصبح أول دولة غربية تبدأ التطعيم في مسعى عالمي يشكل أحد أكبر التحديات اللوجستية عبر التاريخ.

ورحّب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ببدء برنامج التطعيم، وشكر العاملين في مجال الصحة والعلماء ومن تطوعوا للتجارب.

وقال جونسون في رسالة على صفحته على تويتر "سنتغلب على هذا الأمر معاً"، وحث المواطنين على "مواصلة اتّباع الإرشادات التي تهدف إلى تحجيم انتشار الفيروس".

وبدأ العاملون في مجال الصحة تطعيم الناس بلقاح طورته شركتا "فايزر" و"بيونتك"، لتصبح بريطانيا مقياساً للعالم، فيما يسعى لتوزيع مُركّب يجب تخزينه في درجة سبعين مئوية تحت الصفر (-94 درجة فهرنهايت).

وشبّه وزير الصحة مات هانكوك اليوم بـ"يوم النصر". وقال "إذا تمكّنا من القيام بذلك لكل شخص عرضة للإصابة بهذا المرض، فيمكننا المضي قدماً والعودة إلى الوضع الطبيعي"، مشيراً إلى أنه يتوقع تطعيم الملايين بحلول نهاية العام.

وأضاف وهو يغالب دموعه على الهواء مباشرة "كانت سنة صعبة على الكثير من الناس".

وأصبحت مارجريت كينان، وهي جدة تبلغ من العمر 91 عاماً، أول شخص في العالم يتلقى اللقاح خارج التجارب، عندما حصلت على الجرعة في المستشفى المحلي في كوفنتري بوسط إنكلترا.

وقالت كينان "إنها أفضل هدية عيد ميلاد مبكرة كنت أتمنى أن أحصل عليها لأنها تعني أنه يمكنني أخيراً أن أتطلع إلى قضاء بعض الوقت مع عائلتي وأصدقائي في العام الجديد بعد أن كنت بمفردي معظم العام".

وسيزيد التطعيم الجماعي من الأمل في احتمال وصول العالم إلى منعطف في مكافحة الوباء الذي دمر اقتصادات، وأودى بحياة أكثر من مليون ونصف المليون شخص، على الرغم من أن التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة والخدمات اللوجستية الصعبة ستحدّ من استخدامه في الوقت الحالي، وخاصة في بعض الدول الفقيرة.

وبريطانيا أول دولة على مستوى العالم تبدأ التطعيم الجماعي بلقاح "فايزر-بيونتك"، وهو أحد اللقاحات الثلاثة التي سجلت نتائج ناجحة من تجارب كبيرة بعد تطويرها في وقت قياسي.

وطلبت بريطانيا إمدادات كافية من لقاح "فايزر-بيونتك" لتطعيم 20 مليون شخص. فيما قالت الشركتان إن اللقاح كان "فعّالاً بنسبة 95 في المئة في الوقاية من المرض في تجارب المرحلة النهائية".

كذلك بدأت كل من روسيا والصين بالفعل في إعطاء لقاحات مرشحة محلية الصنع لسكانها، على الرغم من أنهما أقدمتا على ذلك قبل الانتهاء من تجارب السلامة والفعالية النهائية.

خمسة أيام في الثلاجة

في بريطانيا، من المتوقع أن يتم توفير حوالي 800 ألف جرعة خلال الأسبوع الأول، مع إعطاء الأولوية لسكان دور الرعاية ومقدمي الرعاية ومن تزيد أعمارهم على 80 عاماً وبعض العاملين في مجال الخدمات الصحية.

وقال هانكوك إنه  "على ثقة كبيرة" أن بريطانيا ستتسلم دفعة أخرى من اللقاح الأسبوع المقبل.

وتعتبر بريطانيا صغير نسبياً، وتتمتع ببنية تحتية جيدة. ومع ذلك، فإن التحديات اللوجستية في توزيع اللقاح، والذي لا يمكن حفظه في ثلاجة عادية سوى خمسة أيام فحسب، تعني أنه سيذهب أولاً إلى عشرات المستشفيات ولا يمكن نقله إلى دور الرعاية بعد.

ويمكن أن تُجرى تجارب أكبر على لقاح "فايزر-بيونتك" وكذلك لقاح شركة "مودرنا"، والذي خلصت النتائج إلى أنه حقّق نجاحاً مماثلاً في التجارب ويستند إلى نفس تقنية (إم.آر.إن.إيه) الوراثية التي تتطلب مثل هذا التخزين شديد البرودة.

وقد يكون النقل والتوزيع أكثر صعوبة في البلدان الأكبر، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند الأكثر تضررا من الوباء، وفي الدول الأكثر دفئاً.

ويُنظر إلى اللقاح الثالث الذي نجحت تجربته، والذي طورته شركة "أسترا زينيكا" وجامعة أكسفورد، على أنه أحد أفضل الآمال للعديد من البلدان النامية، لأنه أرخص ويمكن نقله في درجات حرارة الثلاجة العادية. وخلصت نتائج تجارب المرحلة الأخيرة إلى أن معدل نجاح هذا اللقاح 70 في المئة.

"نقطة تحول حاسمة"

هذا وقال كبير المستشارين العلميين في بريطانيا باتريك فالانس، إن اللقاحات التي يسهل تخزينها ونشرها، مثل لقاح "أكسفورد-أسترا زينيكا"، ستلعب دوراً رئيسياً. وتأمل بريطانيا في الحصول على الموافقة التنظيمية لهذا اللقاح في الأسبوعين المقبلين.

ووافقت بريطانيا على لقاح "فايرز-بيونتك" للاستخدام في حالات الطوارئ في أقل من أسبوع، وتطرحه قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي ستنفصل عنه أخيراً في نهاية العام.

وقال سايمون ستيفنز، رئيس خدمة الصحة الوطنية الممولة من القطاع العام "يمثل نشر هذا اللقاح نقطة تحول حاسمة في المعركة مع الوباء".

وفي المجمل، طلبت بريطانيا 40 مليون جرعة من لقاح "فايزر-بيونتك". ويحتاج كل شخص إلى جرعتين من اللقاح ومن ثم يكفي هذا الطلب 20 مليون شخصاً في البلد الذي يسكنه 67 مليوناً.

كما طلبت 357 مليون جرعة من سبعة لقاحات مختلفة لـ"كوفيد-19".

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.