البرازيل تواصل صراعها مع كورونا: 70 ألف حالة يومياً
هناك إجماع على أن متحوّر "غاما" قد سرَّع بشكلٍ كبير العدوى في وقت سابق من هذا العام، ولعب دوراً محورياً في دفع النظام الصحي في البرازيل إلى حافة الانهيار.
تجاوزت البرازيل أخيراً النصف مليون حالة وفاة رسمية نتيجة مرض "كوفيد-19"، وهو ثاني أعلى معدل إجمالي وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة، حيث توفي نحو واحد من كل 400 برازيلي بسبب الفيروس، لكن العديد من الخبراء يعتقدون أن العدد الحقيقي للوفيات قد يكون أعلى.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن حالة تفشي الوباء لا تتراجع في البرازيل، بمتوسط نحو 70 ألف حالة جديدة في اليوم.
وقال إرنستو لوندونو، رئيس مكتب الصحيفة في البرازيل، إن شهري آذار / مارس ونيسان / أبريل الماضيين كانا ذروة الأشهر من حيث تعرض نظام المستشفيات لضغوط هائلة. فمنذ ذلك الحين، لا يزال عدد الإصابات اليومية وعدد الوفيات مرتفعاً بشكل مذهل. فعدد الوفيات اليومي تراوح بين 1500 و2500، وهو أقل من فترة الذروة التي رأيناها في وقت سابق من هذا العام حيث تجاوزت 4000 حالة وفاة يومياً، ولكن من الواضح أننا ما زلنا في قبضة تفشٍ مستعر.
وأضاف لوندونو أنه كان هناك إجماع على أن متحور "غاما" قد سرَّع بشكل كبير العدوى في وقت سابق من هذا العام، ولعب دوراً محورياً في دفع النظام الصحي في البرازيل إلى حافة الانهيار. وكان هناك عدد من الحالات من متحور "دلتا" التي تم تتبعها بشكل قاطع في أجزاء قليلة من البلاد. لكن البرازيل ليس لديها القدرة، أو الإرادة السياسية، للحصول على برنامج تتبع للحالات أكثر صرامة. لذا بحلول الوقت الذي تكون لدينا فيه اللمحات الأولى للمكان الذي تُغيّر فيه المتحورات ديناميكيات الفيروس، يكون قد فات الأوان لفعل شيء حيال ذلك.
كيف تسير حملة التطعيم؟
وقل مراسل الصحيفة إنها حملة التلقيح تتزايد في البرازيل، لكنها لا تزال بطيئة للغاية ولا تزال غير منظمة للغاية. إذ تلقى نحو ثلث السكان جرعة واحدة على الأقل، وأقل من 12 في المائة تلقوا تطعيماً كاملاً.
وأضاف أن هناك أيضاً ظاهرة مثيرة للاهتمام تحدث وهي أن الناس يختارون اللقاح الذي يريدونه. لذلك، يذهب البرازيليون إلى مواقع اللقاح، وعندما يعلمون أن اللقاح الوحيد المعروض هو اللقاح الصيني، كان الكثير منهم يسألون إذا كان بإمكانهم العثور على لقاح مختلف في وقت لاحق. وهناك كذلك ملايين البرازيليين الذين لا يحصلون على جرعات اللقاح الثانية.
كيف تبدو الحياة اليومية؟
قال مدير مكتب "نيويورك تايمز" إن ما يراه عندما يركب دراجته في جميع أنحاء مدينة ريو دي جانيرو، أو يقوم بإعداد التقارير، هو شعور مذهل بالعمل كالمعتاد. وسائل النقل العام مزدحمة والناس في الحافلات مضغوطون معاً مثل علب السردين، ويتنقلون إلى العمل. تقوم المطاعم بعمل جيد للغاية في أجزاء كثيرة من ريو، حيث يعيش، ويتجول الناس من دون أقنعة. لذلك، هو يعتقد أنه بالنسبة لنسبة كبيرة من السكان، هناك نوع من الإحساس بأن الوباء قد انتهى، أو على الأقل لن يسمحوا له بمقاطعة حياتهم اليومية.
عودة الاحتجاجات
أما الوضع السياسي فهو ساخن. فهناك مواجهة متزايدة بين الحكومة والمعارضة، التي اتخذت خطوات في الأسابيع القليلة الماضية لمحاولة إقناع الرئيس بولسونارو وحكومته بمهمة التعامل مع الوباء. وكانت هناك لجنة خاصة في الكونغرس تحقق في استجابة الحكومة بمواجهة الوباء، وقد أدى ذلك إلى زيادة الاستقطاب السياسي.
وقال المراسل: أنا أرى بشكل متزايد الناس يغضبون ويشعرون بالاشمئزاز بدرجة كافية من الوضع الراهن لدرجة أنهم على استعداد للنزول إلى الشوارع. في يوم السبت المقبل، ستكون لدينا الجولة الثالثة من احتجاجات الشوارع التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة. وعلى عكس الاحتجاجات الأخرى التي كانت تجري في الماضي في البرازيل، والتي كانت تميل إلى نوع من الاحتفالية، هناك شعور حقيقي بالغضب في هذه الاحتجاجات الأخيرة. فالمصطلح الذي احتشد حوله العديد من المتظاهرين لانتقاد رئيسهم هو "إبادة جماعية"، ومن الواضح أنه مصطلح مبالغ به للغاية، لكنه يمنحك إحساساً بمدى غضب الناس ومدى شعورهم بالظلم من قبل حكومتهم.
نقله إلى العربية: الميادين نت