إرشادات أميركية جديدة: نهاية تعقيم الأسطح
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنقل عن خبراء قولهم "إننا نعلم الآن أن تعقيم الأسطح لم يوفر حماية كبيرة - إن وجدت - من فيروس كورونا".
هل صار بالإمكان التخلص من المطهرات والمعقمات والتوقف عن تعقيم البقالة؟
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أجرت هذا الأسبوع تحديثاً لإرشاداتها حول مخاطر الإصابة بفيروس كورونا من خلال لمس مقبض الباب أو عمود مترو الأنفاق أو أي سطح آخر. فالخطر منخفض للغاية.
وجاء هذا الإعلان بمثابة تغيير لافت عما كان عليه الحال منذ الأيام الأولى للوباء عندما حذر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من أن الفيروس يمكن أن يعيش على الأسطح لأيام عدة، وأنه من المحتمل أن يصيب الأشخاص الذين لمسوا سطحاً ملوثاً بالفيروس ثم لمسوا وجوههم.
كان هذا التوجيه المبكر إيذاناً ببدء عصر ما وصفته مجلة "ذي أتلانيتك" الأميركية بأنه "مسرح النظافة"، حيث كان الأميركيون ينظفون منازلهم بقلق شديد، ويسحبون من الصيدليات مناديل معقمة بمادة كلوروكس. كما أغلقت الشركات والمدارس بانتظام للتنظيف العميق، وتم تعقيم عربات مترو الأنفاق في مدينة نيويورك كل ليلة.
وقالت الصحيفة إننا نعلم الآن أن هذه الخطوات المفصلة لم توفر حماية كبيرة - إن وجدت - من الفيروس.
وقال خبير في الفيروسات المحمولة جواً: "لا يوجد دليل على أن أي شخص قد أصيب بـفيروس كوفيد -19 عن طريق لمس سطح ملوث".
ففي الأيام الأولى للوباء، اعتقد العديد من الخبراء أن الفيروس انتشر بشكل أساسي من خلال قطرات تنفسية كبيرة يمكن أن تسقط نظرياً على الأسطح، ثم تلتقط باللمس ثم تنتقل إلى الأغشية المخاطية في الأنف والعينين. لكننا علمنا خلال العام الماضي أن الفيروس ينتشر بشكل شبه كامل عن طريق الهواء.
يقول الخبراء الآن أنه في حين أنه من الممكن نظرياً التقاط الفيروس من سطح ما، إلا أنه يتطلب شيئاً نادر الحدوث: وجود الكثير من جزيئات الفيروس المترسبة أخيراً على سطح ما، والتي تنتقل بسرعة إلى يد شخص ما، ثم إلى وجهه. المبادئ التوجيهية المحدثة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية تقول إن المطهرات الكيميائية ليست ضرورية لإبقاء انتقال الفيروس من السطح منخفضاً، يكفي فقط غسل اليدين، وارتداء القناع، وفي معظم الحالات، تنظيف الأسطح بالماء والصابون العادي.
وقال جوزيف ألين، خبير سلامة المباني في كلية تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد إنه بالنسبة لمنظمات مثل المدارس والشركات والمؤسسات الأخرى، فإن التوجيه الجديد "يجب أن يكون نهاية التنظيف العميق". وأضاف: "لقد أدى ذلك إلى إغلاق الملاعب، وأدى إلى سحب الشباك من ملاعب كرة السلة، وأدى إلى عزل الكتب في المكتبة".
وأوضح أن إنهاء ذلك يتيح للكثير من المؤسسات إنفاق تلك الأموال بشكل أفضل. وأشار إلى أههم كخبراء لا يمانعون الاستمرار في تنظيف عميق ومنتظم لعربات مترو الأنفاق في مدينة نيويورك.
نقله إلى العربية: الميادين نت