خبراء: اللقاحات فعالة ضد متحورات "كوفيد-19"
على الرغم من اختلاف الأرقام من بلد إلى آخر، يقول خبراء اللقاحات إن هذا أمر متوقع، لأنه من الصعب على دراسة واحدة تحديد فعالية اللقاح بدقة في ظروف العالم الحقيقي.
يراقب العلماء مدى فعالية اللقاحات أمام متحور دلتا لفيروس كورونا أثناء انتشاره. وتتفق جميع الدراسات حتى الآن على أن معظم اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد-19" فعالة جداً في إبعاد الأشخاص عن المستشفى وحمايتهم بشكل عام من متحور دلتا.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه في التجارب السريرية، من السهل نسبياً قياس مدى نجاح اللقاحات، لأنه يمكن مقارنة مجموعات الأشخاص الذين تم تلقيحهم مباشرة بمجموعة تحكم من الأشخاص غير المحصنين. ولكن بمجرد دخول اللقاحات إلى العالم الحقيقي، لم يعد لدى العلماء مجموعة تحكم، وقد تحدد عوامل أخرى ما إذا كان شخص ما مريضاً. الأشخاص الذين يتخلون عن التطعيم، على سبيل المثال، قد يكونون أكثر عرضة لوضع أنفسهم في مواقف يمكن أن يصابوا فيه بالمرض.
هذه المسألة هي في صميم عدد من الدراسات الجديدة التي تتبعت فعالية اللقاحات في الحماية من متحور دلتا. فالباحثون في جميع أنحاء العالم يجرون تجارب ويخرجون بإجابات مختلفة.
في بريطانيا، أفاد باحثون في أيار / مايو الماضي أن جرعتين من لقاح فايزر كان لهما فاعلية 88 في المائة ضد أعراض مرض متحور دلتا. وخلصت دراسة أجريت في حزيران / يونيو الماضي في اسكتلندا إلى أن اللقاح كان فعالاً بنسبة 79 في المائة ضد هذا المتحور. ويوم السبت الماضي، قدر فريق من الباحثين في كندا فعاليته بنسبة 87 في المائة. وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية الاثنين أن فعالية لقاح فايزر كانت 64 في المائة فقط ضد جميع الإصابات بفيروس كورونا، انخفاضاً من حوالى 95 في المائة في أيار / مايو الماضي.
وعلى الرغم من اختلاف الأرقام من بلد إلى آخر، يقول خبراء اللقاحات إن هذا أمر متوقع، لأنه من الصعب على دراسة واحدة تحديد فعالية اللقاح بدقة في ظروف العالم الحقيقي.
وقالت ناتالي دين، عالمة الإحصاء الحيوي في جامعة إيموري: "علينا فقط أن نأخذ كل شيء معاً كقطع صغيرة من البازل، ولا نضع وزناً كبيراً على أي رقم واحد".
وفي حين أن فعالية 64 في المائة الموجودة في الدراسة الإسرائيلية قد تبدو مقلقة، فقد يكون هناك بعض التفسيرات للرقم. تتطلب السلطات الإسرائيلية اختبار كل شخص على اتصال بشخص مصاب بفيروس كورونا، قد يعني هذا أن هذه السلطات تكتشف المزيد من الحالات غير المصحوبة بأعراض في الأشخاص الذين تم تطعيمهم مقارنة بأماكن أخرى، مما يقلل من معدل فعاليتها المبلغ عنها.
ولم يقم الباحثون كذلك بمطابقة الأفراد الذين تم تلقيحهم مع نظرائهم غير المحصنين في محاولة لمحاكاة مجموعة التحكم، وهو الأمر الذي غالباً ما يبذل العلماء جهوداً كبيرة للقيام به وربما ساعدهم في استبعاد العوامل الأخرى.
وقالت الصحيفة إنه لحسن الحظ، تتفق جميع الدراسات حتى الآن على أن معظم لقاحات "كوفيد -19" فعالة جداً في إبعاد الأشخاص عن المستشفى وحمايتهم بشكل عام من متحور دلتا. وقدرت وزارة الصحة الإسرائيلية أن لقاح فايزر فعال بنسبة 93 بالمائة في الوقاية من الأمراض الخطيرة والاستشفاء.
ولكن لتحديد مدى فعالية اللقاحات ضد متحور دلتا، يلزم إجراء مزيد من الدراسات من المزيد من البلدان.
وقال مارك ليبسيتش، عالم الأوبئة في جامعة هارفارد: "إذا كانت هناك خمس دراسات بنتيجة واحدة ودراسة بنتيجة أخرى مختلفة، أعتقد أنه يمكن للمرء أن يستنتج أن من المرجح أن تكون الخمس صحيحة أكثر من الدراسة الواحدة".
وقال أحد الأساتذة في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة: "إن آثار اللقاحات الإجمالية متسقة: الحماية من الأمراض الشديدة تظل مرتفعة للغاية".
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت